قبل اندلاع ثورات وانتفاضات واحتجاجات الربيع العربي في مطلع 2011، كان الكثيرون ينظرون إلى أنموذج حزب العدالة والتنمية التركي على أساس أنه حزب مدني في بيئة علمانية، ولكن خلفيّته إسلامية. كما أنّ تركيا كان يُنظر إليها حينذاك على أنها الجسر بين الغرب والشرق، بين أوروبا والشرق الأوسط، وهي عضو في حلف «الناتو» وأيضاً تلعب دوراً رئيسياً في العالم الإسلامي، حتى أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما اختار تركيا كأول محطة يزورها للتقرُّب نحو العالم الإسلامي، وذلك في بداية رئاسته العام 2009، ووجّه خطاباً للعالم الإسلامي أثناء زيارته تلك، وقال «إن الولايات المتحدة ليست، ولن تكون أبداً، في حرب مع الإسلام. فالحقيقة هي أنّ شراكتنا مع العالم الإسلامي حاسمة ومهمة جداً ليس فقط في صدّ معتقدات العنف التي يرفضها الناس من جميع الأديان بل أيضاً لتعزيز الفرص لجميع بني البشر».
بعد سنوات من الربيع العربي تقلّبت الأوضاع ودخلنا في الخريف الطائفي الذي لايزال يحرق المنطقة تحت رايات الدين والطائفة، وغرق الأنموذج التركي في تموُّجات الأحداث، ولم يَعُدْ له البريق الذي اكتسبه في السابق. ولكن في وسط كُلِّ هذه الأحداث، اتخذت حركة النهضة التونسية قراراً تاريخياً في 22 مايو/ أيار 2016 عندما أعلنت تخلّيها عن العمل الحزبي الديني الذي تعوَّد عليه الإسلاميون منذ تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في العام 1928، وأعلنت انتقالها للعمل السياسي المدني، وتغيير التوجُّه «الدعوي» الذي يُلوِّن جميع الأحزاب الإسلامية إلى توجُّه «مدني» ديمقراطي بخلفيّة إسلامية.
هذا التوجُّه جاء بعد أحداث جسيمة؛ فالإسلاميون تسلّموا الحكم خلال العقود الماضية في بلدان عديدة، وبأنماط مختلفة. كما أنّ الإسلاميين سيطروا على الشارع العام في معظم البلدان ذات الأغلبية المسلمة، وتقريباً في كُلِّ مكان، ولذا أصبحوا إمّا يسيطرون على مؤسسات الحكم أو أنهم يسيطرون على الشارع، وعلى الأجندات الشعبوية في مجتمعاتهم. ولعَلَّ السرُّ في انتشار نفوذ الإسلاميين يكمُن في أنّ الناس تجد فيهم الأصالة للرد على النهج الدكتاتوري المدعوم من القوى الكبرى، كما أنّ قمعهم وإدخالهم السجون خلق لهم رصيداً نضاليّاً لا ينافسه أحد.
على أنّ الإخفاقات التي وقع فيها الإسلاميون كثيرة، وسواء كانوا في الحكم أو المعارضة، فإنهم لم يستطيعوا تقديم البديل الذي يقبل بوجود الآخرين المختلفين معهم في الفكر والنهج، اللهم إلا إذا كان الآخرون يخضعون لهم بالقوّة. ولعَلَّ الأخطر من كُلِّ ذلك هو أنّ الإسلاميين لا يستطيعون التعايش بسهولة حتى مع أنفسهم، ولذا فقد انتشر الصراع الحزبي المزمن، والاقتتال الطائفي بصورة مرعبة في السنوات الأخيرة. وعليه، فإنّ قرار حركة النهضة التونسية قد يكون الخطوة الأولى لإصلاح العمل السياسي داخل أوساط الإسلاميين، ونقله إلى مرحلة مختلفة عن ما تعوَّدوا عليه منذ مطلع القرن العشرين.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 5010 - الأربعاء 25 مايو 2016م الموافق 18 شعبان 1437هـ
ممكن جداً.
لايمكن واستحاله ان تتقدم الدوله اذا كان الاسلاميون في السلطه...... الاسلاميون يريدون تطبيق شريعة الرب في قوانين الدوله يعني كل من على هذه الارض يجب ان يخضع لهم
الحكم المدني الاسلامي موجود في عالمنا ومايميزه عن الحكم بالإسلام الاصيل هو العمالة مع اعداء الامة الاسلامية واباحة المحرمات لارضاء شعوب ومنظمات اعداء الامة بجميع توجهاتها سواء مجتمعية ثقافية عربدية و...!
مقال دقيق و مختصر، يعطيك العافية دكتور
الشعوب تريد ديمقراطية ومساواة:
فُصل الدين عن السياسة ام لم يُفصل لن يسمح بالديمقراطية بالدول العربية!
الخطورة أن كل مذهب يدعي أن هو يمثل الإسلام الصحيح وكل مذهب لهو نظرته الخاصة في السياسة لا وحتى التيارات المختلفة من نفس المذهب لهم وجهة نظرهم المختلفة في السياسة وهذ هو ما يقسم عموم المسلمين وجعل التحارب بينهم والخوف من بعضهم البعض
الإسلاميون لا يقبلون الغير من مذاهب أخرى وحتى من تيارات من نفس المذهب وهذا هو الواقع في المنطقة وفي البلد الواحد فكيف ينادون الديمقراطية
اسمح لي يا دكتور .. هذه قراءة بعين واحدة. ما نعرفه ونؤمن به أن الإسلام نهج حياة لا نهج عبادة في المسجد أو بين الفرد وربه فقط. نعم نؤمن بالقيم الإنسانية والديمقراطية وحرية الناس .. أما أن نقول بفصل الدين عن الحياة ..إذن فلنرمي القرآن وننتكر لما فعله الرسول .. ولنجعل الغرب يصيغون لنا منهج عمارة الأرض عبر السيداو والأحكام الساقطة الأخرى
زائر 5 يعنى الرسول الذى جمع بين الدين والسياسة انت افهم منه وهو افضل رجل فى الكون اللهم صلي على محمد واله محمد قاتل الله الجهل
كن حيثما تكن او من تكن. اذا أردت ان تطالب بحقّ المشاركة في صنع قرار بلدك فانت شخص تدبّر وتكال عليك التهم والتخوين سالفة معروفة
فصل الدين عن السياسة شيء مهم و أساسي ...
اليوم و علي صفحة msn مقالا يشرح فيه ميول و اهواء الرئيس اردوغان. جميع من لديهم الحب للوصول الي السلطة يتخذون من العقائد السائدة و المقبولة و سيلة للوصول الي هدفهم بغض النظر عما يطبق منها لاحقا. اما الشعارات فهي وسيلة لتسهيل تبعية القطيع. هذ الأسلوب موجود في كل مكان و نراه في منازلات المرشح ترامب في الولايات المتحدة . حيث يطلق شعارا و يصفق له التبعة دون وعي و دون وجود دراسة تشير الي إمكانية نجاجها. هكذا البشر كانوا و يكونون.
امام علي سلام الله عليه كان امير المؤمنين يحكم من الشرق الى الغرب باحكام الشريع السمحاء اين المشكله لماذا اذا فصل السياسه عن الذين
أستغرب وأتسائل
لماذا تكون الأمثلة في اتجاه واحد ؟ اليست الأحزاب الدينية الشيعية الموجودة في العراق وإيران أمثلة لحكم طائفي غير ديمقراطي وغير مقبول من الجميعأيضاً؟؟؟ ام انهم بعيدون عن الإنتقاد من وجهة نظركم !!!!!
زائر
الموضوع يتكلم عن الاسلامين بشكل عام والكاتب لم يحدد طائفه معينه
السلام عليكم
السياسي حتى لو كان كافر لا يهم أهم شيء انه عادل شيعي لو سني مسيحي لو يهودي لو بودي لا يهم.