مع ظهور النتائج النهائية لانتخابات جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، بفوز 8 من الأعضاء القدامى، ودخول 3 أعضاء جدد، فإن هذه الانتخابات تكتسب بعدا آخر غير انتخابات التأسيس بما فيها من تضامن لصالح بعض الأطراف، فالانتخابات الحالية إذا ما تم استثناء بعض التجاوزات، والوريقات التي مررت مطالبة بانتخاب بعض المرشحين، وسبغ بعض النعوت عليهم مثل «الإيمان» و«الجهاد»، ما أحدث غبنا في نفوس المرشحين الذين وجدوا أنفسهم خارج هذه المعايير مجهولة المصدر، إضافة إلى سلوك لجنة الانتخابات تجاه العملية الانتخابية، فإنها - أي الانتخابات - تمثل نسبة قد تكون صادقة أو شبه صادقة لتوجهات الجمعية العمومية، مع عدم وجود فرص حقيقية لاختبار المرشحين كافة، وخصوصا المرشحين الفائزين منهم. المهم في هذه الانتخابات أنها بلورت رؤية جمعية لكل المرشحين بضرورة إعادة الهيكل التنظيمي للوفاق ولو بنسب متفاوتة، ما يضع على عاتق مجلس الإدارة الجديد أن يوجد صيغة تطويرية لهذا الهيكل باعتباره أولوية أولى قبل كل الأولويات، وخصوصا أن مقترحا مثل «الهيئة الاستشارية» تم تقديمه لمجلس الإدارة منذ مؤتمر الوفاق الأول، ولم يستطع مجلس الإدارة السابق - الذي فاز غالبية أعضائه في المجلس الحالي - تنفيذه، وأرجأه كتوصية إلى المجلس الحالي. هناك مهمات أساسية أخرى أمام الوفاق، ومنها تحديد هويتها، بمعنى موقفها من (الجمهور - الرموز العلمائية الكبيرة - القوى المتحالفة معها) بناء على طبيعة دورها وموقعها من العمل السياسي في الساحة البحرينية، إضافة إلى ضرورة تبني شعار سياسي يتوافق واستحقاقات القرار السياسي للوفاق، وما يترتب عليه من خطاب سياسي وآليات عمل مختلفة عن المرحلة السابقة، فهذه أولويات يجب أن تكون حاضرة عند مجلس الإدارة الجديد، ومن الأفضل تحديدها من الآن في «بيان رؤية» مفصل لكل المهتمين بدور وموقع «الوفاق»، فهناك توافق على الدفع بـ «الوفاق» إلى الأمام
إقرأ أيضا لـ "سلمان عبدالحسين"العدد 500 - الأحد 18 يناير 2004م الموافق 25 ذي القعدة 1424هـ