نجح إشبيلية بتحقيق انتصار سيبقى موضع جدل لوقت طويل وإن لم يكن الأمر يرتبط بالأخطاء التحكيمية فسيرتبط بالتحول الكبير بشكل الفريقين بين الشوطين فبعد شوط أحمر بشكل مطلق أتى الشوط الثاني ليؤكد أن تسيد فترة من اللقاء دون استثمار ذلك لا يعني أي شيء.
ملخص المباراة:
خلال الشوط الأول شاهدنا إشبيلية ربما بأسوأ شكل ممكن بالبطولة بوقت كان ليفربول يقدم تماسك بغاية الروعة بين جميع الخطوط، سرعة تناقل الكرة وانتشار لاعبي ليفربول على عرض الملعب تسبب بإحداث خلل سريع بمنظومة إشبيلية الدفاعية وشاهدنا كريشوفياك ونزوني يلعبون بالقرب من خط الدفاع بشكل مبالغ به وهو ما سمح للاعبي وسط ليفربول بتحضير الكرات بأريحية لذا شاهدنا 3 أساليب مختلفة بأول 3 محاولات لليفربول لتتنوع ما بين العرضيات والتمرير من العمق والتسديد من الخارج وهو ما أظهر سوء الحالة الدفاعية لوسط إشبيلية وفتح الطريق نحو ليفربول لخلق الخطورة بكل الطرق، هجومياً لم يكن حال إشبيلية بأفضل فأول وآخر تسديدة للإسبان بالشوط الأول كانت بالدقيقة 31 من خلال متابعة لركلة ثابتة وعدا ذلك نجح توريه بقيادة الكتيبة الدفاعية لليفربول من خلال تألقه خاصة بالكرات الثنائية.
سيناريو هدف ليفربول أتى بشكل مشابه للمتوقع فالتمريرات السريعة أربكت كثيراً دفاع إشبيلية ووجد ستوريدج المساحة ليسدد الكرة كما أراد ويسجل هدف التقدم لكن عيب ليفربول بالشوط الأول تمثل بعدم تمكنه من استثمار حالة تفوقه الكبيرة وضياع إشبيلية خاصة بعد الهدف ليضيع العديد من الكرات المحققة لينتهي الشوط الأول على تفوق نسبي من حيث السيطرة لليفربول وشبه مطلق من حيث التسديدات بحصيلة 8-1.
بالشوط الثاني نجح إشبيلية بالمضي بالطريق الوحيد الذي كان سيؤدي لتغيير النتيجة بهذه السهولة وبدأ الفريق باستثمار ضعف مورينو دفاعياً أما مينيوليه فاكتفى بمراقبة الكرة وهي تمر بمنطقته من دون أي ردة فعل ليهدي الريدز كرة التعادل لإشبيلية، وبعد الهدف تغيرت حالة التفوق بالملعب سواء من حيث الحالة المعنوية أو السيطرة على اللعب لأن حاملي اللقب اختاروا الخروج من مناطقهم والبحث عن خلق الخطورة سواء عبر غاميرو بالعمق أو من خلال استثمار الأخطاء الدفاعية المجنونة التي ظهرت بليفربول خاصة من خلال التمريرات الخاطئة الكثيرة والتي كانت مفتاح الهدفين الثاني والثالث.
ولو أننا نتفرغ هنا للحديث الفني ولا نتطرق للتحكيم لكن يمكننا أن نتحدث عن الأخطاء التحكيمية من جانب تأثيرها الفني فحين يشعر فريق أن الحكم قد ألغى ركلتي جزاء له أول شوط وأعطى الخصم هدف بالشوط الثاني فهذا يؤثر كثيراً على الفريق من الناحية المعنوية فشاهدنا ليفربول غير قادر على خلق الحلول التي كان يخلقها بالشوط الأول وبات يحتاج للكثير من الوقت لصناعة الهجوم بعد أن خلق سيلاً من الفرص بالفترة الأولى من اللقاء.
ما الذي غيره إيمري؟
خلال الشوط الأول أراد إيمري عدم المجازفة بالهجوم وحاول امتصاص أسلوب ليفربول لكن هذا الخيار كان خاطئ تماماً لأن فريقه لم يكن قادر على مجاراة سرعة الإنجليز وبالتالي أتى الخيار الأفضل بالشوط الثاني حين خرج الفريق من منطقته وانتقل للأمام والأهم هو جرأة الفريق بالاستمرار بالتقدم وعدم عودته للخلف حين شعر بقدرته على السيطرة على الوسط بالدقائق الأخيرة.
يمكن القول أن ثقة ليفربول بتألقه خلال الشوط الأول ربما جعلته يعيش صدمة كبيرة مع دخول إشبيلية القوي بالشوط الثاني وثقته بقدرته على استعادة سيطرة الوسط بسهولة جعلته ربما يخسر هذه المعركة بسهولة أكبر وهنا يأتي نجاح إيمري بكسب التحدي بفضل الناحية المعنوية بالدرجة الأولى.
أين أخطأ كلوب؟
ربما لا يمكننا أن نلوم المدرب حين يهدر اللاعبون سيلاً من الفرص خلال الشوط الأول لكن هذا لا يلغي خطأ الفريق مع بداية الشوط الثاني حيث لم يجد المدرب الحل أمام تراجع مستوى فريقه وكثرة الكرات الخاطئة ولم يقُم بأي تغييرحتى الدقيقة 69.
دور كلوب ظهر بشكل كبير بالدقائق الأخيرة وحاول بالحماس الحفاظ على فريقه لكن هذا لم يكن كافياً والتغييرات زادت من قدرة الفريق على مجابهة الإسبان بالوسط حيث يبدو أن المدرب أخطأ تقدير ما سيفعله إشبيلية حيث سلم لعودتهم للدفاع في حين لم يشأ الإسبان القيام بذلك.
نجم المباراة:
كيفين غاميرو (إشبيلية):
رغم تسجيل كوكي لهدفين لكن لم يكن غاميرو هو مفتاح تغيير النتيجة وأبرز علامات خلق الخطورة فقط بل ساعد كثيراً على تغيير أسلوب الفريق بالشوط الثاني من خلال تجميده لقلبي دفاع ليفربول ومنعهم من التقدم للأمام وهو ما ساعد الفريق لتغيير شكل المباراة ومنه تحقيق الفوز.
هل استحق إشبيلية هذا الفوز؟:
بأرقام المنطق وحسابات الزمن قابل تفوق ليفربول بالشوط الأول تفوق إشبيلية بالثاني لكن الفارق هو أن ليفربول لم ينجح باستثمار فرصه بأول 45 دقيقة فمن خلال 8 محاولات بالشوط الأول سجل ليفربول هدف ومن 7 محاولات بالشوط الثاني نجح إشبيلية بتسجيل 3 أهداف هذا إن غضينا نظرنا عن الحالات التحكيمية الكثيرة والمثيرة للجدل التي رافقت المباراة.