طوت ملاعب كرة القدم السعودية مسيرة صاخبة مثيرة للجدل للنجم محمد نور الذي أعلن الثلثاء اعتزاله اللعب رسميا بعد 20 عاما حفلت بالعديد من الانجازات والإخفاقات.
وأعلن نجم الكرة السعودية محمد نور اعتزاله اللعب في مؤتمر صحافي عقده الثلثاء بمقر نادي اتحاد جدة.
وحرص نجم نادي النصر نايف هزازي على حضور المؤتمر وتوجيه رسالة إلى نور من رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي حملت شكر وتقدير كافة النصراويين لنور على المجهود والعطاء الذي قدمه أثناء احترافه في النادي، ولم يستطع هزازي إكمال كلمته بسبب دموعه لاعتزال زميله.
يذكر انه بعد مسيرة طويلة مع اتحاد جدة، انضم نور موسم 2013-2014 إلى النصر وساهم بإحرازه لقب بطل الدوري.
وتعرضت الفترة الأخيرة من مسيرة نور (38 عاما) إلى ضربة كبيرة بعد أن قررت اللجنة التأديبية السعودية لقضايا المنشطات في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 إيقافه عن المنافسات داخليا وخارجيا لانتهاكه أنظمة مكافحة المنشطات، برغم نفيه الأمر.
وتلقت إدارة نادي الاتحاد في حينها خطابا من لجنة المنشطات في الاتحاد السعودي لكرة القدم يفيد بثبوت تناوله المنشطات.
وقد أثبتت نتيجة العينة التي أخذت من اللاعب عقب مباراة للاتحاد مع الفتح في المرحلة السادسة من الدوري الموسم الماضي تناوله مادة محظورة.
وفي الثامن والعشرين من فبراير/شباط 2016، أعلنت لجنة الرقابة على المنشطات في الاتحاد السعودي إيقاف نور عن اللعب أو ممارسة أي نشاط رياضي أو إداري أو فني في أي منشأة رياضية لمدة 4 سنوات، بعد أن ثبت لها أن العينة الثانية التي تم فتحها بحضور اللاعب في المختبر السويسري جاءت إيجابية ومطابقة في نتيجتها لذات نتيجة العينة الأولى التي سبق أن أثبتت تعاطيه لمادة "الأمفيتامين" المحظورة.
وأوضحت لجنة المنشطات في حينها أن قرار الإيقاف قابل للاستئناف خلال 3 أسابيع.
وفجرت لجنة الاستئناف في الاتحاد السعودي في منتصف ابريل/ نيسان الماضي مفاجأة كبيرة عندما برأته وأعلنت قبول الاستئناف الذي تقدم به اللاعب لقرار اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات القاضي بإيقافه 4 سنوات.
وكشفت مصادر قريبة من الملف في حينها أن نقض القرار جاء بناء على قرار لجنة المنشطات والدفوعات التي قدمها فريق المحامين عن اللاعب والذي ركز بشكل أساسي على تناقص نسب المادة المحظورة بين العينة الأولى والعينة الثانية.
مسيرة صاخبة أمضى نور حياة كروية صاخبة ومثيرة للجدل، من تعرضه للإيقاف وصراعات وخلافات مع أكثر من مدرب اتحادي، إلا أن الحدث المهم والأبرز في مسيرته كان لدى مرافقة ناديه لمقابلة الملك عبدالله بن عبد العزيز بعد إحراز دوري أبطال آسيا في 2004، وكان نور حينها موقوفا بقرار انضباطي من قبل الاتحاد السعودي للعبة بعد طرده وحرمانه من المشاركة في "خليجي 17" بقطر، وخلال الاستقبال قال الملك الراحل لنور "لقد أوقفوك بالبطاقة الحمراء، لكنك ستعود للعب بالبطاقة البيضاء"، وبعدها عاد نور للمشاركة مع فريقه بعد عفو ملكي.
وتألق نور في صفوف اتحاد جدة الملقب ب"العميد" ولعب دورا بارزا في إحرازه سبعة من الألقاب الثمانية في الدوري منذ أن انتقل إلى صفوفه موسم 1996-1997، وساهم أيضا بإحرازه لقبي دوري أبطال آسيا 2004 و2005، قبل أن ينتقل إلى النصر ويفوز معه بالدوري في الموسم قبل الماضي.
وعاد محمد نور مجددا إلى الاتحاد في الموسم الماضي الذي كان الأخير له معه بغض النظر عن مشكلة المنشطات التي طرأت.
دوليا، شارك صانع الألعاب وصاحب التمريرات الرائعة مع المنتخب السعودي مرتين في نهائيات كأس العالم.
يعرف نور مع المنتخب السعودي بلقب "القوة العاشرة"، وقد بدأ مشواره معه منذ أن ضمه المدرب التشيكي ميلان ماتشالا في كأس القارات العام 1999 في المكسيك ولم يلعب سوى 20 دقيقة فقط أمام البرازيل في نصف النهائي والتي انتهت للأخيرة 8-2، إلا أن انطلاقته الدولية الحقيقية كانت في كأس آسيا في لبنان ثم التصفيات المؤهلة لمونديال 2002.
وقبل مشاركه نور في المونديال الأول في مسيرته العام 2002، أسهم مع زملائه بقيادة الأخضر للفوز بكأس الخليج التي أقيمت بالرياض.
وفي تصفيات كأس العالم العام 2005 لم يقتنع المدرب الأرجنتيني غابرييل كالديرون آنذاك بنور على رغم تألقه مع ناديه بإحراز دوري أبطال العرب، فقرر خوض التصفيات من دونه رغم المطالب الجماهيرية بضمه، وفيما كان كالديرون ينجح بإيصال المنتخب مونديال 2006 بألمانيا، كان نور يسير على الخطى ذاتها بقيادته الاتحاد للاحتفاظ بلقبه في دوري أبطال آسيا والتأهل إلى كأس العالم للأندية في اليابان.