أمطرت تشيلي شباك المكسيك بسبعة أهداف نظيفة في آخر مباريات الدور ربع النهائي من بطولة كوبا أميركا 2016، في واحدة من أكبر المفاجآت بعد مفاجأة خروج البرازيل، حيث كانت المكسيك المُرشح الرئيسي لبلوغ النهائي جنبًا إلى جنب الأرجنتين بعد الأداء الخرافي الذي قدمته في مرحلة دور المجموعات أمام أوروجواي وجامايكا وفنزويلا، على النقيض من تشيلي التي اهتزت شباكها في المباريات الثلاث الماضية خمس مرات من بينهم هدفين أمام المنتخب حديث العهد «بنما».
حامل لقب البطولة العام الماضي برهن على رغبته المُلحة في الدفاع عن لقبه، بهذه النتيجة التاريخية التي ستبقى عالقة في الأذهان لفترة طويلة، لا سيما وأن المكسيك تحرص على المشاركة في البطولة كل 4 سنوات.
المدير الفني الكولومبي للمنتخب المكسيكي «أوسوريو» أقدم على خطوة غير متوقعة بإبقاء القائد «رافائيل ماركيز» على دكة البدلاء بالإضافة لإهمال المهاجم المتميز «بيرلاتا» والجناح السريع أكوينو، ليدفع الثمن باهظًا، فلم يؤد جواردادو ودويناس وآروخو ما عليهم في منطقة عمق الملعب وكانوا مُخترقين على طول الخط من آرانجويز وإدواردو فارجاس وأليكسيس سانشيز وبوتش.
وتقدمت تشيلي في الدقائق الـ16 الأولى بهدف حمل إمضاء «راؤول بوتش» من متابعة رائعة لتصويبة أطلقها آرانجويز من 23 ياردة تقريبًا وسقطت من يد الحارس أوتشوا.
واعتمد بها رفاق أليكسيس سانشيز على الهجمات المضادة في ظل الاندفاع غير المحسوب من لاعبي المكسيك بالذات ظهيري الجنب.
وتمكن إدواردو فارجاس من تجسيد السيطرة الميدانية الكبيرة لبلاده في آخر خمس دقائق من الشوط الأول لهدف ثان باستلام رائع لكرة عرضية من أليكسيس سانشيز داخل صندوق العمليات ليضع نفسه في موجهة صريحة مع أوتشوا قبل أن يسدد بأريحية على يسار المرمى.
وقُتلت المباراة تمامًا في مطلع الشوط الثاني بتسجيل أليكسيس سانشيز للهدف الثالث من عمل جماعي رائع بينه وبين آرتورو فيدال داخل منطقة الجزاء، حيث لعبا معًا (وان تو) ليتخلاصا من الظهير وقلب الدفاع لينفرد أليكسيس بالحارس واضعًا الكرة بيمناه في الزاوية اليمنى عند الدقيقة 49.
وانهارت المكسيك بعد هذا الهدف المباغت، لتتلقى المزيد في الدقائق 52 و57 و74 و87! لتتعرض لإهانة كبيرة تحت أنظار ما يزيد عن 40 ألف متفرج مكسيكي جاءوا خصيصًا للولايات المتحدة من أجل مشاهدة تفوق فريقهم على منتخبات أميركا اللاتينية لا سيما بعد اكتساح أوروجواي في الافتتاح. لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفينة المكسيكية، بتلقي الهدف تلو الآخر أمام تشيلي.
الدقيقة 52 شهدت صناعة أليكسيس سانشيز لهدف جديد لإدواردو فارجاس بتمريرة ذكية في العمق ضربت مصيدة التسلل لينفرد فارجاس ويضع الكرة دون عناء على يسار أوتشوا.
ولم يمر الكثير من الوقت حتى عاد فارجاس ليسجل الهدف الخامس لفريقه والثالث له بمتابعة لعرضية من فيدال سقطت من يد أوتشوا داخل منطقة الجزاء ليضعها فارجاس في المقيص الأيمن بسهولة في الدقيقة 57.
وساعدت سلسلة من التغييرات المكسيكية في تهدئة اللعب بعض الشيء، لكنها لم تمنع الغزو التشيلي من تسجيل المزيد من الأهداف، ففي الدقيقة 74 سجل إدواردو فارجاس الهدف السادس والرابع له بمتابعة رائعة لكرة عرضية من آرانجويز اصطدمت في القائم الأيسر.
وفي الدقيقة 87 أنهى بوتش هذا المهرجان بالهدف السابع حين انفرد بأوتشو إثر تمريرة ذكية من آرتورو فيدال ضرب مصيدة التسلل.