منذ نعومة أظافره وهو يستنشق رائحة الزرع والخضرة ورثها عن أجداده الذين كانوا يفخرون بانتمائهم لها، قال: «عندما يتغلغل الحب في وجدانك من الصعب أن تتخلص منه»، وكان حبه للزراعة يسري في عروقه، كان حلم طفولته وأصبح اليوم حقيقة. عند دخولك المزرعة للوهلة الأولى يعصف بك شعور بالهدوء والسكينة، حدثنا الحاج حسن مرهون وهو مدرس فنون متقاعد ولديه شهادة في إدارة الأعمال من جامعة ميرلاند الأميركية عن أهمية الزراعة في حياته ومدى صعوبة القصة ولكنها ليست مستحيلة وأهم التحديات التي تواجه الزراعة في البحرين.
ما هو السبب وراء زراعتها؟
- البدايات من الطفولة، فقد كان والدي يعمل في الزراعة وكانت لديه أراضٍ زراعية والهواية نمت من الصغر، كل هذه الأمور تدخل في الوجدان عندها يصعب التخلي عنها وكانت هذه المزرعة حلماً منذ الصغر.
ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء الزراعة؟
- الزراعة في البحرين يوجد بها تحديات كثيرة وليس تحدياً واحداً، منها توفر الماء والكهرباء كما تنفق عليها آلاف الدنانير، فلابد أن تكون السيولة متوافرة بشكل كبير وألا تؤثر على مستواك المعيشي والأراضي اليوم في البحرين غالية الثمن.
قلت مرة إن المحاصيل تخف في شهري يوليو/ تموز وأغسطس / آب... لماذا؟
- في هذين الشهرين ترتفع درجة الحرارة ولأن كل نبات له معدل حراري مثل الفلفل؛ المعدل الحراري لديه من 18 إلى 20 في الليل، ومن 22 إلى 24 في النهار، فالنبات في هذا الوقت إذا ارتفعت درجة الحرارة لديه يكون التنفس لديه أكثر من عملية البناء الضوئي ويحدث تمسخ في البروتينات.
من أين جاءت فكرة صناعة العسل؟ ولماذا؟
- العسل صناعة متعبة وعلمية وتحتاج إلى دراسة، الفكرة أن في المحميات أو المزروعات التي هنا تحتاج إلى تلقيح، يعني الأزهار المذكرة إلى الأزهار المؤنثة، وفي الإنتاج نواجه صعوبة. ولكن عند فتح البيت المحمي للنحل، فالنحل ينتقل من الأزهار المذكرة إلى الأزهار المؤنثة ويجمع حبوب اللقاح ويصنع العسل، نستفيد منه لنحصل على العسل ويساعدنا على تلقيح كل الأشجار.
هل تفكر في تصدير هذا العسل أم تكتفي بالاستخدام الخاص؟
- العسل إذا تمت صناعته بشكل طبيعي خالص لا يعطي إنتاجاً كبيراً، ولكن إذا تم الاعتماد على حبوب اللقاح الموجودة فإن إنتاجه سيكون قليلاً ولكن إذا تمت إضافة محلول السكر كالذي في الأسواق التجارية سيكون الإنتاج أكبر، فحينما نقوم بإنتاج 10 علب فإن المناحل التي تعطي سكراً تنتج 30 علبة، ويكون العسل 40 في المئة سكراً و60 في المئة عسل.
ما رأيك في الزراعة البحرينية اليوم؟
- الزراعة في البحرين متدهورة، بسبب شح الأراضي والمياه. المزارعون كلهم مستأجرون، وتم رفع الأسعار من الجهات التي نستأجر منها، إضافة إلى أن المصاريف المتكررة لا تغطي الدخل، والملاك اليوم لديهم قضية استثمار فإذا كانوا يمتلكون الأرض ومساحتها كبيرة ويريدون استثمارها لا يقومون بزرعها وانتظار نهاية السنة لحصد الثمر، يقومون بجرد الأرض وتوزيعها إلى أراضٍ وقسائم وبيعها ويصبح المردود كبيراً.
هل بالإمكان تدريس الزراعة كتخصص في المدارس والجامعة؟
- نعم، مهم جداً وخاصة في المرحلة الابتدائية، حيث يتم تعليمهم أصول الزراعة بشكل مبسط وتعليمهم عن النبات بشكل علمي مدروس وحتى في الجامعة مهم أيضاً ولو ثقافة عامة.
هل يساعدك أحد في إبراز إنتاجك في وسائل التواصل الاجتماعي؟
- نعم، عندما نشرت على موقع «الاسنتغرام» عن رياح «البارح» فالكثير من الناس قدم لي كلمات من التشجيع والإطراء والمبادرة، وإن الغبار الذي ينتشر في الجو يقتل جميع الحشرات، هذه المعلومات أعرضها على الناس وأحصل بالمقابل منهم على كلمات التشجيع.
ماذا تقترح على المؤسسات الحكومية المعنية بالزراعة أن تقدم لكم كمزارعين؟
- نتمنى أن تقوم هذه المؤسسات الحكومية المعنية بالزراعة بدعمنا بنسبة من 50 في المئة إلى 60 في المئة، ولكن المشكلة التي يواجهها المزارع في السوق هي التنافسية الشديدة ولا نملك قوانين تنظم عملية المنتج الوطني. في دول أوروبا هناك حماية للمزارع والمنتج الوطني ولكن في الدول العربية لا أحد يلتفت لمثل هذه الأمور وإذا لم تتبنَ الجهات المعنية مثل هذه الأمور سيتقلص عدد المزارعين.
هل هناك أية مشاريع يتم التحضير لها حالياً؟
- نريد تعليم الناس الزراعة بالطريقة المبسطة، وكيفية الزراعة في المنزل بقيمة 50 ديناراً لا أكثر. وسوف نعمل مركز «سولار بنل» وهو يعتمد على الخلايا الشمسية وهذه الخلايا توفر الكهرباء، أي أن يتم الاعتماد على الطاقة الشمسية.
والخطوة الثانية هي إعادة التدوير وهو عبارة عن أخذ مخلفات المنزل (قشق الشجر قشور البرتقال، الرز، وورق الجرائد وأوراق الشجر ونضعهم في علبة ونضيف عليها اليوريا وعلبة زبادي، وتتم تغطيتها ثم تتحول هذه المكونات إلى سماد. أيضاً سنعمل على بناء محميتين بالأكوابونيك والهيدروبونيك بشكل مبسط، وهدفنا ليس ربحياً وإنما تعليم ربات البيوت والمتقاعدين.
كلمة توجهها لمن يود أن يحذو حذوك؟
- الزراعة ليس أن توفر مساحات كبيرة فأنت تستطيع أن تزرع فوق سطح بيتك وتستطيع عمل محمية، الزراعة اليوم يوجد بها تطور كبير ورهيب، هناك بعض ممن علمتهم قد أنتجوا الطماطم والفلفل والخيار فوق أسطح منازلهم. ولا تتطلب هذا الزراعة الإمكانيات الكبيرة ونحن الآن بصدد إنشاء مركز زراعي تعليمي ونريد تعليم الناس بالطريقة المبسطة.
ماشاء الله عليك اخ حسن عجيب الزراعة ليتنا نستطيع الزراع في كل مكان لنرى الخضرة والوجه الحسن
لدي زراعة صغيرة في المنزل ولكني احب ان اتعلم ان ازرع على سطح المنزل
الله يعطيه الخير .. صدق نتمنى ان يكون المواطن في الطبيعه والاعتماد عليه في تنمية المصادر ولكن للاسف مافي دعم حكومي ... فقط بيحصل وللاسف رفع الدعم الحكومي وتضيق الخناق..