(رسالة بمناسبة اليوم العالمي للمحيطات)

المحيطات السليمة لها أهمية بالغة لاستمرار الحياة على كوكب الأرض. فهي تنظِّم حركة المناخ وتقدم طائفة كبيرة ومتنوعة من الخدمات، بما فيها الموارد الطبيعية والمأكولات المغذية وفرص العمل التي تعود بالنفع على المليارات من البشر.

ولحماية صحة محيطاتنا، فلابد لنا من معرفة حالتها الراهنة وفهم تأثير الأنشطة البشرية وتغير المناخ عليها. وقد رحبت الجمعية العامة، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بالتقييم البحري المتكامل العالمي الأول، الذي يشكل تقييماً علمياً عالمياً بحق لحالة محيطات العالم. ونحن نعلم الآن أن المحيطات، على رغم أنها تبدو بغير نهاية، لها قدرة محدودة على تحمل أنشطة الإنسان، وخصوصاً في الوقت الذي تتأقلم فيه أيضاً مع التهديدات التي يشكلها تغير المناخ. ويلزم اتخاذ إجراءات عاجلة على نطاق عالمي لتخفيف حدة الضغوط الكثيرة التي تتعرض لها محيطات العالم وحمايتها من الأخطار المقبلة التي قد تحمِّلها فوق حدود ما يمكن أن تتحمله.

وقد أكدت الدول الأعضاء في العام الماضي، لدى اعتمادها الخطة التاريخية للتنمية المستدامة للعام 2030، أن المحيطات المنتجة والسليمة سيكون لها دور حاسم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وستؤدي المحيطات السليمة أيضاً دوراً أساسياً في التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، في الوقت الذي نسعى فيه جاهدين إلى تنفيذ اتفاق باريس.

دعونا جميعاً، في هذا اليوم العالمي للمحيطات، نلتزم بحماية محيطاتنا واستخدام هباتها بسلام وإنصاف وعلى نحو مستدام للأجيال المقبلة. فالمحيطات السليمة أساس لسلامة الكوكب ولمستقبل مزدهر لنا جميعاً.