انتحر نائب رئيس تحرير نشرة الحزب الشيوعي الصيني، بحسب ما اوردت وسائل اعلام صينية اليوم الثلثاء (28 يونيو / حزيران 2016)، وطرحت فرضيات عدة عن اسباب ذلك من النزاعات السياسية إلى حرية التعبير والفساد.
وقالت المصادر ان جو تيجي (56 عاما)، كاتب المقالات المعروف لنظريات الحزب ونائب رئيس تحرير نشرة "كيوشي" (البحث عن الحقيقة)، انتحر بشنق نفسه في قبو المبنى الذي يضم مكاتب النشرة.
ونقلت مجلة "كايتشين" عن صديق له ان جو كان محبطا بسبب الخلافات العقائدية داخل الحزب بين الاصلاحيين وانصار الخط المحافظ الذين يزدادون تشددا.
وكان جو كتب في مقال نشرته المجلة ان سبب عدم قدرة الحزب الشيوعي على حل المشاكل الحقيقية يكمن في "ان المناقشات العقائدية تتحول الى خطابات جوفاء تقوض الثقة المتبادلة بين الحزب والحكومة التي يقودها والشعب".
ومنذ وصول الرئيس شي جينبينغ الى السلطة في نهاية 2012، قلصت السلطات الى حد كبير امكانيات النقاش.
وكتبت "كايتشين" نقلا عن صديق جو، ان هذا المثقف لم يكن قادرا على التخلي عن نزاهته واستقلاليته وآرائه. واضافت "لكن ذلك لم يكن يلائم الدعوة التي وجهت الى اعضاء الحزب وكوادره الى الاتحاد وراء الخط" الرسمي.
ونشرت صحيفة "الشعب" الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني الاحد مقالا مقتضبا عن موت جو بدون ان تذكر اي فرضية عن سبب انتحاره الذي حدث في 25 حزيران/يونيو.
ونقلت وسائل اعلام عدة النص لكنها سحبته من جديد الثلاثاء.
وحاولت وسائل اعلام صينية اخرى متمركزة في الخارج توضيح سبب انتحار جو بالاشارة الى علاقاته مع لينغ جيهوا الذي كان مستشارا قريبا للرئيس السابق هو جينتاو. ولينغ متهم بتسلم رشاوى والحصول على اسرار دولة بطريقة غير مشروعة.
ونشر لينغ في نشرة "كيوشي" في كانون الاول/ديسمبر 2014 اي قبل اسبوعين من ازاحته، مقالا طويلا ذكر فيه اسم الامين العام للحزب الشيوعي شي جينبينغ 16 مرة في محاولة لتأكيد ولائه له، كما ذكرت وسائل الاعلام نفسها.
ويبدو ان لينغ جيهوا ضغط على جو تيجي لتسريع نشر النص في النشرة التي تختار محتواها بصرامة.
واتهمت هيئة مكافحة الفساد هذه النشرة في تشرين الاول/اكتوبر "بالتخلي عن الرقابة السياسية" والتلاعب بالتحرير لنشر مقالات مقربين منها.