(كلمة بمناسبة الاحتفال بيوم فيساك (يوم اكتمال القمر) الموافق 20 مايو/ أيار العام 2016) في هذا الوقت الذي يشهد موجات جماعية من تحركات السكان، وصراعات عنيفة، وانتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان، وأحاديث مشحونة بالكراهية تهدف إلى تأليب المجتمعات المحلية على بعضها بعضاً، يُتيح الاحتفال المقدس بيوم فيساك فرصة لا تقدر بثمن للتفكير في الكيفية التي يمكن أن تُساعد فيها تعاليمُ البوذية المجتمعَ الدولي في التصدي للتحديات الملحِّة.

فتعاليم المساواة الأساسية بين جميع الناس، وحتمية تحقيق العدالة، والترابط بين الحياة والبيئة ليست مجرد مفاهيم نظرية صالحة للنقاش بين العلماء؛ بل هي مفاهيم تتعدى ذلك بكثير؛ إنها مبادئ توجيهية حيّة يسترشد بها البوذيون وغيرهم للاهتداء بها إلى طريق يفضي بهم إلى مستقبل أفضل.

ففي إحدى التعاليم البوذية (سوترا) تُحكى قصة سريمالا، وهي امرأة آلت على نفسها أن تُساعد كل من يعاني من الظلم والمرض والفقر والكوارث. إن روح التضامن هذه يمكن أن تُحرِّك الجهود العالمية الرامية إلى تحقيق خطة التنمية المستدامة لعلام 2030، وتنفيذ اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، وتعزيز حقوق الإنسان في سياق تعزيز كرامة الإنسان في جميع أنحاء العالم.

وتُمثِّل الأعمالُ التي قامت بها سريمالا الدورَ الأساسي الذي يمكن أن تلعبه المرأة في الدعوة إلى السلام والعدالة وحقوق الإنسان. ولايزال تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من الأولويات الملحّة التي من شأنها دفع مسيرة التقدم في الأجندة الدولية.

وفي غضون أسابيع قليلة، ستَعقِد الأمم المتحدة مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني، وهو الأول من نوعه في هذا المضمار، حيث ينضم القادة إلى النشطاء والشركاء الآخرين لمناقشة كيفية تلبية احتياجات الملايين من الناس الضعفاء الذين يعيشون في خضم الأزمات. وبإمكان البوذيين والأفراد من جميع الديانات الذين يشعرون بالقلق إزاء مستقبل البشرية أن يساعدوا في تعزيز أهداف مؤتمر القمة المتمثلة باحترام القانون الإنساني وحماية المدنيين في النزاعات، وتحسين الاستجابة العالمية لحالات الطوارئ.

وفي هذا اليوم، يوم الاحتفال بفيساك، دعونا نتعهد بأن نمدَّ أيدينا إلى الآخرين لنبذ الخلافات، وتعزيز الشعور بالانتماء، وإظهار التعاطف على النطاق العالمي من أجل مستقبلنا المشترك.