أعلنت مبادرة «الفن جميل» و»مؤسسة كروسواي» بدء مشروع «رحلة الفن جميل إلى تركيا»، وهي الأحدث ضمن سلسلة من مبادرات التعاون الهادفة إلى منح الفنانين الشباب من منطقة الخليج الفرصة للعمل والسفر عبر الحدود الدولية ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" أمس السبت (14 مايو/ أيار 2016).
فقد بدأ أمس ستة مصورين شباب من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين، رحلة تستمر 11 يوماً إلى تركيا، سيقابلون ويتعاونون خلالها مع مصورين ومبادرات فنية محلية في إسطنبول وكبادوكيا وأنقرة. واختير المشاركون الستة من المصورين الفائزين في الدورات السابقة بجائزة الفن جميل للتصوير الفوتوغرافي.
وسيلقي الفنان المفاهيمي والمصور أورهان جيم شتين محاضرة خاصة في المشاركين ويشارك في مراجعة لملفاتهم الشخصية الفردية. ويمثل شتين رمزاً في التصوير منذ أواخر ثمانينات القرن العشرين، ويحاضر اليوم في جامعة باهتشيشيش وأكاديمية غَلَطة للتصوير الفوتوغرافي، إضافة إلى مزاولته لدوره كفنان وناقد.
وفي إسطنبول، سيزور المصورون الستة استوديو علي تابتيك، أحد أكثر الرموز إثارة للاهتمام في الجيل الحالي من فناني التصوير الفوتوغرافي في تركيا، بقائمة طويلة من المعارض المجمّعة والفردية والمنشورات والمقرات العالمية تحت اسمه. كما سيستمعون إلى حوارات مع مصورين فوتوغرافيين، وفنانين، وأمناء متاحف بارزين مثل سيفيم سانجاكتاش، وزينب بيلاش، وبيريل جوش، وأوزجة أورسوي، وبيكيم إكبارزادة في مؤسسات ثقافية من ضمنها متحف إسطنبول للفن المعاصر وساحة الجامعين (كوليكتور سبيس). ويقوم المشاركون برحلة تصوير إلى جزر الأميرات، مع أعضاء من مشروع مكتب جنيس أسي (GAPO).
ويسافر المصورون الشباب إلى كبادوكيا، حيث سيمنحهم المنظر البركاني الطبيعي إلهاماً وافراً، ولن يقل هذا الإلهام أثناء رحلة المنطاد لمشاهدة شروق الشمس وأثناء زيارات متحف جوريم المفتوح ووادي الزهور المشهورين. وتنتهي الرحلة في أنقرة، حيث ستشارك المجموعة في ورشة عمل خاصة للنشر على مدى ثلاثة أيام في كا أتوليسي، وهو المشروع المخصص لمساعدة المصورين الفوتوغرافين على تطوير ممارساتهم. ولن توثّق المنشورات التي سينتجونها الوقت الذي أمضوه في تركيا فحسب، بل سيستكشف محور هذا العام «الهجرة».
وأثناء «رحلة الفن جميل إلى تركيا»، سيتلقى المصورون الفنانة التشكيلية ميرفا أونسال، مرشدة المشروع لهذه السنة. وقال أونسال: «نحن نفسر الهجرة على أنها حالة وجود للمواطن المعاصر في هذا العالم وعلى أنها حالة مشحونة سياسياً تُميز منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا. ومن خلال المحور الرئيسي، سنلقي نظرة على التراث التركي بعد الحكم العثماني حيث صيغت هويات جديدة على مدار القرن العشرين والتفكير في كيفية استمرار تطور هذه الهويات حتى اليوم. بينما ستركز محاضرات الفنانين على المحور الرئيسي من خلال مناقشة بعض أشكال التعامل مع ظاهرة الهجرة، ستكون الجولة عبر المدن مستوحاة أيضاً من هذا المحور الرئيسي من خلال اكتشاف الأحياء الجديدة والقديمة على مر التحركات الحضرية المتغيرة».
وقال المدير الإداري لمؤسسة كروسواي، إيموجين وير : «إن اكتشاف مكان جديد مع أصدقاء جدد سيكون له حتماً تأثير إيجابي على المشاركين، على المستويين الشخصي والمهني. نأمل أن تترك هذه التجربة، التي تجمع ممارسين وعشاق لنفس المهنة في مثل هذا السياق الفريد، أثراً حقيقياً في أعمال المشاركين الموهوبين». وأضاف: «موضوع الهجرة ذو أهمية عاجلة غير مسبوقة بالنسبة للعالم، وبالنسبة لتركيا على وجه الخصوص، ولكن يمكن تطبيقه كذلك على مستوى شخصي بالنسبة لكلٍ من مشاركينا الذين يتمتعون بنطاق واسع من الجنسيات والخلفيات. وهو مزيج سيساهم في تفسير المجموعة للمحور الرئيسي».
واختير المشاركون الستة من بين قائمة منتقاة من 15 شخصاً من المصورين الشباب الواعدين الذين تقدموا للفوز بجائزة الفن جميل للتصوير الفوتوغرافي. وهم السعوديون أكرم الألمودي (31 سنة) ومحمد شبلي (25 سنة) وتيمة حازم (20 سنة)، والإماراتي مروان هرادي (20 سنة)، والبحرينية روان الحسيني (26 سنة)، والكويتية فرح سالم (24 سنة).
وقال رئيس مؤسسة جميل الدولية فادي جميل: «لم ينتقل الفنانون الذين شاركوا في رحلاتنا السابقة إلى البرازيل واليابان وأسبانيا والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة لعرض أعمالهم والمشاركة في منشورات مهمة فحسب، بل افتتحوا أعمالهم ومبادراتهم الخاصة كذلك. لهذا أنا متحمس للغاية لمعرفة كيف ستفتح هذه الرحلة الطريق أمام إمكانات المشاركين في رحلة هذا العام».