كم هي كانت جميلة تلك الفتاة، ووجهها كدائرة القمر، في بداية ريعان شبابها، إذ كانت لا تتعدى الخامسة عشر ربيعا، ملتزمة بحجابها الشرعي، من أسرة محافظة بجميع مقاييسها، ولكن يبقى السؤال، ما الذي جعلها تصاحب رجلا أكبر من أبيها؟ ويصل فارق السن بينهما إلى ما يقارب 35 عاما أو اكثر. سؤال فتح نافدة للنقاش، ما الدافع الذي يجعل رجلا متزوجا ولديه الابناء بمرافقة فتاة في عمر ابنائه أو اصغر، وما الذي يجعلها هي كذلك مصاحبة لهذا الرجل. قد تكون الأسباب متعددة ومتشعبة تجعل من هذه الظاهرة الانتشار وبصورة فائقة في المجتمع. فقد تكون الأسباب من ناحية الفتاة، بأنها في مرحلة حرجة، متأزمة لا تقدر السيطرة على نفسها أو على مشاعرها فهي مراهقة، وفي أوجّ تفجر كيانها، فتكون داخل دائرة من العنفوان الناشط غير القادر على التماسك بنفسه. ومن ناحية أخرى فتكون الفتيات في مثل هذا العمر كل واحدة تمتلك بما يسمى الحبيب أو الصاحب، ففي جلساتهن كل واحدة منهن تحكي عن صاحبها، وما قال لها فقد تكون هي لا تمتلك رفيقا مثل باقي زميلاتها، فترافق أي سن كان، وذلك فقط حتى تشبع رغبتها الذاتية، فلا تبقى مختلفة عن باقي زميلاتها. أما الاكثر انتشارا فهو عدم التقارب بين الفتاة وباقي افراد اسرتها والتفكك الأسري، لا تعرف الفتاة أين تخرج كل ما في جعبتها ومَنْ يسمع آهاتها بعيدا عن أهلها؟ فيكون هذا الرجل بعيدا عن النظر إلى فارق سنه ملاذها الوحيد للإخراج ما فيها. وهو بدوره يستغل صغر الفتاة وعمرها وقلة تجاربها وعدم معرفتها بما يدور حولها للعب بمشاعرها وهي تصدق للمحدودية إتساع فكرها، وقد يسلبها حقها وهي تكون تحت ضغط نفسي وهي غير واعية.
ولكن كيف يمكن ان تفيق هذه الفئة من سباتها قبل أن تغدر بها ذئاب الشوارع الضالة، التي تستغل مشاعرها واللعب بعواطفها، فحذاري أيتها الفتاة من رجل يخلف وراء وجهه وحشا ناقضا وأنت وردة في بداية نموك، فيقطفك ويرميك كي يداس عليك. فحذاري أيتها الوردة من القطف
العدد 50 - الجمعة 25 أكتوبر 2002م الموافق 18 شعبان 1423هـ