في أي مجتمع سواء على مستوى بلد أو مدينة أو قرية أو عائلة، هناك الصالح وهناك الطالح (إن صح التعبير)، ودائما ما نقول (أصابع اليد الواحدة غير متساوية)، غالبا ما تمثل سلوكيات فرد أو مجموعة هذا المجتمع، وذلك -منطقيا- غير واقعي، ولكن هكذا تقاس الأمور.

حينما نكون كمواطنين في مكان مفتوح على العالم يجب أن نحمل رسالة بلدنا ويجب أن نعكس الصورة الحقة له حتى لو كانت سلوكياتنا وصورتنا الحقيقية أقل منها، هذه مسئولية وطنية وأخلاقية، تكريسها أمام المجتمع الخارجي بإيجابية تعود بالنفع على البلد في حاضر والمستقبل القريب والبعيد.

ومن يعرف الشعب البحريني يعرف أنه شعب طيب وواع ومثقف ومتعاون ومتعايش بمختلف انتماءاته ويملك حس المبادرة ويتمتع بأخلاق عالية، كثيرون يزورون البحرين بسبب الراحة النفسية التي يستشعرونها من الاختلاط والحديث مع المواطنين.

ولقد وقف المسئولون في الاتحاد الآسيوي لكرة اليد وفي المنتخبات الآسيوية المشاركة في التصفيات الأخيرتين وقفة إعجاب واحترام للجمهور البحريني على تشجيعه المثالي واحترامه الآخرين، أحدهم قال لي: «4000 متفرج في صالة رياضية في دولة عربية من دون حاجز ومن دون تواجد أمني مكثف ولم يسجل أي تجاوز!... هذه دلالة وتأكيد على وعي الشعب البحريني».

ما يحدث في المنافسات المحلية من نعرات ونغزات منطلقها الإساءة إلى أفراد لأي سبب أو دافع ومن أي منطلق مرفوض ويجب أن يتوقف، العالم أصبح قرية صغيرة، وما يتناقل من كلام وفيديوهات داخل البلد خلال ثوان يصل لأبعد بلد في العالم، والبحرين على مستوى ألعاب الصالات جمهورها في كل مكان.

القضية ليست متعلقة بما حدث في مباراة باربار والأهلي (النهائي الأول) فقط، وليست مقتصرة على لعبة كرة اليد فقط، بل هي باتت ظاهرة تطل بين الفينة والأخرى في كل الألعاب الجماعية مع كل أسف وخصوصا ألعاب الصالات.

الأصل في التشجيع أنك تكون اللاعب رقم 1 مع فريقك بتشجيعه وتحفيزه في الأوقات المتعسرة قبل المتيسرة، لا أنك تمارس دور المسيء إلى لاعبي الفريق المنافس أو جمهوره، قد تنجح العملية في وقتها ولكنها فاشلة أخلاقيا وفشلها ستجنيه مستقبلا.

الجمهور البحريني الذي ضرب به المثل في تصفيات اليد وقيل عنه أنه بمواصفات أوروبية يستطيع أن يكون قدوة ومثالا حسنا يضرب فيه المثل، فلا يخرجه (التعصب والعصبية) في أي وقت عن هذا الخط، وأكرر أن الكل مسئول وليس معفيا من مسئولية علاج هذه الظاهرة.