أكد نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، خلال حفل افتتاح أعمال المؤتمر العام السابع عشر لمنظمة المدن العربية، تحت عنوان "استشراف مستقبل المدينة العربية وإثراء صناعة الابتكار والمعرفة"، أن استضافة مملكة البحرين لهذه التظاهرة المهمة التي تُعقد مرة كل ثلاث سنوات في إحدى المدن العربية ذات العضوية في المنظمة، وما يحظى به هذا الحدث من رعاية من صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، لدليل على إيمان الحكومة بالأهداف الرائدة التي تأسست من أجلها منظمة المدن العربية، وحرصها على تفعيل التكامل العربي لتحقيق التنمية المستدامة.
وقال: "لمَّا كانت البحرين، ممثلة في أمانة العاصمة والبلديات الثلاث الأخرى، من أوائل الدول التي ساهمت في تأسيس منظمة المدن العربية وانضمت إليها رسمياً خلال الستينيات من القرن الماضي، فإن هذه المنظمة لن تلقى إلا كل الدعم والمساندة والسعي نحو تحقيق أهدافها".
هذا، وأناب رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، لحضور حفل افتتاح أعمال المؤتمر، وحضر حفل الافتتاح الذي أقيم بفندق دبلومات راديسون نحو 400 مسئول عربي رفيعي المستوى، يتقدمهم رئيس مجلس النواب أحمد الملا، وعدد من أصحاب الوزراء، ووزير تنمية المدن والقرى بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وليد المصري، ومحافظ الفروانية بدولة الكويت الشقيقة، الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح، وأمين عام منظمة المدن العربية، أحمد الصبيح، وسفراء الدول العربية والصديقة المعتمدون لدى مملكة البحرين، ورؤساء المجالس البلدية وكبار المسئولين في المملكة، وممثلو الأمانات والبلديات والمحافظات ومجالس الحكم المحلي بالدول العربية.
وأوضح الشيخ خالد بن عبدالله أن البحرين - وبفضل توجيهات قيادتها - خطت خطوات متسارعة خلال العقود الماضية نحو تطوير مدنها الرئيسية حضرياً وعمرانياً؛ حتى أضحت نموذجاً فريداً من نوعه، كونها لاتزال تحافظ بين جنباتها على أجزاء من عمارتها التقليدية ذات الطابع العمراني الأصيل، وبين روح العصر وحداثته.
وتابع "إلى جانب التزام البحرين بتطوير مدنها القائمة، فإنها أدركت أهمية استشراف المستقبل بإنشاء مدن حديثة تواكب ما تشهده من نمو ديمغرافي وتطور اقتصادي وعمراني لافت، كالمدينة الشمالية ومدينة شرق الحد اللتين تعتبران عند الانتهاء من تنفيذهما من أكبر التجمعات السكنية على مستوى المملكة، هذا إلى جانب عدد آخر من مشاريع التطوير العقاري التي تنفذها كبريات شركات القطاع الخاص".
وأشاد، في هذا الصدد، بتفضل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مؤخراً بإصدار المرسوم رقم (35) لسنة 2016 بإنشاء اللجنة العليا للتخطيط العمراني، برئاسة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وما أعقب ذلك من إصدار المرسوم رقم (36) لسنة 2016 باعتماد المخطط الهيكلي الاستراتيجي لمملكة البحرين والذي يحدد ملامح الجوانب المتصلة بالتطوير العمراني المستقبلي، وما يجب مراعاته عند إعداد واعتماد المخططات العامة والتفصيلية من قبل الجهات المعنية.
وعلى صعيد متصل، هنأ الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة أحمد الصبيح، من دولة الكويت الشقيقة، بمناسبة توليه مهام عمله الجديد أميناً عاماً لمنظمة المدن العربية، مستذكراً مناقب الأمين العام السابق للمنظمة، عبدالعزيز العدساني، وما اضطلع به الراحل من دور مهم على صعيد تحقيق المنظمة لأهدافها، والسعي إلى ضم أكبر عدد ممكن من المدن والبلديات والأمانات تحت مظلة المنظمة، فضلاً عن جهوده في إكساب المنظمة احترام الحكومات العربية لدورها، كما بارك لأعضاء المنظمة قرب الاحتفال باليوبيل الذهبي بمناسبة مرور 50 عاماً على التأسيس.
كما تمنَّى للمشاركين في أعمال المؤتمر العام للمنظمة كل التوفيق والنجاح، والخروج منه بتوصيات من شأنها أن تسهم في رفع مستوى الخدمات والمرافق البلدية، واعتماد أساليب شاملة للتخطيط، وتنمية وتحديث المؤسسات البلدية، وتطوير وتوحيد التشريعات والنظم البلدية في إطار العمل العربي المشترك.
وجدد شكره الجزيل لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على تكليفه بحضور أعمال المؤتمر نيابة عن سموه، مثنياً على ما يتمتع به سموه من نظرة ثاقبة وسعة أفق وإيمان راسخ بأهمية دعم العمل العربي المشترك.
وخلال الحفل، ألقى وزير الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني، عصام خلف، كلمة أشاد فيها برعاية صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لأعمال المؤتمر الذي تستضيفه مملكة البحرين بتنظيم من منظمة المدن العربية.
وقال: "لم تكن البحرين يوماً بعيدة عن منظمة المدن العربية، بل كانت ولاتزال قريبة من خططها وبرامجها وأنشطتها الهادفة لتحسين الأداء ورفع الكفاءة والقدرة للعاملين في بلديات وأمانات ومجالس الحكم المحلي في مدننا، عبر مؤسسات ناشطة وفاعلة في قطاعات التدريب والتطوير وتبادل الخبرات لإثراء الابتكار والمعرفة والاستفادة من أفضل الممارسات على المستوى المحلي عربياً وإقليمياً ودولياً".
وأوضح أن انعقاد المؤتمر العام السابع عشر في المنامة يضيف بعداً جديداً لمفهوم التنمية المستدامة من خلال المدن والبلديات التي أصبحت قاعدة أساسية للعمل التنموي المقرون بالمشاركة المجتمعية لتحقيق الرخاء والتقدم للساكنين، وتطوير المدن ودعم احتياجات المتضررة منها بالنزاعات، والمساعدة في إعادة المدينة العربية إلى المشهد العالمي هويةً وتراثاً وتحضراً، معرباً في الوقت ذاته عما تشكله الجلسات العلمية المصاحبة للمؤتمر من ترجمة عملية للتعاون بين المنظمات للتصدي لتحديات التنمية الحضرية المتسارعة، ولاسيما الناجمة عن التحضر السريع في منطقتنا، وما يواكبها من تحديات ناشئة كالفقر الحضري، ونمو العشوائيات، واستنزاف الموارد والبيئة، وتزايد التهجير والنزوح.
وتعتبر منظمة المدن العربية منظمة إقليمية عربية غير حكومية متخصصة في شئون المدن والبلديات، تم تأسيسها في 15 مارس/ آذار 1967 ومقرها الدائم مدينة الكويت.
بعدها، ألقى أمين عام منظمة المدن العربية، أحمد الصبيح، كلمة أعرب فيها عن خالص شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على تفضله برعاية المؤتمر السابع عشر للمنظمة.
وقال الصبيح: "إنها مناسبة طيبة أن ندعو من مملكة البحرين التي تستضيف أعمال هذا المؤتمر، جميع مدننا للمشاركة في أنشطة المنظمة بفاعلية، والاستفادة من مخرجات الحوارات والنقاشات، في معالجة القضايا الاجتماعية والتحديات الاقتصادية والبيئية، وكل ما يتعلق بالخطط العمرانية والنمو الحضري".
كما دعا الصبيح إلى العمل المشترك لتمكين المنظمة من الدفع في مفهوم التنمية المستدامة في إطار استراتيجية حضرية واعدة، ولاسيما أن ظاهرة التحضر تهم المنطقة العربية مثلما تهم كل دول العالم، فضلاً عن كون مفهوم التنمية المستدامة المحلية يتفق مع قرارات وتوجهات الأمم المتحدة التي رأت أن خطط وبرامج تقسيم التنمية إلى قطاعات لم يحقق التنمية المستدامة المنشودة، وهو ما أدى إلى بروز أهمية التنمية المستدامة على مستوى المدن والبلديات، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن المنظمة ستعمل ومؤسساتها التابعة لها وشركاءها الإقليميين وبدعم من المدن الأعضاء في تقديم خبرتها لإعادة إعمار وتوطين الساكنين في المدن العربية والمناطق المتضررة بفعل الأحداث المؤسفة.
وتستضيف مملكة البحرين - ممثلة في أمانة العاصمة - أعمال المؤتمر العام السابع عشر لمنظمة المدن العربية لثاني مرة وعلى مدى يومين، وقد سبق للمملكة أن استضافت على أرضها أعمال هذا المؤتمر في العام 1971.
وفي كلمة له خلال حفل الافتتاح، تقدم مدير عام أمانة العاصمة، رئيس المؤتمر، الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة، بجزيل شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على تفضله برعاية أعمال هذا المؤتمر الذي يؤكد ويرسخ الاعتراف الدولي بجهود سموه في دعم برامج التنمية الشاملة، ولاسيما أن سموه قد مُنح جائزة الأهداف الإنمائية للألفية، وما سبق ذلك من منح سموه جائزة الشرف للإنجاز المتميز في مجال التنمية الحضرية والإسكان، وجائزة ابن سيناء من منظمة اليونسكو، مشيراً إلى أن جميع تلك الإنجازات المتميزة تشكل دافعاً للمدن العربية لإضافة المزيد، وشاهداً عملياً على اتخاذ القرار وصناعة الابتكار وبناء المستقبل.
وقال: "يعد هذا التجمع الذي تستضيف مملكة البحرين أعماله عنصراً مكملاً للحفاظ على قوة الدفع التي مكنت منظمة المدن العربية ومؤسساتها من وضع مفهوم التنمية المستدامة، في إطار استراتيجية حضرية تأخذ في الاعتبار البعد الشمولي في تحديد استراتيجية العمل المشترك". مؤكداً على ما سيتناوله هذا الاجتماع قضايا وموضوعات ذات صلة بالمدن العربية وآليات تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخلق البيئة المناسبة التي تسمح بعقد شراكات التنمية واستخدام المهارات والموارد على كل المستويات.
وبمناسبة تفضل صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء برعاية أعمال هذا المؤتمر، ألقت الشاعرة منيرة السبيعي قصيدة شعرية عكست من خلالها جهود سموه التنموية على مختلف الأصعدة، كما تضمن الحفل عرض فيلم وثائقي يبرز أهم الملامح الحضارية والمعالم العمرانية لمملكة البحرين. بعدها تسلم الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة هدية تذكارية من أمين عام منظمة المدن العربية بمناسبة تشريفه حفل الافتتاح وحضوره نيابة عن سمو رئيس الوزراء.
ومن المقرر أن تستمر أعمال المؤتمر العام السابع عشر لمنظمة المدن العربية خلال الفترة من 29 إلى 30 مايو/ أيار الجاري، وسيتخلل المؤتمر في يومه الأول عدد من الاجتماعات، كاجتماع مجالس أمناء المؤسسات التابعة للمنظمة، واجتماع المكتب الدائم، في حين سيتضمن اليوم الثاني جلسات علمية وورش عمل.