لجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى خطة سلام عربية طرحت قبل 14 عاما في مسعى لتصدير صورة أكثر لينا على الصعيد الدولي للائتلاف الحاكم الجديد في إسرائيل والذي ينظر له على نطاق واسع على أنه أكثر تشددا تجاه مسألة الدولة الفلسطينية.
وفي خطوة وصفها بعض المعلقين السياسيين والساسة المعارضين بأنه تحول ووصفه متحدث باسم نتنياهو بأنه "تطور مهم" قال رئيس الوزراء اليميني الاثنين (30 مايو/ أيار 2016) إن مبادرة السلام السعودية التي طرحت عام 2002 بها "عناصر إيجابية" لكنها تحتاج لبعض المراجعات.
ولفت نتنياهو الانتباه مجددا إلى عرض الدول العربية السابق بتطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة في وقت يحاول فيه أن يتصدى لضغط فرنسي من أجل عقد مؤتمر دولي فيما يتصل بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ويأتي موقف نتنياهو من خطة السلام العربية بعد تعيين السياسي اليميني المتطرف أفيجدور ليبرمان وزيرا للدفاع في ائتلاف موسع أمس الاثنين. وأثار تعيين ليبرمان مخاوف في الداخل والخارج.
وتخشى إسرائيل أن تواجه ضغوطا دولية قوية لتقديم تنازلات للفلسطينيين بمجرد انعقاد اجتماع وزراء خارجية -بينهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري- في باريس يوم الثالث من يونيو حزيران استعدادا لعقد مؤتمر كامل في الخريف.
وكتب المحلل السياسي بن كاسبيت وهو من المنتقدين لنتنياهو في صحيفة معاريف قائلا "الأوروبيون يعدون الحجج والخطر حقيقي. (نتنياهو) يستعد لكل هذا بمبادرة إقليمية لم تكلفه سوى الكلام حتى الآن."
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن نتنياهو يمارس "لعبة علاقات عامة". لكن نيكولاي ملادينوف منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط رحب بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقال ملادينوف "يمكن لهذه (التصريحات) أن تساعد في النهوض بالمفاوضات بشأن تحقيق حل الدولتين". وأشار أيضا إلى وعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي بتحسين العلاقات مع إسرائيل إن هي قبلت مساعي استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين.
كانت وزارة الخارجية الأمريكية قالت الأسبوع الماضي إن الائتلاف اليميني الجديد في إسرائيل يثير "تساؤلات مشروعة" حول توجهات السياسة الإسرائيلية لكنها ردت اليوم بشكل بإيجابي على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين في واشنطن "نرحب بها. نرحب بتأييدهم المعلن لحل الدولتين."
واضاف "نواصل دعوة الطرفين... إلى أن يظهروا بسياساتهم وأفعالهم التزامهم بحل الدولتين ونحن مستعدون لدعمهم بأي وسيلة."
وعندما سئل عن السبب الذي ربما دفع نتنياهو للحديث بشكل إيجابي عن المبادرة في الوقت الحالي أجاب كيربي "لا أعلم."
وقال ليبرمان -الذي تحدث الانجليزية أيضا أمس الاثنين واضعا في حسبانه المجتمع الدولي- إنه يتفق مع نتنياهو بشأن اقتراح السلام الإقليمي.
لكن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال إن المملكة تشك في أن تحيي تصريحات نتنياهو مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين قريبا.
وقال في مؤتمر صحفي في الرياض اليوم الثلاثاء "نعتقد أن الوقت بدري شوي على أساس الواحد يقيم جدية الجانب الإسرائيلي في البدء في مفاوضات مبنية على مبادرة السلام العربية".
وأضاف "وعندما تحدث عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي كان يتحدث عن بعض البنود فيها التي يعتبرها إيجابية... ما كانت المسألة قبول المبادرة كأساس المفاوضات".
وامتنع متحدث باسم رئيس الوزراء عن مناقشة التغييرات التي قد تسعى إليها إسرائيل في المبادرة التي تتحدث عن "حل عادل" لقضية اللاجئين الفلسطينيين والتي تم تخفيف شروطها في 2013 لتتضمن إمكانية تبادل أراض بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال زئيف إلكين الوزير في حكومة نتنياهو لراديو إسرائيل إن أي تقسيم للقدس بموجب الخطة "غير مقبول بالقطع".
وقال نتنياهو إن إسرائيل لن تتخلى أبدا عن هضبة الجولان السورية المحتلة التي ضمتها في عام 1981.