رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة هو أنموذج حيّ للتفاعل مع الرأي العام، وأنموذج أيضاً لحل المشكلات والأزمات، فليتعلم بعض الوزراء من سياسة رئيس الوزراء.

هذا الحديث سببه توجيهات سموّه الأخيرة حول سوق المحرق الشعبي الذي كتبنا عنه، وتجاوب معه سمو رئيس الوزراء، حيث تابع الموقف التنفيذي من إعادة تعمير الجزء الذي تضرّر بالحريق في سوق المحرق وحثّ على سرعة الشروع في إعادة بنائه بما يحفظ لأصحاب المحلات المتضررة أرزاقهم ويفضي إلى ممارسة السوق لدوره المعهود، وكلّف سموه اللجنة الوزارية للإعمار والبنية التحتية بمتابعة ذلك، ونحن بانتظار تنفيذ توجيهات خليفة بن سلمان وإعادة إعمار السوق الشعبي قريباً.

أيضاً سبب الحديث هو تأكيد سمو رئيس الوزراء أنّ حقوق المتقاعدين محفوظة والمكتسبات التي حقّقتها الحكومة مصانة، وأنّ جهودها مستمرة في إيجاد الخيارات التي تسهم في ديمومة الصناديق التقاعدية وإطالة أعمارها، كما أثنى على المتقاعدين وشكرهم على ما قدّموه وما بذلوه من أجل الوطن.

أما الأمر الثالث فهو تكليفه لوزير العمل والتنمية الاجتماعية بدراسة دعم وتعزيز دور المعاهد والمؤسسات التدريبية، من خلال زيادة إسهاماتها في تدريب الباحثين عن عمل، بما يدعم هذه المعاهد من جهة، ويؤهّل الباحثين عن عمل من المواطنين للحصول على فرص عمل مناسبة في القطاع الخاص من جهة أخرى، وهذا حل مهم جداً، ذلك أنّ معاهد التدريب تغرق حالياً، في ضوء عدم وجود فرص للتدريب ولورش العمل، وهذه الخطوة تُرجع الحياة لهذه المعاهد.

كل ما ذكرناه آنفاً يدل على تواصل سمو رئيس الوزراء مع السلطة الرابعة، واهتمامه بالتفاصيل الدقيقة والصغيرة والكبيرة لهموم ومشكلات المجتمع، فما يريده المواطن البحريني شيء بسيط، التجاوب والتفاعل والعمل على حل قضاياه، لا أن ينتظر المواطن سنوات من أجل البتّ في قضية مصيرية.

التقاعد وسوق المحرّق الشعبي ومعاهد التدريب وغيرها من القضايا، هي قضايا رئيسية حالياً، تمس نبض الشارع البحريني، وتحتل اهتماماته بالدرجة الأولى، وإن كانت مسألة التقاعد على رأس هذه الاهتمامات، إلاّ أنّ التجاوب من قبل رئيس الوزراء وطمأنة المواطنين يجب أن تكون سنّة حسنة للوزراء حتى يحذوا حذو خليفة.

عندما يناشد المواطن خليفة بن سلمان يعلم بأنّ الاستجابة تكون فوريةً، وأياً كانت الاستجابة فهي تصبّ في صالح الوطن والمواطن بالتّأكيد، والتواصل مع الشعب هو من سمات القادة، وليس من سماتهم البعد ونفي الشعب عنهم، بل إنّ هذا يزيد من اللحمة الوطنية، ويؤكّد على أننا بيت واحد وشعب واحد، لا مجموعة شعوب في منطقة واحدة.

بعد توجيهات رئيس الوزراء ننتظر من الأخوة الوزراء تنفيذ أوامره على وجه السرعة، وخاصة قضيّة التقاعد، فلقد زادت الاشاعات، وكثُرت المخاوف، وعلى وزير المالية ورئيس هيئة التأمينات الاجتماعية عقد مؤتمر صحافي واطلاع الرأي العام على خططهم لكي لا تُمس الحقوق التقاعدية أبداً.

كلمة أخيرة من المواطن البحريني لرئيس الوزراء... شكراً خليفة.