نبارك بداية لجماهير نادي المنامة العريقة وجميع منتسبيه ولمجلس الإدارة التتويج المستحق ببطولة دوري زين البحرين لكرة السلة واحتكار جميع المسابقات المحلية هذا الموسم.

سلة المنامة أظهرت بحق قوتها ومعدنها الأصيل وكانت قادرة بتكاتفها على إدارة دفة النهائي بعد الخسارة الأولى إلى تحقيق الانتصار في المباريات الأربع اللاحقة.

لا يشك اثنان على القيمة الفنية العالية لسلة المنامة كما يقدر الجميع دور إدارتها في بناء هذا الفريق المتكامل والعمل الاحترافي الموجود على صعيد اللعبة بشكل لا يقارن في بقية الأندية.

كما يحسب لإدارة المنامة تميزها في الجانب الاستثماري وفي البناء الاقتصادي للنادي وفي قدرتها على تهيئة البنية التحتية اللازمة من صالات ومرافق توفر بيئة رياضية مثالية.

أمام كل ذلك التميز يستوقفني دائماً فرط الحساسية الموجودة لدى الإدارة وتحديداً لدى رئيس النادي الأخ زهير كازروني ورئيس جهاز كرة السلة الكابتن نوح نجف والتي لا تتناسب مع مستوى العمل الاحترافي الموجود في النادي.

الحساسية المفرطة هذه تغلب العواطف في الكثير من الأحيان ما يؤدي إلى تحويل الخلاف المهني إلى خلاف شخصي بشكل يزيد من نسبة التوتر داخل وخارج النادي، وهو ما نقله لي الكثير من العاملين من مدربين ولاعبين وإداريين.

هذه الحساسية تعتبر السلبية الأكبر التي تعيق العمل وتمنع الانطلاق والتطور لأن كل كلمة محسوبة وكل همسة محط مراقبة ما يخلق أجواءً غير صحية تؤثر على مستوى الابداع.

هناك حساسية مفرطة أيضاً تجاه وسائل الإعلام المختلفة ونظرة عدائية لها باعتبارها غير محبة عاطفياً للنادي، وبالتالي يتم تفسير كل خبر ومقال بصورة عاطفية وبصورة شخصية مبالغ فيها.

الإدارة تعتقد أن الصحافة تبحث عن إثارة المشاكل في سلة المنامة وهو اعتقاد خاطئ، فالصحافة تنقل الخبر وتسكت عن كثير من الأخبار والتفاصيل، فليس الصحافة من اختلق مشكلة اللاعب حسن نوروز ومدرب الفريق سام فينسنت وإنما جمهور المنامة من سبق الصحافة لرفع صور اللاعب والهجوم على المدرب، والصحافة نقلت باقتضاب دون بحث ما وراء الخبر وهو من مهماتها الأصيلة، وليس الصحافة من اختلقت خبر سفر سام فينسنت ثم إقالته وتعيين سلمان رمضان ثم استقالته وغيرها الكثير.

المسكوت عنه أكثر مما ينشر ويقال سواء داخل الإدارة أو داخل الفريق أو العلاقة بين الجماهير والإدارة وتأثيرات الإدارات السابقة وأسباب ابتعاد الكثيرين، وفي ظل حالة التكتم والعدائية تنتعش بيئة الإشاعات.

شخصياً تعجبت كثيراً من هجوم رئيس النادي على تطرقي لخبر استغناء المنامة عن محترفه تيرينس وليامز وبدء مفاوضة محترف الحالة لورنوودز، كما تعجبت من تهجم رئيس جهاز السلة علي عند مروري على غرفة تبديل اللاعبين بين شوطي المباراة النهائية الثانية ضد الأهلي حينها طلبت منه الهدوء والتركيز في المباراة وترك أي حديث لما بعد اللقاء فالمباراة أهم من أي مناوشات فردية.

شخصياً لم أحبذ التطرق لأي من هذه المواضيع وغيرها فترة لعب المباريات النهائية لعدم حرف التركيز، وبعد تتويج المنامة فكل ما أتمناه هو تقليل نسبة الحساسية وتقليل الإدارة العاطفية.

على مدار 12 عاماً من تغطيتي لكرة السلة البحرينية تعاملت مع الأخ زهير كازروني في محطات كثيرة ومع الكابتن نوح نجف لاعباً وإدارياً للنادي والمنتخبات وهذه العلاقة الشخصية منفصلة عن العمل المهني ويجب أن لا تمنع الانتقاد أو تناول مختلف الأخبار.

إدارة المنامة تعاقب عليها الكثيرون وفترة وجود الرئيس عبدالكريم السيد والأخ فؤاد العباسي كانت النتائج سيئة بعض الأحيان والانتقادات كثيرة غير أن التعامل الإداري الاحترافي وفصل العواطف عن العمل المهني والشفافية كان العنوان الأبرز لهذه العلاقة ما يبرز القيمة العالية للأفراد والمؤسسة.

سلة المنامة بعد 4 مواسم من السيطرة المطلقة محلياً أعتقد أن الوقت قد حان لتقليل الحساسية والبعد عن الإدارة العاطفية وفصل العمل المهني عن العلاقات الشخصية وترك المساحة للعاملين للإبداع بأريحية ودون ضغوط مكبلة.