فازت هيلاري كلينتون أمس الثلثاء (14 يونيو/ حزيران 2016) في الجولة الاخيرة والاكثر رمزية من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي والتي جرت في العاصمة الأميركية لينتقل التركيز على المواجهة مع منافسها الجمهوري دونالد ترامب في السباق نحو البيت الابيض.
واوردت وسائل الإعلام الأميركية أن كلينتون فازت بـ 79 في المئة من الأصوات مقابل 21 في المئة لمنافسها بيرني ساندرز بعد فرز غالبية الاصوات تقريبا في واشنطن.
وشكل فوز كلينتون نهاية محبطة لحملة سناتور فيرمونت الذي حشد تأييد الليبراليين والمستقلين بدعوته إلى "ثورة سياسية" شكلت تحدياً لم يكن أحد يتوقعه لكلينتون. لكن ومع انتهاء اكثر موسم للانتخابات التمهيدية اثارة للجدل منذ عقود كان تركيز الامة والمرشحين في مكان آخر: مواجهة تبعات اعتداء اورلاندو الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة منذ هجمات سبتمبر/ أيلول.
وبدلاً من الاحتفال بنهاية هذا الموسم التاريخي من الانتخابات التمهيدية، يتبادل ترامب وكلينتون اتهامات قوية ويعرض كل منها مقاربة متناقضة تماماً لمكافحة الارهاب بعد الاعتداء الذي استهدف ملهى ليليا يقصده مثليون في فلوريدا.
واقترح ترامب الاثنين إجراء تغييرات جذرية في سياسة الهجرة المعتمدة حالياً قائلاً إنه وفي حال انتخابه رئيسا سيقوم بـ "تعليق" الهجرة من المناطق التي لها "تاريخ من الإرهاب". كما أنه أوحى بأن الأميركيين المسلمين متواطئين في الهجمات لأنهم لم "يبلغوا عن الاشخاص السيئين رغم علمهم بهم".
في المقابل، حافظت كلينتون وزيرة الخارجية السابقة على موقف أكثر رصانة ودعت الأميركيين إلى "الوقوف معا" من اجل التصدي للإرهاب.
لكن عندما المح ترامب في مقابلة تلفزيونية الى ان الرئيس باراك أوباما يتعاطى بليونة مع الإرهابيين، شنت كلينتون حملة قوية ضد منافسها محذرة من اسلوبه "الخطير" و "المخالف للقيم الأميركية".
وقالت امام مؤيدين في بيتسبورغ "حتى في وقت نشهد فيه انقساما في السياسات انها اقوال تتجاوز ما يمكن ان يتفوه به شخص مرشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة". واضافت "ما يقوله ترامب مهين وهذا دليل اضافي على انه غير مؤهل وطباعه لا تتلاءم مع القائد الاعلى للبلاد".
لم شمل الحزب
الانتخابات التمهيدية في واشنطن كانت شكلية لأن كلينتون جمعت منذ الاسبوع الماضي العدد المطلوب من المندوبين لكسب تأييد الحزب الديمقراطي.
ومع أن كلينتون دعت إلى توحيد صفوف الحزب بسرعة للتركيز على المعركة المقبلة امام ترامب، الا ان ساندرز رفض الاقرار بالهزيمة. لكن موقفه ازداد مرونة في الايام الاخيرة وقد التقى كلينتون للتباحث بشأن برنامج عمل الحزب قبل المؤتمر العام المقرر في فيلادلفيا في يوليو/ تموز المقبل.
وقال ساندرز أمام صحافيين انه يريد "أكثر برنامج عمل تقدمي في تاريخ الحزب" في المؤتمر العام يؤكد بشكل "لا لبس فيه بان الحزب الديمقراطي يقف في صف الطبقة العاملة". كما التقى ساندرز مع أوباما في البيت الابيض الاسبوع الماضي وأعلن بعدها انه سيتعاون مع كلينتون لهزم ترامب في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، بينما أعلن أوباما تأييده لكلينتون في وقت لاحق من اليوم نفسه.
ومع ان ساندرز حشد تأييد الناخبين الشباب المتحمسين لتعديل النظام السياسي القائم وللحد من الفوارق في الدخل، إلا أن كلينتون تفوقت في النهاية لتصبح أول امرأة تترشح عن أحد الحزبين الرئيسيين في الانتخابات الأميركية.