يجتمع آلاف المصلين من داخل المدينة المنورة وخارجها في (مسجد قباء) في شهر رمضان المبارك، للإفطار وأداء الصلاة؛ طلباً للأجر لفضل الصلاة فيه، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة)، ويقع المسجد على طريق الهجرة الرابط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي 3,5 كيلو متر تقريباً جنوب المسجد النبوي الشريف، بحسب تقرير لوكالة الأنباء السعودية (واس) اليوم الاثنين (20 يونيو / حزيران 2016).
ويعد مسجد قباء أول مسجد أسسه الرسول صلى الله عليه وسلم وخطه بيده عندما وصل إلى المدينة المنورة مُهاجراً من مكة المكرمة، كما شارك عليه الصلاة والسلام في وضع أحجاره ولبناته الأولى، ثم أكمله الصحابة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصده بين الحين والآخر ليصلي فيه ويختار أيام السبت غالباً ويحض على زيارته, كونه أول مسجد أسس على التقوى، قال تعالى (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ، فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)، في حين دلت الأحاديث أن من أتى مسجد قباء وصلى فيه ركعتين أو أكثر كتب له ثواب عمرة سواء كانت صلاته فريضة أو نافلة.
ويحظى مسجد قباء بالعناية والاهتمام من حكومة العاهل السعودي حيث يعد من أكبر مساجد المدينة المنورة بعد المسجد النبوي، وتأتي تلك العناية لمواصلة التجديدات التي شهدها المسجد منذ عصور ماضية ومن أولى التجديدات التي شهدها مسجد قباء كان في عهد الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ثم عمر بن عبد العزيز الذي جعل له رحبة وأروقة ومئذنة وهي أول مئذنة تقام فيه، وفي سنة 435هـ جدده أبو يعلى الحسيني، وفي سنة 555هـ جدده جمال الدين الأصفهاني وجدده أيضاً بعض الأعيان والمحسنين في سنة /671 و 733 و 840 و 881 هـ، وفي عهد الدولة العثمانية جُدد عدت مرات آخرها في زمن السلطان عبد المجيد.