العدد 5004 - الخميس 19 مايو 2016م الموافق 12 شعبان 1437هـ

معاهد التدريب والإفلاس القريب!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ناشدت 60 مؤسسة تدريبية خاصة، رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، التدخل العاجل لإنقاذ قطاع التدريب المهني من الانهيار التام، فلقد أغلقت كل الأبواب أمام معاهد التدريب التي وجدت نفسها على حافة الإفلاس والانهيار، مع توقف عملها منذ 7 أشهر.

يذكر أنّ القائمين على معاهد التدريب اجتمعوا لمناقشة الوضع المتأزم والخانق لتوقف كافة أعمال التدريب بالمؤسسات التدريبية الخاصة، بعد ضم مهمات المجلس الأعلى للتدريب المهني إلى صندوق العمل «تمكين» منذ سبتمبر/ أيلول 2015 وإلغاء نظام اشتراكات التدريب (Levy) الذي يعتبر المصدر الرئيسي كمشروع لتدريب وتطوير العمالة البحرينية في القطاع الخاص.

وكما نعلم بأنّ سمو رئيس الوزراء يشجّع على التأهيل والتدريب ولا يقبل أن تتدهور هذه المعاهد، ذلك أنّ المعاهد في العالم المتقدّم لها صيتها ومكانتها بين مؤسسات الدولة في القطاع العام والقطاع الخاص، فالموظّف من دون ورش العمل والمحاضرات والمؤتمرات، لا يستطيع صقل مهاراته، ولا يستفيد فقط من الخبرة، بل الخبرة تحتاج إلى إنعاش عن طريق هذه المحاضرات والورش والمؤتمرات.

نتذكّر في السابق قبل 15 سنة تقريباً، كيف كانت معاهد التدريب منتعشة وقويّة، وكيف استطاعت الدخول في مجال التدريب، واستفادت من خبرات البلدان الأخرى، وأقامت أيضاً الاتّفاقيات لجلب الخبراء، ومنهم بعض الخبراء في الأمم المتّحدة بشأن البيئة والطفولة وغيرها.

لا ننكر بأنّ هناك أزمة اقتصادية في البحرين، ولكن تضييق الخناق على المعاهد لن يدفع مسيرة التقدّم، فنحن نحتاج إلى الخبراء في كل مجال، وحالياً بالذّات نحن أحوج ما نحتاج فيه إلى الخبراء في الاقتصاد والإعلام والعلوم الاجتماعية.

ما تقدّمه معاهد التدريب المعتمدة في البحرين لابد أن يتم التنسيق له هو الآخر، وذلك حتى يتم التعاون بين دول الخليج بشأن تبادل الخبرات، ومعاهد التدريب في الخليج أجمع يجب أن تستفيد من مؤتمر يضمّها ويشجّع على تبادل خبراتها، ولكن من سيبدأ هذا المؤتمر؟

نستطيع أن نبدأ هذا المؤتمر، عن طريق التعاون بين «تمكين» وبين معاهد التدريب، حتى ننعش سوق هذه المعاهد، وأيضاً ندر الاستثمار على الوطن ولو بالقليل، فالقليل مع القليل يزيد ولا ينقص، بل قد يكون هذا المؤتمر أوّل بوادر الانتعاش الاقتصادي.

معاهد التدريب تعاني من الإفلاس القريب، وإن لم تتدخّل الدولة لمساعدتها، فإننا أمام كارثة حقيقية، كارثة تجعل الخبرات الوطنية تذهب مع الريح، هذه الخبرات نحتاجها اليوم من أجل البناء مرّة أخرى.

ننتظر توجيهات سمو رئيس الوزراء على أحر من الجمر، فنحن لدينا الطاقات البشرية التي تساعد في البناء، ولدينا القدرة على تقديم الأفضل، وهو كما عوّدنا قائد ورجل حكمة واقتصادي من الطراز الأوّل، ويعلم أهمّية هذه المعاهد في تقدّم وبناء الدولة. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5004 - الخميس 19 مايو 2016م الموافق 12 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 4:03 ص

      اعتقد العنوان خطأ .. المعاهد افلست وليس ستفلس قريبا ... مافي رواتب ولا مدخول ونصف وتم تفنيس كثير من العاملين في هدا القطاع وتقليل نفقاتها لتقليل الديون المتراكمه...

    • زائر 17 | 2:52 م

      تناشدين ؟!
      هناك قضايا كثيرة والمناشدات لا تجدي
      نا يجدي هو إدارة دولة بمؤسساتها

    • زائر 14 | 8:13 ص

      التدريب مطلوب و لا اعلم مدى جدوى برامج التدريب الموجودة و انتاجية مخرجاتها، واقعا غير مطلع على البرامج و مستواها و تكاليفها و من القائمين عليها و ما مدى كفاءتها
      و لكن أليس من المفترض ان تذهب هذه الموازنات الضخمة لما هو مجدي و بالغ النفع على اكبر شريحة من المجتمع، لا ان يكون الهدف الرئيسي لإنشاء المعاهد هو المدخول المادي لفرد او مجموع قليلة من الأفراد؟

    • زائر 13 | 7:59 ص

      نطالب بمعاهد تدريب حكومية للبحرينيين متعددة المجالات شبيهة بالمدارس الثانوية الصناعية و فيها مجموعة حرف لتدريب الشباب و إكسابهم الخبرة، على أن تكون الدورات مفتوح للراغبين في كسب الخبرة في أي مجال حرفي من المجالات التي تحتاجها السوق، و للمتدرب العمل في الشركات و الوزارات أو فتح مشروع خاص
      ميكانيكا-كهرباء-إلكترونيات-سيارات-مكائن ديزل-نجارة-لحام-تكييف و تبريد-اتصالات-خراطة- سباكة- بايب فتر و غيره من المجالات المفيدة

    • زائر 12 | 7:00 ص

      احل البيع و حرم الربا ... عندم توقف الربا .. اغلقت الكثير من النوادي ابوابها في مكة والمدينة ... و بقيت الاسواق حتى اليوم ..." بع تبقى"

    • زائر 11 | 4:23 ص

      الى الاسف نرجع الى الخلف

    • زائر 10 | 3:35 ص

      رقي الدول يقاس برقي التعليم والتدريب....المعاهد الخاصة تحملت عناء رفع جودة مخرجات التدريب على عاتقها دون مساعدة من أحد..بشهادة الهيئة الوطنية للمؤهلات وجودة التعليم والتدريب....بالمقابل هناك جهله ومتطفلين على قطاع التدريب وضعتها الصدفة .......وبدل أن ينتهوا الفرصة ويطور نفسه ..نصب نفسة كالشرطي المعاق ذهنيا..لينتقم من المؤسسات التدريبية..بسبب الكراهية والصغينة التي يشنها للتدريب المهني.
      ...

    • زائر 9 | 3:29 ص

      مقال رائع

      الإفلاس لمعاهد التدريب في البحرين يعتبر كارثة وخسارة فادحه، مع وجود هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب كهيئة رقابية أصبحت معاهد البحرين من أفضل المعاهد في المنطقة و العالم العربي. إن التنازل عن هذه هذا التفوق يعتبر جنون. ..

    • زائر 8 | 3:28 ص

      شي غريب في هالبلد يخربون التعليم خربو معهد البحربن للتدريب واليوم الظاهر جاي الدور على المعاهد الصغيرة، يعني بالغصب لازم نتخلف عن ركب الامم

    • زائر 7 | 3:18 ص

      قطاع التدريب يخدم سياسة البحرنه بنسبة ١٠٠% وبما ان وزارة العمل تخلت عن تلك السياسة ، فالنتيجة طبيعية ان يتم هدم كل ما له علاقة ببحرنة الوظائف في مختلف القطاعات والتدريب المهني احد اهم ركائز تلك السياسة لذا يراد به ان يهدم

    • زائر 6 | 3:14 ص

      للاسف لهذا السبب هناك هجرة عقول لدول الجوار فالتدريب المهني منذ عقدين من الزمن كان سبب تقدم اابحرين في هذا المجال واليوم كاننا نهدم جهود عشرات السنين من العمل المهني الاحترافي

    • زائر 5 | 3:12 ص

      الأخت الفاضلة مريم الشروقي..صباح الخير.
      اولا لك كل الشكر والتقدير على عمودك بخصوص معاهد التدريب ..الموضوع أكبر من ذلك ويستحق تحقيق شامل في الأهداف الحقيقية من وراء تهميش المؤسسات التدريبية الخاصة ومعاقبتها من تمكين ووزارة العمل.
      بالمقابل نظام أشتراك آت التدريب (Levy) مازال يعمل فقط لقطاع المالي..السؤال لماذا كل هذا الدعم إلى معهد واحد فقط الذي هو اصلا مدعوم من القطاع المالي و المصرفي.
      نحن بحاجة إلى أمثال قلمك الجريء لكشف الحقائق.
      ..

    • زائر 4 | 3:05 ص

      مختصر مفيد : وطن بلا راحة شعب ضياع خيوتي .

    • زائر 3 | 1:39 ص

      انا ما اشوف في اتحادات رياضية يقولون فيها افلاس ما في افلاس الا من ناحيه الفقراء فقط شسالفة والمهرجانات شغالة

    • زائر 2 | 1:34 ص

      اختي مريم بس المعاهد راح تعلن عن الافلاس اعتقد ان بعد ايام راح تعلن الصحة والتربية والمواصلات اي شي بدون تخطيط وبدون دراسة وما يكون الشخص المناسب في المكان المناسب مصيره الفشل والافلاس

    • زائر 1 | 10:58 م

      ويش تقدر حكومة مفلسين تسوي

      شي طبيعي تفلسف إذا كنا لا نخطط و لا نقيم وزنا لنداءات شعبها و ترفض مشاركة القرارات المصيرية. ازمتنا في المستشارين و كبار المسؤولين و لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

    • زائر 15 زائر 1 | 8:35 ص

      ليس فقط المعاهد هي المتضررة فنحن كطلبة كذلك متضررين عندما ألغوا التدريبي النوعي الليفي ولسنا قادرين على تكملة الدراسة

اقرأ ايضاً