(كلمة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات الموافق 17 مايو/ أيار 2016 )
يُركّز المجتمع الدولي جلَّ اهتمامه الآن على خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي تُسلِّم بالإمكانات الكبيرة التي تنطوي عليها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تسريع التقدم البشري، وسدّ الفجوة الرقمية، والنهوض بالمعارف. وتدعو أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر خصيصاً إلى توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحقيق الرؤية الشاملة بأن يعيش جميع الناس حياة كريمة.
وتُوفِّر هذه التقنيات الحلولَ الذكيَّة للتصدي للتحدِّيات الناشئة عن تغير المناخ، والجوع، والفقر، وغيرها من التحديات العالمية. وهي تُمثِّل الأدوات الأساسية لتوفير الرعاية الصحية المتنقلة، والحصول على التعليم، وتمكين المرأة، وتحسين أوجه الكفاءة في الإنتاج الصناعي والزراعي، وحماية البيئة.
وتُمثِّل مراكز التكنولوجيا المبتدئة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المحركات الكفيلة بإيجاد الحلول المبتكرة والعملية التي يمكن أن تسهم في تحقيق النمو الشامل. وتُشكِّل الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم أكثر من 90 في المئة من مجموع الشركات في جميع أنحاء العالم، وتُمثِّل طريقاً للانعتاق من ربقة الفقر في العديد من البلدان النامية.
ويُتقن الشباب بوجه خاص استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ولهذا، ينبغي للقادة أن يستثمروا مواهب المبدعين منهم لكونهم يُشكّلون جزءاً من أكبر جيل من الشباب عدداً في التاريخ. وهُم كمُنظِّمي مشاريع حرّة يمكن أن يكونوا رواداً في مجال التكنولوجيا التحويلية، وأن يسهموا في خلق فرص العمل، وأن يجلبوا منافع لاقتصادات بأكملها.
وإنّي أدعو الحكومات والشركات وقادة المجتمع المدني إلى تطوير تكنولوجيات جديدة ذات تأثير اجتماعي دائم. فبإمكان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن تخلق مجتمعات أقدر على شمول الأشخاص ذوي الإعاقة. وبإمكانها أيضاً أن تُساعد الأطفال على التعلم وأن تُبقي كبار السن نشيطين. وبإمكان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كذلك أن تجمع الناس في جميع أنحاء العالم حول قضية مشتركة.
وفي هذا اليوم، اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات، دعونا نعقد العزم على تسخير قوة التكنولوجيا في خلق مستقبل أفضل للجميع.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 5001 - الإثنين 16 مايو 2016م الموافق 09 شعبان 1437هـ