دفعت الموجة المتنامية لعمليات اختراق الهواتف المحمولة إلى صعود مفهوم جديد يقوم على تحويل الهواتف الذكية إلى أجهزة مراقبة، الأمر الذي يقف بشكل رئيسي وراء نمو وانتعاش سوق الأجهزة المصممة بشكل خاص لتعزيز مستوى الخصوصية، وفقاً لما أفادت به شركة فور "Four"، علامة الهواتف المحمولة التي انطلقت من دولة الإمارات العربية المتحدة.
ونظراً لتجهيز الهواتف الذكية بالكثير من المزايا المتصلة بالشبكة، والكاميرات عالية الوضوح، ونظام تحديد المواقع العالمي GPS، بات بالإمكان استخدام هذه التقنيات من أجل تحويل الهاتف المحمول إلى جهاز تجسس قادر على التقاط الصور وتسجيل مقاطع الفيديو، وتحديد موقع تخزين البيانات، بل حتى تحديد موقع مستخدم الجهاز داخل المنزل أو في مكان العمل دون علم المستخدم، أو الحصول على إذنه.
في هذا السياق، قال رئيس شركة فور فيصل البناي، "تعد البرمجية الخبيثة Peeping Tom، التي تضع بين يدي قراصنة الإنترنت القدرة على جمع الصور الشخصية الملتقطة عن طريق كاميرا الجهاز، من مصادر القلق الكبيرة الأخرى، وبوجود نظام تحديد المواقع العالمي، ستشكل هذه الصور خطراً حقيقياً على سلامة وخصوصية المستخدم الشخصية".
كما أن سهولة تصميم وإنشاء البرمجيات الخبيثة أصبح يشكل خطراً واقعياً يقوم على مبدأ جمع المعلومات، ففي العام 2012، قام مركز البحرية الأمريكية للحروب فوق سطح المياه بإجراء تجربة تهدف إلى معرفة حجم المعلومات الذي بالإمكان الاستحواذ عليها عن طريق تطبيق صمم بشكل خاص للهواتف الذكية.
وفي ظل سهولة إنشاء وتوزيع مثل هذه البرمجيات الخبيثة، فإن أكثر وسائل وطرق الحماية الفعالة ضد هذه البرمجيات الخبيثة ستتمثل في ضمان عدم تغلغلها ضمن البيئات الآمنة.
لذا، جاء الجهاز الجديد K500 من شركة فور لتحقيق هذا الهدف عن طريق الاستغناء عن المزايا التي تستغلها البرمجيات الخبيثة، أي الكاميرا ونظام تحديد المواقع العالمي، مع الحفاظ على كامل مواصفات وخصائص الهواتف الذكية المتطورة.
وهو ما تطرق إليه فيصل البناي بالقول: "تم تصميم الجهاز K500 ليلبي متطلبات المؤسسات التي ترغب بالقضاء، وبشكل تام، على خطر التعرض للتجسس، فهو غير مجهز بالكاميرا، أو بنظام تحديد المواقع العالمي".