إنَّ ما تسعى إليه التعاونيات هو التمكين والإدماج والاستدامة. فهي تهدف إلى الدفاع عن مبادئ المساواة والمشاركة الديمقراطية. وتجسد مبدأ عدم ترك أحد خلف الركب الذي تنطوي عليه أهداف التنمية المستدامة.
وتؤدي التعاونيات دوراً مهماً في كثير من المجتمعات. وتقدّر الأمم المتحدة أن شخصاً واحداً من كل ستة أشخاص هو إمّا عضو في تعاونية أو زبون من زبائنها. وفي جميع أنحاء العالم، يوجد نحو مليونين 600.000 تعاونية توظّف 12.6 مليون شخص. وتناهز قيمة أصولها مبلغ 20 تريليون دولار أميركي، وتدرّ عائدات سنوية تقارب 3 تريليونات دولار.
والتعاونيات محورها الناس، شأنها شأن أهداف التنمية المستدامة نفسها. وتلتزم التعاونيات التي يملكها ويديرها أعضاؤها التزاماً قوياً بمصالح المجتمعات التي تخدمها. فالتعاونيات الزراعية تساعد في تحسين إنتاجية صغار المنتجين عن طريق تسهيل الوصول إلى الأسواق والائتمان والتأمين والتكنولوجيا. ويمكن للتعاونيات الاجتماعية أن توفّر شبكة أمان مهمة في مواجهة تدهور الرعاية الاجتماعية العامة أو انخفاضها إلى الحد الأدنى.
وفي القطاع المالي، تخدم التعاونيات ما يزيد على 857 مليون شخص، منهم عشرات الملايين من الأشخاص الذين يعيشون في الفقر. ومنذ الأزمة المالية والاقتصادية العالمية في عامي 2007-2008، أثبتت التعاونيات المالية متانتها وقيمتها. وحافظت على تصنيف ائتماني جيد، وزادت أصولها وأرقام أعمالها، كما شهدت نمواً في عدد أعضائها وزبائنها.
ومن الواضح أنّ التعاونيات قادرة على المساهمة في التنمية المستدامة لما تتمتع به من مرونة اقتصادية واجتماعية وبيئية. وإننا نحتفل هذا العام باليوم الدولي للتعاونيات تحت شعار «التعاونيات: القدرة على العمل من أجل مستقبل مستدام»، ونعتقد أن التعاونيات يمكن أن تسهم إسهاماً كبيراً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالعمالة والفقر والجوع والمساواة.
وفي هذا اليوم الدولي للتعاونيات، أحثّ الحكومات على تهيئة بيئة تمكّن التعاونيات من الازدهار والنمو. فلنسخِّر قدرة التعاونيات على تحقيق أهداف التنمية المستدامة وإيجاد عالمٍ يكفل الكرامة والفرص للجميع.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 5048 - السبت 02 يوليو 2016م الموافق 27 رمضان 1437هـ