ربما لم يخف المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني لكرة القدم المدرب خيراردو مارتينو إعجابه الشديد بمنتخب تشيلي، ولكنه يحتاج الآن إلى تحويل هذا الإعجاب والتقدير لحافز شديد من أجل التغلب على منتخب تشيلي في المواجهة المرتقبة غدا الأحد بين الفريقين في نهائي بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2016) المقامة حاليا بالولايات المتحدة.
وقد يرى البعض أن مارتينو لا يمتلك السجل التدريبي الناجح الذي يؤهله لقيادة المنتخب الأرجنتيني متصدر التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم، ولكن الحقيقة أن مارتينو سيخوض غدا المباراة النهائية لكوبا أميركا للمرة الثالثة في مسيرته التدريبية وهي الثالثة على التوالي أيضا وفي غضون خمس سنوات.
ولهذا، لا تقل رغبة مارتينو عن نظيرتها لدى لاعبي المنتخب الأرجنتيني في التتويج باللقب القاري غدا خاصة وأن الحظ عاند مارتينو في المرتين السابقتين مثلما عاند التانغو الأرجنتيني في مباراتين نهائيتين خلال العامين الماضيين وكانت أولاهما في كأس العالم 2014 بالبرازيل عندما خسر صفر/ 1 أمام نظيره الألماني ثم كانت الثانية في كوبا أميركا 2015 بتشيلي عندما سقط أمام أصحاب الأرض بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي خلال المباراة.
وقد يكون الحافز الشخصي لدى مارتينو هو أكثر ما يحتاجه المنتخب الأرجنتيني قبل مباراة الغد إذ تتفق الرغبة الملحة لدى مارتينو مع نظيرتها لدى الفريق على تحقيق الفوز في مواجهة منتخب تشيلي القوي والعودة لمنصات التتويج في البطولات الكبيرة للمرة الأولى منذ 23 عاما وبالتحديد منذ فوز التانغو الأرجنتيني بلقب كوبا أميركا 1993.
وصنع مارتينو لنفسه تاريخا في عالم التدريب من خلال البصمة التي تركها خلال مسيرته مع منتخب باراغواي إذ قاد لفريق لدور الثمانية في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا لتكون المرة الأولى التي يصل فيها منتخب باراغواي لهذا الدور ثم قاد الفريق إلى نهائي كوبا أميركا 2011 ولكنه خسر النهائي أمام منتخب أوروغواي صاحب المركز الرابع في مونديال 2010.
وبعد أربع سنوات من نهائي كوبا أميركا 2011، قاد مارتينو المنتخب الأرجنتيني إلى نهائي كوبا أميركا 2015 لكنه سقط في ركلات الترجيح أمام منتخب تشيلي بعد التعادل السلبي في المباراة.
والآن، تبدو الفرصة سانحة أكثر من أي وقت مضى ليتوج مارتينو باللقب الأول له في مسيرته التدريبية على مستوى المنتخبات.
وقال مارتينو: "أشعر بالسعادة لأنني كنت حاضرا في آخر 18 مباراة متتالية ممكنة ببطولات كوبا أميركا" في إشارة إلى أنها النسخة الثالثة على التوالي من البطولة التي يصل فيها للمباراة النهائية.
واعترف مارتينو بأن طول رحلات السفر والتنقل بين المدن الأمريكية خلال البطولة الحالية والإجهاد سيؤثر على أداء اللاعبين في مباراة الغد. ولكنه أكد أن الخيار الوحيد الذي يضعه ولاعبو الفريق أمامهم هو الفوز في مباراة الغد.
وقدم كمارتينو مسيرة ناجحة كلاعب كان معظمها في صفوف نيويلز أولد بويز الأرجنتيني بمدينة روساريو ثم خاض مسيرة تدريبية مثمرة مع بعض الأندية قبل توليه مسؤولية تدريب منتخب باراجواي الذي صنع من خلاله شهرته التدريبية قبل الانتقال لتدريب برشلونة الأسباني ليقضي مع الفريق الكتالوني موسما واحدا عاصفا خلفا للمدرب الراحل تيتو فيلانوفا عندما اضطر فيلانوفا لترك المنصب بسبب مرضه قبل أن توافيه المنية.
والآن، يحتاج مارتينو لترك بصمة أكثر وضوحا على مستوى المنتخبات من خلال التانغو الأرجنتيني ولكنه يحتاج إلى اجتياز التحدي الثأري مع منتخب تشيلي غدا علما بأن مباراة الغد تختلف عن مباراتيه الأخريين مع منتخب تشيلي في الآونة الأخيرة.
وقاد مارتينو المنتخب الأرجنتيني للفوز 2/ 1 على تشيلي في مارس/ آذار الماضي ضمن تصفيات كأس العالم 2018 ثم قاد الفريق للفوز بنفس النتيجة على تشيلي في افتتاح مباريات الفريقين بالمجموعة الرابعة في الدور الأول للبطولة الحالية.
وخلال مشاركته في البطولة الحالية، لم يتردد مارتينو في إبداء إعجابه الشديد بأسلوب لعب منتخب تشيلي والذي اصطبغ به الفريق تحت قيادة ثلاثة مدربين أرجنتينيين هم مارسيلو بييلسا وخورخي سامباولي وخوان أنطونيو بيزي.
وقال مارتينو: "منتخب تشيلي يقدم أسلوب لعب يعتمد على الضغط المتواصل على منافسيه بشكل لا أعتقد أن العديد من الفرق في العالم تستطيع تطبيق هذا الضغط... طالما استحسنت أسلوب لعب المنتخب التشيلي وهذه المجموعة من اللاعبين. إنه أفضل منتخب شاهدته لتشيلي. يضم الفريق مجموعة متميزة من اللاعبين ويشرف عليه مدرب جاء بمميزاته مع تدعيمه لأفكار وأساليب لعب الفريق".
وعلى رغم هذا، يدرك مارتينو أن الفوز على هذا المنتخب التشيلي ليس مستحيلا خاصة وأنه تغلب عليه في بداية مسيرته بالبطولة الحالية في غياب ليونيل ميسي أبرز نجم التانغو والذي سيخوض مباراة الغد بحثا عن صدارة قائمة هدافي البطولة إذ يحتل المركز الثاني برصيد خمسة أهداف بفارق هدف واحد خلف إدواردو فارغاس مهاجم تشيلي.
وقال مارتينو: "نتيجة مباراة الغد ستؤكد ما إذا كنا الأفضل أم لا".