العدد 5015 - الإثنين 30 مايو 2016م الموافق 23 شعبان 1437هـ

القوات العراقية تقتحم الفلوجة معقل تنظيم "داعش"

اقتحمت القوات العراقية الاثنين (30 مايو/ أيار 2016) مدينة الفلوجة من ثلاثة محاور ما يشكل بداية لمرحلة جديدة من عملية استعادة السيطرة على المدينة التي تعد أحد معقلي تنظيم داعش الرئيسيين في العراق، حسب ما أعلن قادة عسكريون.

وتأتي عمليات تحرير اول مدينة خرجت عن سيطرة القوات العراقية عام 2014، بالتزامن مع عمليات تنفذ في سوريا، ويخشى ان تتعرض فيها حياة عدد كبير من المدنيين للخطر.

شاركت في عمليات الاقتحام التي انطلقت فجر الاثنين قوات مكافحة الارهاب، أكثر القوات العراقية تدريبا وخبرة قتالية.

وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد عمليات تحرير الفلوجة لوكالة فرانس برس ان "قوات جهاز مكافحة الارهاب والجيش والشرطة بدأت عند الساعة الرابعة (2,00 ت غ) بغطاء من طيران التحالف الدولي، اقتحام مدينة الفلوجة من ثلاثة محاور".

وتتقدم القوات من محور السجر (شمال شرق) وتقاطع جسر الموظفين (شرق) والنعيمية وجسر التفاحة (جنوب)، وفقا للساعدي الذي اشار الى وجود مقاومة من التنظيم الجهادي.

واكد صباح النعمان المتحدث باسم قوات مكافحة الارهاب لفرانس برس انطلاق العملية. وقال "بدأنا عملياتنا في ساعة مبكرة من صباح اليوم لاقتحام الفلوجة".

ويعني اشراك قوات مكافحة الارهاب في هذه المرحلة من العملية، توقع حصول معارك شوارع داخل المدينة التي شهدت قتالا شرسا ضد القوات الاميركية في 2004، وصف بالأعنف منذ حرب فيتنام.

وكانت عملية استعادة الفلوجة التي بدأت قبل اسبوع بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ركزت في البدء على استعادة السيطرة على القرى والبلدات المحيطة بالمدينة التي تبعد خمسين كيلومترا الى الغرب من بغداد.

وتشارك قوات الحشد الشعبي، ممثلة بفصائل شيعية مدعومة من إيران، في عمليات تحرير الفلوجة.

وقال بيان لخلية الاعلام الحربي ان "قوات عراقية من الجيش والحشد الشعبي باشرت التقدم الى منطقة الصقلاوية" الواقعة الى الشمال الغربي من الفلوجة.

واكد الفريق رائد شاكر جودت قائد شرطة الاتحادية "تحرير منطقة الشيحة" وهي منطقة تابعة للصقلاوية.

بدوره، أكد ضابط في الجيش تحرير منطقة البوشجل التابعة للصقلاوية، وتحدث عن مقتل 35 مسلحا من داعش بينهم خمسة يرتدون احزمة انتحارية، في البوشجل.

سيطر الجهاديون على الصقلاوية مطلع عام 2014، والتي كانت ممرا رئيسيا للجهاديين باتجاه الرمادي.

وقبل بدء العملية العسكرية، تمكنت بضع مئات فقط من العائلات من الفرار من المدينة التي يقدر عدد السكان العالقين فيها حاليا بنحو خمسين ألف شخص، مما يثير مخاوف من ان يستخدمهم الجهاديون دروعا بشرية.

ولم تتمكن سوى العائلات التي تسكن أطراف الفلوجة من الفرار مساء السبت، والتوجه الى مخيمات اجتمعت فيها اعداد كبيرة اخرى من النازحين.

وقال ناصر موفلاحي مدير المجلس النروجي للاجئين في العراق "نتوقع موجات اكبر من النزوح مع (تزايد) ضراوة القتال"، ونبه قائلا ان "مواردنا في المخيم مضغوطة جدا وقد لا تكفي لتوفير المياه الصالحة للشرب بما يغطي حاجة الجميع".

- "اما ان انقذ اطفالي او اموت معهم" - وتمكن عدد من المدنيين من الفرار سيرا على الاقدام عبر مناطق ريفية خلال ساعات لتجنب الجهاديين، باتجاه مناطق تواجد القوات العراقية التي انتشرت في الاطراف الجنوبية من المدينة.

وقال احمد صبيح (40 عاما) الذي وصل الى مخيم للنازحين يديره المجلس النروجي للاجئين الاحد "قررت مواجهة كل المخاطر. اما ان أنقذ اطفالي او اموت معهم".

وأعلن ضابط كبير في الشرطة عن قيام القوات العراقية الاثنين باخلاء 800 مدني، اغلبهم نساء واطفال، من منطقتي السجر وابوسديرة (كلاهما شمال الفلوجة)، وفقا لمصادر امنية ومحلية.

وتعد الفلوجة ثاني أكبر المدن الرئيسية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق بعد الموصل.

ويقدر عدد مسلحي التنظيم المتطرف الموجودين في الفلوجة حاليا بحوالي ألف عنصر، محاصرين منذ عدة أشهر.

ولا يمكن التكهن بقدرة التنظيم على منع تقدم القوات العراقية لتحرير الفلوجة في غياب اي معلومات عن معداتهم وتجهيزاتهم.

ويتوقع المراقبون ان تخوض القوات العراقية واحدة من أصعب المعارك ضد الجهاديين الذين فقدوا تدريجيا السيطرة على مناطق واسعة خلال العام الماضي.

ويسيطر التنظيم الجهادي حاليا على 14 بالمئة من اراضي العراق، مقابل اربعين بالمئة من هذه الاراضي في 2014، وفق ارقام حكومية.

لكن التنظيم المتطرف الذي أعلن "دولة خلافة" في الاراضي التي سيطر عليها في سوريا والعراق، واصل القيام بتفجيرات وهجمات دموية استهدفت بمعظمها مدنيين.

وقتل 11 شخصا على الاقل واصيب أكثر من 40 بجروح في ثلاثة تفجيرات أحدها بسيارة مفخخة يقودها انتحاري، استهدفت مناطق متفرقة في بغداد وشمالها.

والفلوجة عرفت باسم "مدينة المساجد" وكانت أحد مراكز انطلاق شرارة الثورة على الاستعمار البريطاني عام 1920.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2004، منيت القوات الاميركية بخسائر فادحة كانت الاسوأ منذ عقود في عملية قتل خلالها 95 عسكريا اميركيا خلال مواجهات مع مسلحين كانوا ينتمون لتنظيم "القاعدة" وجماعات تعتبر سابقة على تنظيم الدولة الاسلامية.

في العراق ايضا حققت القوات الكردية الاثنين انتصارا ضد تنظيم الدولة الاسلامية في شمال البلاد واستعادت تسع قرى من الجهاديين بحسب بيان.

وقال مجلس الامن في منطقة كردستان العراق ان العملية في شرق الموصل "حققت اهدافها الاستراتيجية" مشيرا الى استعادة تسع قرى كان التنظيم المتطرف يسيطر عليها منذ يونيو/ حزيران 2014.

وشارك في العملية التي أطلقت قبل فجر الاحد حوالي 5500 عنصر من البشمركة يدعمهم طيران التحالف بقيادة اميركية.

ونجحوا في الاستيلاء على منطقة مساحتها 120 كلم مربعا قرب الطريق الرئيسية بين الموصل معقل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق واربيل عاصمة كردستان العراق.

وفي سوريا، تحاصر قوات سوريا الديموقراطية التي تضم مقاتلين اكرادا وعربا مدينة مارع التي تسيطر عليها فصائل مقاتلة ومعارضة من جهة الغرب، فيما تحاصرها قوات النظام من الجنوب وتنظيم الدولة الاسلامية من جهتي الشرق والشمال.

واعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف السبت عن قلقها البالغ ازاء محنة نحو 165 ألف نازح، محاصرين بين تنظيم الدولة الاسلامية من الشرق والجنوب والقوات الكردية من الغرب والحدود مع تركيا من الشمال.

ودعت منظمة "اطباء بلا حدود" الاثنين تركيا الى فتح حدودها امام اللاجئين الذين قدرت عددها بنحو مئة ألف.

وقال بابلو ماركو المدير الاقليمي لأطباء بلا حدود ان الاتراك "بذلوا جهودا كبيرة الا ان الوضع مريع بشكل قد يبرر فتح الحدود".

وفي حلب قتل 15 شخصا بقصف استهدف أحد الاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي محافظة ادلب (شمال غرب) التي تسيطر عليها بالكامل جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، قتل 10 مدنيين على الاقل واصيب عشرات آخرون بجروح في غارات مكثفة شنها مساء الاثنين الطيران الحربي الروسي على مدينة ادلب، بحسب المرصد.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 2:12 ص

      منصورين والناصر الله

    • زائر 5 | 1:19 ص

      منصورين و الناصر الله ؟ !!

    • زائر 4 | 11:41 م

      الجهاديين... كيف جهاديين وهم فعلوا ما فعلوا

    • زائر 1 | 8:55 م

      هلا بيهم هلا الله ينصر العراقيين على الدواعش التكفيرين ...اما بخصوص المدنيين كانت لهم فرصة الخروج من اول يوم دخلت فيه داعش الفلوجه هذا يعني انهم مؤيدين لداعش اذا عليهم تحمل ما يجري لهم

    • زائر 11 زائر 1 | 2:39 ص

      داعش يمنعون المدنيين من الفرار ويجبرونهم على القتال ضد الحكومة وهالشي تم تداوله في الأخبار

اقرأ ايضاً