نجحت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية في محاصرة تنظيم داعش في معقله في سرت، بعد شهر على انطلاق العملية العسكرية الهادفة الى استعادة المدينة.
في ما يلي معلومات عن مدينة سرت المطلة على البحر المتوسط.
الموقع:
تقع سرت على بعد 450 كلم شرق العاصمة طرابلس، وعلى بعد نحو 250 كلم شرق مدينة مصراتة، في منتصف الطريق الساحلي الرابط بين طرابلس ومدينة بنغازي شرق البلاد.
وتبعد مدينة سرت نحو 150 كلم عن بداية منطقة الهلال النفطي التي تضم كبرى موانئ التصدير في البلاد. وتطل على البحر المتوسط في مواجهة السواحل الايطالية على بعد حوالى 350 كلم منها.
السكان:
يبلغ عدد سكان سرت حوالى 120 الف نسمة بحسب ارقام مسئولين فيها، يعيش غالبيتهم في المنطقة الممتدة من وسط الى شمال المدينة.
معظم السكان من البدو الذين ينتمون الى عدة قبائل ليبية، أكبرها قبائل القذاذفة وورفلة والفرجان. ويعتبر المجتمع المدني في سرت إسلامياً محافظاً يشتهر منذ قرون بتربية الماشية.
ومع سيطرة تنظيم داعش على المدينة قبل عام، نزح معظم سكان سرت الى مدن مجاورة. وبحسب مسئولين ليبيين، فان نحو 75 بالمئة من سكانها غادروها منذ يونيو/ حزيران 2015.
المعالم:
تضم مدينة سرت ميناء يطل على البحر المتوسط، ومطاراً دولياً وقاعدة عسكرية. كما تضم جامعة حكومية، ومستشفى حكومياً، ومصارف، ومجمع قاعات هو الاكبر في شمال افريقيا يسمى بمركز واغادوغو. وهذا المركز يعتبر حالياً أهم حصون تنظيم داعش في مدينة سرت.
ويعبر مدينة سرت شارعان حيويان، طريق الشط والشارع الرئيسي، وتتفرع منهما شوارع اخرى على امتداد الاحياء السكنية المقسمة في معظمها الى مربعات.
عهد القذافي:
حظيت مدينة سرت لأكثر من أربعة عقود، بين عامي 1969 و2011، بمكانة مميزة على اعتبار انها مسقط رأس الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
واقام القذافي في هذه المدينة مقرات حكومية وحاول اكثر من مرة ان ينقل الاجتماعات الحكومية الرئيسية اليها دون ان ينجح في ذلك.
واستضافت سرت ابان عهد القذافي مؤتمرات واجتماعات دولية وعربية وافريقية مهمة، بينها اجتماع قمة جامعة الدول العربية العام 2010 واجتماع القمة الافريقية العام 1999 الذي أعلن خلاله عن ولادة فكرة إنشاء الاتحاد الافريقي.
ما بعد القذافي:
تعرضت سرت خلال الانتفاضة الشعبية ضد النظام السابق لدمار كبير. وفي هذه المدينة اعتقل القذافي عام 2011، وقد لجأ اليها بعد سقوط طرابلس بأيدي الثوار في نهاية أغسطس/ آب من العام ذاته. وقد شهدت هذه المدينة لحظاته الأخيرة قبل أن يقتله الثوار.
وكانت سرت خلال الثورة هدفاً لهجمات الثوار بعدما تركزت القوات الموالية للقذافي فيها بينما جعلها ابنه المعتصم منطلقاً لشن هجمات على الجبهتين الشرقية والغربية.
ودفعت سرت التي كانت آخر المدن الموالية للقذافي ثمن دعمها للزعيم السابق غالياً. فقد تحولت شوارع بأكملها عقب انتهاء المعارك إلى مبان مهدمة، بينما ظل سكانها ينتقدون السلطات الجديدة ويتهمونها بتهميشهم والانتقام منهم، حتى باتوا يطلقون على مدينتهم اسم "المنسية".
سيطرة المتطرفين:
تحولت المدينة الى ملاذ لتنظيم داعش بعدما وقعت تحت سيطرته في يونيو 2015. وجعل التنظيم المتطرف من سرت قاعدة خلفية له تستقطب المقاتلين الاجانب الذي يجري تدريبهم على شن هجمات في الخارج.
وفي هذه المدينة المتوسطية، قطعت الأيادي واعدم الناس بشكل علني. وفي شوارعها الرئيسية، انتشرت اعلام التنظيم المتطرف والسيارات التي تراقب حركة المارة واصحاب المحلات. وفرض على السكان اداء الصلاة في مواعيدها، ومنعت النساء من مغادرة منازلهن من دون محرم.
وتحاصر القوات الحكومية تنظيم داعش في المنطقة السكنية الرئيسية بين وسط وشمال المدينة، والتي تضم اعداد كبيرة من الابنية، ما يؤشر الى ان المعركة تحولت الى حرب شوارع قد تدفع بسرت نحو حقبة جديدة من الدمار.