نجحت مجموعة كنسية في جمهورية الكونغو في تحقيق مفاجئة في ألمانيا.
ففي وطنهم الأم تمكن أتباع تلك الكنيسة بمدينة غوما من جمع أموال لمساعدة اللاجئين، لكن ليس في الكونغو، بل في ولاية زارلاند الألمانية.
كامبال كلومبيرو مارتن يسلم الظرف الصغير لأحدهم، ثم يتصافح المجتمعون فيما بينهم أمام عدسات كاميرا التصوير. الفخر يبدو على وجه هذا القس الذي يمثل مجموعة كنسية تابعة للطائفة المعمدانية في غوما بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
فقد تمكن من جمع 1000 دولار لم يسلمها هذه المرة لخدمة أشخاص في وطنه، بل لصالح لاجئين في ولاية زارلاند جنوب غرب ألمانيا.
ويقول كامبال كلومبيرو مارتن: "نحن أيضا نمر بأوقات عصيبة في بلدنا، لكننا نبقى على اتصال مع إخواننا وأخواتنا في زارلاند، لأنهم يساعدوننا في كل مرة عندما نواجه صعوبات، ولذلك فكرنا أنه لا يجوز لنا السكوت".
منذ 30 عاما تقيم مجموعته الكنسية شراكة مع الهيئة الكنسية البروتستانتية في غرب ولاية زارلاند حيث تم الاحتفال في أيار مايو بالذكرى السنوية بتلك الشراكة بإقامة قداس كنسي مشترك في عيد صعود المسيح عليه السلام.
مساعدة متبادلة في أوقات الأزمات 1000 دولار هي مبلغ مالي كبير في الكونغو حيث تقع مدينة غوما الكبيرة في شرق البلاد المتوترة بالأزمات.
فالسكان المحليون يعانون الفقر، والاقتصاد منهك، كما أن عقودا من تفشي أعمال العنف زجت بالمنطقة في الفوضى، ومئات الآلاف من البشر اختاروا طريق الهرب.
وكلها مشاكل لا يعرفها الكثيرون من سكان ولاية زارلاند التي تبعد بـ 9000 كيلومتر إلا من خلال الأخبار.
إحدى تلك الأنباء التي مازال الكثير من الناس يتذكرونها هي عندما تفجر في كانون الثاني يناير 2002 بركان نيرانغوغو في شرق الكونغو، وشكل ذلك أسوء كارثة طبيعية منذ سنوات في المنطقة.
سيل أسود من الحمم المنصهرة والممتدة عرضا بأمتار تدفق على امتداد كيلومترات في اتجاه مدينة غوما وأدى إلى تدمير العديد من القرى وخلف خسائر في أجزاء واسعة بالمدينة.
400 ألف نسمة أجبروا حينها على الفرار، وفي تلك اللحظة قدم سكان ولاية زارلاند المساعدة ببناء كنائس ومدارس وتحسين شبكة توزيع المياه.
أموال لصالح نساء فارات لم يكن أحد يتوقع رد الجميل بهذه الطريقة، خاصة في شكل تبرع بالمال.
ويقول رئيس المجموعة الكنسية في زارلاند كريستيان فاير الذي تلقى التبرع: "إنني سعيد، وفي آن واحد خجلان. قدمنا دوما المساعدة بكل سرور. هناك حاجة كبيرة في الكونغو. لكنني أعتقد أن شركاءنا يعبرون بهذه المبادرة عن شيء من الكرامة التي يقحمونها في شراكتنا، عندما يقولون: نعم نحن نرى أيضا حاجياتكم، ونقدم لكم مرة مساعدة مادية".
ويتوقع أن يستفيد مشروع نسائي من ذلك المبلغ المالي يحمل اسم "نور" في مركز إيواء اللاجئين ببلدة ليباخ حيث يمكن لجميع النساء من مختلف الجنسيات الحصول على الاستشارة، مثلا عندما يسقطن ضحية لأعمال عنف. ويمكن مرافقتهن هناك إلى الطبيب أو إلى الإدارة.
كما أن بعض العاملين في المشروع يقدمون دروسا في اللغة. وتقول أبغاييل كافوغو، عضوة المجموعة الكنسية في غوما: "عندما تحدث كوارث، فإن النساء هن اللاتي يتألمن بوجه خاص. وتُعد الكونغو إحدى أخطر المناطق في العالم بالنسبة إلى النساء، إذ يتم اختطافهن في مناطق الاقتتال واغتصابهن وبتر أعضائهن، وبالتالي فإن كافوغو ترحب بكيفية استخدام المبلغ المالي المتبرع به لصالح نساء في ليباخ الألمانية.
.. كل ما قالوا في البلد الفلاني في بلوة لو مصيبة قالوا عجل لو يشوفونا ما يفكرون الا في روحهم