نشرت صحيفة "القبس" مقالاً قالت فيه إن الروائي الكبير الراحل الحائز جائزة نوبل نجيب محفوظ كان عندما يسأل عن رأيه في أعماله الروائية العديدة بعد تحويلها إلى أفلام سينمائية- كان محفوظ يرد دائما بدبلوماسيته المعهودة بأنه غير مسئول إلا عن نصه الأدبي المطبوع، ملقيا بالمسئولية في وجه المخرج وصناع العمل السينمائي.
اقول ذلك لأنني شعرت منذ المشهد الأول لمسلسل «ساق البامبو» بمقارنة الكثيرين بين العمل الدرامي ورواية سعود السنعوسي الحائزة البوكر العربية عام 2013. هذه المقارنة ظلم للطرفين، للعمل الدرامي الذي يخضع لوجهة نظر المخرج وصناع العمل ومؤثرات المشهد التلفزيوني، وللرواية التي كتبها السنعوسي كنص أدبي مقروء وليس عملاً درامياً سيقدمه على الشاشة.
مقارنة غير منطقية
المشكلة أن الذين قرأوا الرواية جلسوا أمام الشاشة وهم يتصورن أنهم سيشاهدون صفحات الرواية على الشاشة بكل حذافيرها، متناسين أن للعمل الدرامي قواعد وأصول، وبعيدا عن هذه المقارنة غير المنطقية والظالمة، فقد حافظ المسلسل على الفكرة الرئيسية التي تدور حولها الرواية، وهي فكرة أزمة الهوية، لقد نجح العمل في الإخلاص لهذه الفكرة حتى الآن، وربما ساعد على ذلك أن سعود السنعوسي نفسه هو الذي قام بتكويت النص فحافظ على فكرة عمله الروائي، وساعد على ذلك أيضا وجود محفوظ عبد الرحمن كمشرف درامي وهو رجل محترف وخبير بخبايا عالم الدراما.
مسلسل «ساق البامبو»، الذي يعرض على أكثر من سبع فضائيات خليجية، عمل مختلف عما يقدم من دراما على الشاشة العربية في رمضان هذا العام، خصوصاً من ناحية القضية التي يثيرها العمل من خلال الفلبيني الكويتي (عيسي أو هوزيه)، الباحث عن جذور وهوية ووطن والشبيه بساق البامبو والذي يعتقد أنه قادر على أن يضرب جذوره في تربة جديدة، لقد استمتعت بمشاهدة العمل لأنني نسيت الرواية تماما وأنا اشاهده ربما باستثناء الفكرة الرئيسية التي تحدثت عنها من قبل.
أم متسلطة
أداء لافت من النجمة سعاد العبد الله في دور الأم القوية المتسلطة (غنيمة)، التي تتعامل مع الخادمة الفلبينية وحفيدها الفلبيني الكويتي بعنصرية لدرجة كراهية المشاهد لها وهو ما يعني نجاحها في أداء الدور، وأداء جيد من شجون وفاطمة الصفي ومرام وريم أرحمه وفرح الصراف، واداء لافت لفيصل العميري الذي يمثل مدرسة السهل الممتنع، وكذلك عبد المحسن النمر رغم قصر مساحة دوره.
كما كان اختيارا موفقا لكل من الممثل الكوري الذي يتقن العربية ونهو تشونغ، والممثلة الفلبينية ماريا مارسيدس، وسيناريو متقن لرامي عبد الرزاق، ونجح المخرج محمد القفاص في قيادة كل هؤلاء بحرفية عالية، وأخيرا ينبغي الإشادة بتتر العمل الذي اصبح من مقومات نجاح أي عمل درامي، كلمات الأغنية التي صاغها السنعوسي وتدور في فلك الفكرة الرئيسية للعمل حولها عبادي الجوهر بصوته الشجي إلى بداية لافتة ومميزة للعمل.
مسلسل بايخ و بصاقة لبس البنات و قصاتهم سخيفة