حظيت زيارة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لجمهورية مصر العربية بتغطية إعلامية ضخمة واهتمام سياسي غير مسبوق من كافة القطاعات الاعلامية على مدى 9 أيام متواصلة، أكدت اهتماما منقطع النظير بالزائر، وترقبًا كبيرًا للزيارة وتفاؤلاً بما سيتمخض عنها من نتائج... فتابعت وسائل الإعلام المصرية والعربية والمحلية البحرينية ووكالات الأنباء العربية وكبرى وكالات الأنباء العالمية كـ "رويترز" ووكالة الأنباء الفرنسية والألمانية أخبار الزيارة منذ أعلن عنها، وتابعت النتائج الكبيرة لها، مؤكدة عمق العلاقات بين مملكة البحرين ومصر قيادة وشعبًا... منوهة إلى الشكر والعرفان من الشعب المصري للدعم الكبير الذي قدمه جلالة الملك حتى تستعيد مصر أمنها واستقرارها في هذا الظرف التاريخي الصعب الذي تواجهه الأمة العربية.

وفي إحصائية كمية قامت بها وكالة أنباء البحرين وجدت أن كم التغطيات الإعلامية التي وردت في وسائل الإعلام المختلفة البحرينية والمصرية والعربية ووكالات الأنباء والفضائيات العربية والعالمية لزيارة جلالة الملك لمصر تجاوز الـ 839 تغطية تنوعت ما بين الأخبار والتقارير والحوارات والندوات والمقالات والتحقيقات.

ونشرت وكالة أنباء البحرين 63 مادة صحافية بين اخبار وتقارير وحوارات صحافية و112 صورة صحافية، فيما نشرت الصحافة العربية اكثر من 294 خبرًا، بينما نشرت الصحافة الخليجية أكثر من 40 خبراً، وبثت وكالات الانباء العالمية 12 خبراً رئيسيا، وبثت القنوات العربية اكثر من 30 خبراً، فيما قام تلفزيون البحرين ممثلا بمركز الأخبار ببث اكثر من 70 مادة تضمنت تقارير اخبارية وبرامج حوارية، واستضافات عبر الستالايت بالإضافة الى المداخلات الهاتفية، وقد تمت تغطية مباشرة لمراسم وصول واستقبال جلالة الملك والتوقيع على مذكرات التفاهم والاتفاقيات استمر الى 3 ساعات مباشرة، كما تم إعداد وتقديم برنامج يومي بث على مدى 3 ايام من الوفد الإعلامي المرافق من القاهرة مباشرة، الى جانب تغطية إذاعة البحرين لمختلف فعاليات زيارة جلالة الملك عبر بث مختلف الاخبار الرسمية للزيارة، وقامت الصحف المحلية البحرينية (الأيام، أخبار الخليج، الوسط، الوطن، البلاد، غلف ديلي نيوز، ديلي تربيون) بتغطية موسعة للزيارة بما يتجاوز 350 خبراً.

وتناولت الاخبار والتقارير والمقابلات في ثناياها العديد من الرؤى حول مستقبل العلاقات البحرينية المصرية والعربية العربية والتي يمكن حصرها فيما يأتي:

أولاً ـ الإشادة والتقدير للوقفة الخالدة لجلالة الملك تضامنًا مع مصر، فلم ينسَ الشعب المصري هذه الوقفة القوية لجلالته دعمًا لمصر واستقرارها وبادله حبًّا بحب حيث رصدت وسائل الإعلام الاستقبال الحافل لجلالته والترحيب الكبير به منذ وطأت قدماه أرض مطار القاهرة فلم يكن الاستقبال عاديًّا بل بدت مشاعر الحب والتقدير لجلالة الملك مع كل خطوة كان يخطوها في زيارته والتي كان منها منح جلالته قلادة النيل التي تعد أعلى وسام مصري.. ولم تكن هذه الحفاوة في وسائل الإعلام التقليدية فقط بل امتدت إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي رحبت بحماس بزيارة جلالة الملك واشتعل موقع تويتر بالهشتاجات التي تعبر عن حب كبير من الشعب المصري للزائر الكبير.

وشددت وسائل الإعلام على أن هذه الحفاوة البالغة هي أقل ما يمكن تقديمه لجلالة الملك الذي ساند الشعب المصري وقت الشدة، ووضع إمكانيات بلاده كلها في خدمة مصر، وأعلن وقوف مملكة البحرين إلى جانب رغبات الشعب المصري وتطلعاته. وانعكست هذه الحفاوة على وسائل الإعلام التي تميزت تغطيتها للزيارة بأنها كانت متميزة ومكثفة.

وأبرزت وسائل الإعلام في هذا الصدد أن جلالة الملك كان أول زعيم عربي يزور القاهرة دعماً لخيار الشعب المصري وإرادته الحرة وتنفيذ خارطة المستقبل، كما ترأس جلالته وفد المملكة في مؤتمر شرم الشيخ الدولي لدعم وتنمية الاقتصاد المصري منتصف (مارس/ آذار 2015)، إلى جانب حرص جلالته على حضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، مؤكدة أن ذلك له دلالة واضحة لمدى الحب الذي يكنه جلالة الملك لمصر وشعبها.

ثانيًا ـ اهتمت وسائل الإعلام بالتأكيد على العلاقات الثنائية الوطيدة والمتجذرة منذ القدم بين مملكة البحرين ومصر والتي زادت وتيرتها مع تولي جلالة الملك الأمانة العام 1999، فأشارت الصحافة وقنوات التلفزة المصرية والعربية ووكالات الأنباء العالمية إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين قوية ومتميزة، حيث سارت طوال تاريخها في اتجاه واحد من التعاون والتفاهم والتنسيق المشترك بعيدًا عن أي خلافات ولله الحمد، فالبحرين تدرك أهمية مصر، وأنها مركز الثقل للعالم العربي، كما أن مصر تدرك جيدًا أن مملكة البحرين هي البوابة الشرقية للعالم العربي، وأن أمنها واستقرارها ضرورة استراتيجية كبرى ومن هنا جاءت تصريحات الرئيس المصري وكبار المسئولين ورموز الشعب المصري مؤكدة على رفض التدخل في شئون مملكة البحرين ووقوف مصر الدائم بجانب المملكة ضد أي تهديدات خارجية.

وساعد هذا الفهم المشترك لأهمية أمن واستقرار البلدين في أن تسير العلاقات بشكل جيد وخصوصا أن البلدين ينتهجان سياسة خارجية تقوم على التعاون وتؤمن بالحوار ونبذ العنف في علاقتهما مع كافة دول العالم وهو ما أكدت عليه مختلف وسائل الإعلام المصرية.

ثالثًا ـ تركز الاهتمام الإعلامي البالغ بالزيارة على المحبة والتقدير الذي يكنه الشعب المصري لمملكة البحرين، وتجسدت هذه المشاعر العميقة في رؤى مختلف الفعاليات السياسية للزيارة فقد أسهبوا - على اختلاف مشاربهم - في عبارات الحب والمودة والعشق لمملكة البحرين معبرين عن رؤيتهم لها والتي تكونت خلال زيارتهم للبحرين أو لقاءاتهم مع المواطنين البحرينيين. وأشار الكتاب والمحللون والنواب وغيرهم من كافة شرائح المجتمع المصري إلى ما لمسوه من طيبة الشعب البحريني وأنه شعب مثقف حضاري يمتلك مشروعًا إصلاحيًّا عظيمًا خطه جلالة الملك وانتقل بالبحرين لتكون دولة عصرية ونموذجاً يحتذى به بين الدول حتى صارت مركزا ماليًّا وتجاريًّا يشار إليه بالبنان.

رابعًا ـ كثفت وسائل الإعلام من تناولها للعوائد الكبيرة الإيجابية للزيارة على توطيد العلاقات البحرينية المصرية والعربية العربية في جميع المجالات حيث رصدت خطوة بخطوة تحركات جلالة الملك وما نتج عنها من عوائد كبيرة للبلدين والأمة العربية كلها وأبرزها اللقاءات الهامة لجلالة الملك مع أخيه الرئيس المصري وما صدر بشأنها من تصريحات، إلى جانب المؤتمر الصحافي للزعيمين العربيين الكبيرين كما رصدت زيارات جلالة الملك لمؤسسة الأزهر الشريف والكاتدرائية المرقسية وإلى القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية ودلالاتها.

كما حرصت وسائل الإعلام على إجراء اللقاءات والندوات والأحاديث الصحافية والحوارات مع مسئولي البلدين وأعضاء السلطة التشريعية الذين تحدثوا باستفاضة عن أهمية الزيارة والعوائد الكبيرة التي ستنتج عنها لصالح الشعبين الشقيقين والأمة العربية كلها، كما ضجت الصحافة المصرية بمقالات كبار الكتاب الذين عددوا الفوائد التي تمخضت عنها الزيارة الكبيرة لجلالة الملك لمصر.

إلى جانب ذلك رصدت وسائل الإعلام المشاريع الضخمة والاتفاقيات التي تم توقيعها بين مملكة البحرين ومصر والتي تعدت العشرين اتفاقًا، وشملت مختلف الجوانب الاقتصادية والسياسية والإعلامية والثقافية والصحية والبيئية...

ففي الجانب الاقتصادي، تناولت ما تم إقراره من اتفاقيات اقتصادية والتي ستضخ المزيد من الاستثمارات البحرينية إلى مصر والتي هي في أمس الحاجة إلى مثل هذه المشروعات حتى يستعيد اقتصادها الوطني عافيته وخاصة بعد الإجراءات الإصلاحية التي نفذتها الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية. إلى جانب توقيع اتفاقية بشأن تجنب الازدواج الضريبي واتفاقية الملاحة البحرية التجارية.

وفي الجانب الدبلوماسي تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين المعهدين الدبلوماسيين التابعين إلى وزارتي الخارجية بالبلدين. وفي الجانب الصحي أشارت إلى توقيع البلدين بروتوكولا للتعاون يتضمن استقدام أطباء واستشاريين من مصر في تخصصات مختلفة للعمل بدولة البحرين بما يدعم تقديم خدمات علاجية وطبية متميزة للمرضى، مؤكدة حرص مصر على دعم فرص التكامل والتعاون الصحي مع البحرين.

وفي الجانب الدعوي أشارت إلى البرنامج التنفيذي للشئون الإسلامية الذي وقعه وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة مع نظيره المصري يهدف إلى التعاون والتنسيق لنشر الفكر الإسلامي الصحيح ومراجعة الفكر المتطرف والعمل لنشر صحيح الإسلام وحضارته الراقية من خلال تبادل الخبرات والمطبوعات وإيفاد الأئمة والقراء والمشاركة في المؤتمرات والندوات الإسلامية بالبلدين.

وفي الجانب الثقافي غطت وسائل الإعلام توقيع البلدين البرنامج التنفيذي في المجال الثقافي بين البلدين والذي يشمل التعاون في العديد من المجالات الثقافية، منها مجال ترميم الوثائق وتبادل الخبرات في الإدارة الثقافية، بالإضافة إلى المشاركة في الفعاليات الثقافية المقامة في كلتا الدولتين وإقامة أسابيع ثقافية متبادلة.

خامسًا ـ ركزت تغطية وسائل الإعلام المصرية والعربية والعالمية على أهمية الزيارة في تدعيم العمل العربي المشترك، فقد ربطت بين الزيارة الكبيرة لجلالة الملك والزيارتين اللتين سبقتها لكل من عاهل المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهد أبو ظبي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد.

وأشارت إلى أن الزيارات الثلاث تصب في دعم مصر واستقرارها رغبة في إحياء العمل العربي المشترك.

وأشار العديد من النواب المصريين وكبار الكتاب الذين تناولوا الزيارة إلى الحس العروبي القوي لجلالة الملك ودعمه بقوة للوحدة العربية لدرء المخاطر التي تتعرض لها الأمة قاطبة، مدللين على ذلك بالاجتماع الذي عقده جلالته مع أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي والأمين العام المنتخب أحمد أبو الغيط وكذلك دعم جلالته القوي لإنشاء قوة عربية مشتركة.

إن هذه التغطية المكثفة لزيارة جلالة الملك لمصر كانت تأكيدًا على أهمية الزيارة الكريمة سواء من حيث التوقيت أو الموضوعات أو النتائج، وأبرزت ما يمتلكه جلالته في قلوب المصريين من محبة كبيرة وتقدير بالغ لدور جلالته الوطني والعروبي القوي وسعيه الحثيث نحو حماية الأمة العربية مما تواجهه من أخطار عن طريق لمِّ الشمل وتدعيم أواصر العلاقات العربية... هذه المحبة وهذا التقدير عبر عنهما الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والمسئولون المصريون وأعضاء مجلس النواب الأفاضل وقيادات المجتمع المدني والكتاب والمفكرون ورجال الدين الإسلامي والمسيحي وهو ما شهد تغطية واسعة من وسائل الإعلام يستحق معها وصف الزيارة الكبيرة لجلالة الملك بالتاريخية التي تؤذن بميلاد فجر عربي جديد يعم ضياءه الأمة العربية كلها.

وفق الله جلالة الملك لما فيه خير البلاد والعباد، والأمة العربية والإسلامية، وسدد على طريق الخير خطاه.