حكمت المحكمة الافريقية الخاصة اليوم الإثنين (30 مايو/ أيار 2016) في دكار على الرئيس التشادي السابق حسين حبري بالسجن المؤبد بعد ادانته بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب في ختام محاكمة غير مسبوقة هدفها ان تصبح نموذجا في افريقيا، بعد ربع قرن على سقوطه.
واستغرقت تلاوة الحكم من قبل رئيس المحكمة القاضي البوركينابي غبيرداو غوستاف كام قرابة الساعة، في قرار تلقاه اطراف من الحق المدني وناشطو حقوق الانسان بفرح عارم وانصار المتهم بالدموع.
ودانت المحكمة حسين حبري (73 عاما) بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية واغتصاب واعدام وعبودية قسرية وخطف.
وبعد تلاوة الحكم رفع حبري ذراعه لتوجيه تحية الى مناصريه وهتف "فلتسقط فرنسا-افريقيا!" وهو التعبير المستخدم للاشارة الى استمرار نفوذ فرنسا على مستعمراتها السابقة.
وهذه المحاكمة هي الاولى في العالم التي يحال فيها رئيس دولة سابق الى القضاء في دولة اخرى بتهم ارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان. وتقدر لجنة تحقيق تشادية حصيلة القمع في ظل نظام حبري بحوالى اربعين الف قتيل، بينهم اربعة الاف تم التعرف على اسمائهم.
وهذه المحاكمة تهدف ايضا الى تبديد الاستياء المتزايد من المحكمة الجنائية الدولية التي يوجد مقرها في لاهاي والمتهمة بانها لا تلاحق الا القادة الافارقة، لكي تثبت ايضا ان القارة بامكانها محاكمتهم بنفسها.
والمحكمة الافريقية الخاصة انشأها الاتحاد الافريقي بموجب اتفاق مع السنغال. وقد امتنع حبري عن الاعتراف بسلطة المحكمة.
وقال القاضي "حسين حبري، المحكمة الخاصة تحكم عليك بعقوبة السجن المؤبد" مؤكدا ان امامه 15 يوما للطعن في هذا القرار.
واضاف "هذه المحكمة تدينك بارتكاب جرائم ضد الانسانية واغتصاب واستعباد قسري وخطف".
ورحب كليمان ابيفوتا رئيس رابطة ضحايا جرائم نظام حسين حبري بالحكم قائلا "انه تتويج لمعركة طويلة ومضنية ضد الافلات من العقاب. اليوم ربحت افريقيا".
واضاف "نحن نشكر السنغال وافريقيا التي حاكمت افريقيا".
من جهته قال سليمان غينغينغ رئيس جمعية اخرى للضحايا "انا متأثر جدا، وراض بشكل تام. يجب ان يستخدم هذا الحكم درسا لكل المستبدين الاخرين".
واعتبر ريد برودي من منظمة "هيومن رايتس ووتش" ان "الحقبة التي كان يمكن فيها للطغاة ان يعاملوا شعبهم بوحشية وينهبوا ثروات بلادهم ثم يفرون الى الخارج للاستفادة من حياة ترف، انتهت".
في المقابل عبر احد محامي الدفاع عبدو غنينغ لوكالة فرانس برس عن استغرابه للحكم قائلا "لدينا انطباع بان المحكمة لم تقم الا بنسخ طلب" المدعي الخاص الذي كان طلب السجن المؤبد.
"نظام ترهيب"
"لعب حسين حبري دورا اساسيا كمدبر اعمال القمع" بحسب نص الحكم الذي اشار الى انه "انشأ نظاما كرس فيه الافلات من العقاب والترهيب".
وحول احدى النقاط الاكثر حساسية في المحاكمة قالت المحكمة انها اقتنعت بشهادة خديجة حسن زيدان التي اكدت خلال المحكمة تعرضها للاغتصاب من قبل حسين حبري وتحدثت عن "اتصالات جنسية بغير رضاها" اربع مرات.
تولى حسين حبري رئاسة تشاد لثمانية اعوام من 1982 الى 1990 قبل ان يطيحه احد اقدم مساعديه الرئيس الحالي ادريس ديبي، ويلجأ الى السنغال في ديسمبر/ كانون الاول 1990.
وبدأت المحاكمة في 20 يوليو/ تموز 2015 بحضور حبري الذي اقتيد بالقوة الى المحكمة وقد رفض التحدث فيها او الدفاع عن نفسه.
وفي تشاد تمكن ضحايا النظام من متابعة الحكم في بث مباشر على التلفزيون والاذاعة.
وعند اعلان الحكم علت صيحات الفرح. وبدأ الضحايا واقرباؤهم يتعانقون ويرددون "النصر، لقد فزنا". ثم خرجوا الى الشوارع للاحتفال واغلقوا طرقات امام حركة السيارات.
وفي حال ادانته بشكل نهائي بعد النظر في الطعن اذا تم تقديمه، فانه يمكن ان يقضي عقوبته في السنغال او اي دولة اخرى عضو في الاتحاد الافريقي.
ليس الكل بل الاقلبية من القادة العرب قاموا بقتل مواطنيهم من اجل الحفاض على مناصبهم في الحكم ولماذا لا تحاسبون البقية طبعاً مصالح ومتي سقطة المصالح قامت القيامة علية ويصبح القاتل منبوذ وملاحق واعتبرها في رأيي قذارة من اجل المصلحة