وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة (27 مايو/ أيار 2016) إلى اليونان في زيارة تستمر يومين، هي الاولى منذ العام 2007، قبل شهر من قرار الاتحاد الاوروبي تجديد عقوباته على موسكو.
وتأتي زيارة بوتين في اطار السنة الروسية - اليونانية التي ينظمها البلدان لمناسبة الاحتفالات بالذكرى الالف للوجود الروسي في منطقة جبل اثوس النسكية في شمال اليونان، وهي من اهم المواقع الدينية الارثوذكسية المشتركة بين البلدين.
سافر الرئيس الروسي الى باريس في اواخر عام 2015 للمشاركة في مؤتمر "كوب 21"، لكن زيارته لاثينا هي اول زيارة ثنائية لبلد في الاتحاد الاوروبي منذ زيارته للمجر في شباط/فبراير 2015.
وتأتي هذه الزيارة في وقت لا تزال العلاقات بين روسيا والاتحاد الاوروبي متوترة منذ بدء النزاع في اوكرانيا عام 2014 واقدام الاتحاد على فرض عقوبات تجارية على موسكو لا تزال سارية، فيما فرضت روسيا حظرا على المنتجات الغذائية الاوروبية ردا على ذلك.
وتوعدت موسكو الجمعة الاتحاد الاوروبي بتمديد الحظر المفروض على مواده الغذائية حتى نهاية عام 2017 ما يؤثر كثيرا على المزارعين الاوروبيين.
ويتعين على الاتحاد الاوروبي ان يقرر في نهاية حزيران/يونيو بشأن تمديد عقوباته التي تؤثر على قطاعات المصارف والطاقة والدفاع الروسية.
واقر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الخميس بان تجديد العقوبات سيكون "اكثر صعوبة" هذا العام بسبب "مقاومة متصاعدة" من جانب بعض الدول، في وقت ابدت كل من ايطاليا والمجر تحفظات على هذه العقوبات.
وتقيم حكومة رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس علاقات ممتازة مع موسكو. وانتقدت الحكومة اليونانية التي وصلت الى السلطة في كانون الثاني/يناير 2015 العقوبات، وزار تسيبراس موسكو مرتين في غضون اشهر قليلة، مقترحا طلب المال من روسيا اذا توقف الدائنون الاوروبيون عن مساعدة بلاده.
لكن اليونان التي تواجه مرحلة صعبة مع دائنيها الاوروبيين، لم تقدم حتى الان على مغامرة عدم التصويت على تمديد العقوبات ضد روسيا.
ويرى المحلل الكسندر كوكشاروف من "اي اتش اس كونتري ريسك"، ان "العلاقات بين روسيا والاتحاد الاوروبي ستكون على جدول اعمال" الزيارة، مضيفا ان "بوتين سيحاول بالتأكيد التأثير على اليونان" لدفعها الى عدم دعم مواصلة العقوبات. لكنه قال ان اثينا "لن تعارض الاجماع داخل الاتحاد الاوروبي".
يد ممدودة
وفي مقابلة مع صحيفة "كاثيميريني" اليومية اليونانية الخميس، لعب بوتين لعبة اليد الممدودة الى الاتحاد الاوروبي، مؤكدا ان الاخير يحتاج الى روسيا لكي يحافظ على ثقله في الساحة الدولية.
وقال بوتين "لا يمكن للقارة العجوز ان تحظى بموقع قوي في الواقع الدولي الجديد، الا من خلال الجمع بين قدرات كل البلدان الاوروبية، بما فيها روسيا"، معتبرا ان العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وروسيا "لا تواجه مشكلات عصية عن الحل".
واعتبر يوانيس مازيس استاذ الجغرافيا السياسية في الجامعة الوطنية في اثينا الجمعة على قناة "سكاي" التلفزيونية ان زيارة بوتين ستكون "مثمرة" على الصعيد الثنائي.
واوضح ان "روسيا تحتاج الى تكون في مستوى الصين التي تشتري سلسلة من الموانئ" الاوروبية، بما فيها ميناء بيريوس اليوناني.
وتحدث بوتين في مقابلته مع "كاثيميريني" عن مصلحة بلاده في المشاركة في عروض شراء السكك الحديد اليونانية وميناء تسالونيكي (شمال) الذي يعتبر بوابة رئيسية لمنطقة البلقان.
واشار مازيس الى ان موسكو لا تزال تأمل في ايجاد طرق بديلة غير اوكرانيا لتصدير غازها، واليونان يمكن ان تكون الشريك المفضل في هذه المسألة.
ويضم الوفد الروسي رئيسا مجلس ادارة شركتي النفط والغاز الروسيتين العملاقتين "غازبروم" و"روسنفت".
وستتركز المحادثات ايضا على تشكيل شركات مشتركة روسية يونانية في مجال الزراعة، وهو ما قد يتيح اعادة فتح السوق الروسية للفواكه والخضروات اليونانية.
وقال ديمتريس فيلانيس، مستشار تسيبراس للشؤون الروسية، لصحيفة "افغي" المقربة من الحكومة، ان تقوية العلاقات الجيدة مع روسيا هي امر حيوي من الناحية الاقتصادية بالنسبة الى اثينا. وشدد على ان "الحكومة اليونانية تفعل كل ما هو ممكن لتعزيز النمو، ونحن نعتقد ان روسيا جزء لا يتجزأ من هذا النمو".