أكد وكيل وزارة العدل للشئون الإسلامية فريد يعقوب المفتاح أن الإنجازات الحافلة التي حققها ولايزال يحققها حفظة القرآن الكريم على مدى العقد الأخير في المسابقات القرآنية المحلية والدولية، لم تكن لتتحقق لولا فضل الله تعالى وتوفيقه، ثم رعاية وحرص واهتمام عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وحكومته، ودعمها المستمر لجميع البرامج والأنشطة المتعلقة بخدمة القرآن الكريم والارتقاء بمستوى حفظته من جميع الجوانب.
جاء ذلك خلال الحفل الختامي لمسابقة البحرين الكبرى الحادية والعشرين لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، الذي نظمته وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف بالتعاون مع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، تحت رعاية كريمة من لدن عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وبدأ الحفل بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم للشيخ نور الدين إبراهيم الشحات من جمهورية مصر العربية، بعدها ألقى وكيل الوزارة للشئون الإسلامية فريد يعقوب المفتاح كلمةً قال فيها: إن الوزارة تفخر باحتضان ثلة من أخيار هذا الوطن ممن نذروا أنفسهم لخدمة القرآن الكريم، حفظاً وتلاوة وتعليماً بدعم وشراكة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، حيث تتوالى النجاحات في ميدان خدمة القرآن الكريم، ولا أدل على ذلك من هذه المسابقة المباركة التي وصل عدد المتسابقين فيها هذا العام إلى 1822 متسابقاً و1766 متسابقة، وذلك بفضل الله تعالى وحده، ثم الرعاية الكريمة من قبل سيدي صاحب الجلالة، واهتمام حكومته برئاسة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وبمساندة ودعم ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، حفظهم الله للبحرين، وحفظ البحرين في أمن وأمان ورخاء واستقرار.
واشار إلى أن هذه الدورة للمسابقة تشهد إضافات نوعية تعزز من مسيرتها تحقيقاً لأهدافها النبيلة في نشر الثقافة الوسطية وترسيخ القيم والمبادئ السامية التي جاء بها ديننا الحنيف، تلك المبادئ والقيم التي تعزز روح التآلف والوحدة والمحبة والتسامح والعيش المشترك، حيث اتخذتها مملكتنا الحبيبة نهجاً لها، ليعيش مواطنوها أسرة واحدة، متعددة المشارب، متنوعة الثقافات والديانات، وذلك النهج القويم لمملكتنا الغالية سيظل دوماً عنواناً لها ولأهلها؛ شعباً وحكومة، وستظل مملكة البحرين معتزةً بأبنائها الذين يسيرون على هذا النهج بثوابته المستمدة من القرآن الكريم، ومبادئ إسلامنا الحنيف، ومن دستورها الذي توافق عليه أبناؤها جميعاً، مُرْتَكِزَاً على تلك الأصول الثابتة، بقوانينه المتفرعة التي تحفظ حقوق الجميع، وتكون في الوقت ذاته رادعاً لكل من تهاون في حق وطنه ومجتمعه.
وأضاف المفتاح قائلاً: "إن الوزارة ضمن منظومة الحكومة الموقرة تعمل لتحقيق شراكات مجتمعية هادفة، ولقد حققت شراكتنا مع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية عدداً من المبادرات، وعلى رأسها هذا الحدث العظيم الذي يجمعنا اليوم على مائدة القرآن الكريم، إضافة إلى ما تحقق من خلال مسابقة البحرين العالمية لتلاوة القرآن الكريم عبر الانترنت (القارئ العالمي) سواء من حيث عدد المتسابقين الذي زاد على 7000 متسابق، أو من حيث عدد الدول الذي زاد على 90 دولة أو من حيث عدد المؤسسات القرآنية الذي زاد على 130 مؤسسة من مختلف العالم، ومما لا شك فيه أنه بالتعاون والعمل سيتحقق المزيد من تلك المبادرات والمشاريع النوعية.
وهنأ وكيل الشئون الإسلامية الفائزين الذين حصدوا ثمرة جهودهم، سائلاً الله تعالى لهم مزيداً من التفوق والنجاح، مقدراً جهود المشايخ الكرام أعضاء لجنة التحكيم، والقائمين على المراكز والحلقات القرآنية، ومثمناً تعاون وزارة الداخلية، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ووزارة شئون الإعلام، وكل من ساهم في تنظيم هذه المسابقة المباركة.
وبعد أن أنصت الحضور لتلاوة عطرة من المتسابق عبدالله طويرش العنزي، تم عرض فيلم وثائقي عن الدورة الحالية للمسابقة، بعدها تفضل كل من وكيل الوزارة للشئون الإسلامية والأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية خالد عبدالله الشوملي بتكريم الجهات المشاركة، وتوزيع الجوائز على الفائزين وأعضاء لجنة التحكيم.
بعدها تم عرض فيلم وثائقي عن المسابقة في دورتها الحالية، ثم تم تكريم الجهات المشاركة وتوزيع الجوائز على أعضاء لجنة التحكيم والفائزين في فروع المسابقة، وهي: فرع الحفّاظ لطلبة المراكز والحلقات القرآنية التابعة للوزارة، وفرع رضوان لعموم الجمهور، وفرع بيان لطلبة المدارس بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، وفرع أجران لذوي الإعاقة الذهنية البسيطة بالشراكة مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وفرع غفران لنزلاء مركز الإصلاح والتأهيل بالشراكة مع وزارة الداخلية.
بارك الله فيهم