في (26 ابريل / نيسان 2016)، أعلنت حكومة دبي استراتيجيَّة جديدة لتطوير نقل «ذاتي القيادة»، للمحافظة على البيئة، وزيادة إنتاجيَّة الأفراد، وتقليص الازدحامات... والخطة تطمح إلى أنه وبحلول العام 2030 ستكون ربع رحلات التنقُّل في دبي ذكيَّة ومن دون سائق. وعلى أساس ذلك، فمن المتوقع أَنْ تطرح دبي مناقصة عالميَّة للشركات ومراكز الأبحاث والتطوير لتطبيق هذه الفكرة في شوارعها.

من جانب آخر، فانَّه بعد عشر سنوات من الآن، فإنَّ العديد من المُدن العالميَّة والمتطوِّرة ستتواجد فيها سيارات وحافلات ذاتيَّة الحركة بصورة واضحة... كما أنَّ 10 في المئة من الملابس التي سيلبسها الناس ستكون ذكيَّة ومرتبطة بالإنترنت، كما ستتحوَّل الصيدليَّة إلى الإدارة الذاتيَّة عبر روبوت يخدم الزبائن، كما ستكون السيارات مصنوعة - أكثرها - من الطباعة ثلاثية الأبعاد، كما أنَّ العديد من السلع المتوافرة في السوق (ربما 5 في المئة) سيتمُّ إنتاجها بحسب الطلب عبر الطباعة ثلاثيَّة الأبعاد، كما ستتمُّ زراعة كبد في جسم إنسان، وهذا الكبد سيكون من صناعة الطباعة ثلاثية الأبعاد، كما أنَّ نصف أجهزة المنازل ستكون مربوطة بإلانترنت، وسيتحكم بها أصحابُها عن بُعد، كما أنَّ مساحات من المُدن التي تعتمد التكنولوجيا الذكيَّة ستكون خالية من إشارات المرور، وأنَّ مجالس الإدارة سيوظفون روبوتاً عضواً في المجلس يبدي رأيه ويصوّت لصالح الاستثمارات والقرارات المهمَّة، كما أنَّ معظم المرضى ستكون ساعاتُهم وأجهِزتُهم مربوطة بأجسامهم وبالمستشفيات، وهذه الأجهزة ستبعث برسائل إلى أقرب مستشفى - في حال احتاج الانسان إلى علاج طارئ - مع تشخيص كامل للحالة المرضيّة وللعلاج المقترح... الخ.

هناك الكثير من التطوُّرات العلميَّة التي تتسارع لتحقيق هذا التحوُّل الكبير في العالم، وهناك اختراقات كبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، الحوسبة الكميَّة، والروبوتات، والطاقة النَّظيفة، وهندسة الجينات، وغيرها من المجالات التي ستعيد تشكيل الحياة من كل جانب، وهذه التقنيَّات الجديدة، ستزيل الحدود بين الناس (الجينات والبيولوجيا)، والإنترنت، والأشياء.

في قلب هذه المعادلة تقع البيانات الكبيرة (Big Data) المتواجدة على شبكة الإنترنت وداخل الأجهزة المترابطة، وكميَّات البيانات هذه تنمو بمعدل 40 في المئة سنويّاً (بحسب تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي)، وهذه البيانات ستزيد 50 مرَّة بحلول العام 2020. كما أنَّ استخدام الهاتف المحمول سيجعل أحجام البيانات الشخصيَّة أكبر بكثير من حجمها الحالي، والبيانات العلميَّة والصناعيَّة تنمو بشكل أسرع، وتُقدِّر المصادر المتخصّصة أنَّ هناك حاليّاً حوالي 4.9 مليارات جهاز مُتَّصل بالإنترنت، وهذه الأجهزة تشمل منتجات من السيارات والمنازل، والأجهزة والمُعدَّات الصناعية وغيرها.

هذه الموجة من البيانات الكبيرة ستجلب تحديات وفرصاً في كل شيء، في النقل والزراعة والصناعة والخدمات، والسكن والصحَّة، وفي كل مجالات الحياة. وعليه، فإنّ هناك حكومات، من بينها حكومة دبي، أطلقت خططها للتحول الرقمي، وهو توجه يختلف عن الخطط السابقة التي كانت تركّز على تسريع الخدمات الكترونيّاً؛ لأن المستقبل سيتحوَّل جذريّاً عمَّا نشهده الآن.