يوم أمس اشتكى مواطنون من انتشار البعوض بأحجام مختلفة، وبصورة ملفتة في محيط ساحل أبوصبح والمدارس القريبة منه؛ كمدرسة الدراز الابتدائية للبنات ومدرسة جابر بن حيان الابتدائية للبنين، والمنازل القريبة. هذه المشكلة متكررة في عدّة مناطق من البحرين، وقد اشتكى أهالي قلالي من انتشار قوارض وحشرات، كما اشتكى أهالي الحنينية والبديع والنعيم والديه والمقشع ودمستان ومنطقة اللوزي وغيرها من المناطق من انتشار البعوض والحشرات بصورة ملفتة.

لعلَّ تغيُّر الجو وازدياد الحَرّ ساهما في هذه الظاهرة، ولكن أيضاً هناك عمليات الردم، والتخلص من مياه المجاري ورمي المخلفات التي تُحوِّل عدّة مناطق إلى مستنقعات رثة تمتلئ بالأوساخ والطحالب والبعوض والروائح النتنة ونفوق الأسماك والطيور. ونشرت «الوسط» تصريحات لأولياء الأمور عن آثار البعوض على أجساد الأطفال بشكل كبير وطالبوا الجهات المعنية باتخاذ التدابير اللازمة.

عضو المجلس البلدي للمنطقة الشمالية فاطمة القطري قالت إنها «تلقّت العديد من الشكاوى خلال الأيام القليلة الماضية نظراً لانتشار البعوض بشكل مرعب في ساحل أبوصبح والمجمعات القريبة منه»، وقالت إنها خاطبت بلدية المنطقة الشمالية لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن ذلك، كما خاطبت وزارة الصحة لتقوم برش الساحل بالمبيدات للقضاء على البعوض المنتشر.

لعلَّ الأمر المستجد مع تغيُّر الفصول هذا العام هو وصول البعوض إلى مناطق لم تعهدها من قبل، وذلك لعدّة أسباب؛ منها رمي مياه الصرف الصحي وتكوين مستنقعات وعدم وجود منفذ للمياه بسبب الردم، مما يكرر مشكلة خليج توبلي الذي تحوَّل من جنّة بيئية كان يتغنى بها شعراء القرون الماضية إلى منطقة لا يودُّ المرء أن يتواجد فيها باستمرار. إنّ المسئولية مشتركة وتقع على الجهات البلدية والصحية والبيئية التي يمكنها مكافحة انتشار الحشرات وحماية الناس من لسعات البعوض التي قد تحمل معها جراثيم مُضرّة بالصحة.