موسيقى الجاز ليست مجرّد موسيقى عادية، بل موسيقى تنطوي على رسالة سلام عالمية تنسجم فيها الإيقاعات والمعاني، وتحمل قِيماً مهمة للناس كافة رجالاً ونساء، وتتيح فرصاً فريدة للتفاهم عن طريق الاستماع واللهو والارتجال. وقد ألهمت هذه الرسالة العالمية الموسيقيين والشعراء والرسامين والكتاب في جميع أرجاء العالم، فذكّرتنا بأن الثقافة أكثر بكثير من مجرد تسلية، فالثقافة مرآة الروح، وهي الحلّة التي نكسو ﺑﻬا أغلى ما لدينا.

ولذلك أعلن المؤتمر العام لليونسكو يوم 30 نيسان من كل عام يوماً دولياً لموسيقى الجاز.

وتبيّن موسيقى الجاز قدرة الموسيقى على إحلال السلام والجمع بين الناس من شتى الثقافات والفئات الاجتماعية. فقد وُلدت موسيقى الجاز من رحم مزيج رائع من شعوب وثقافات إفريقيا وأوروبا والكاريبي.

وجسّدت موسيقى الجاز الشجاعة التي تمخضت عنها حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأميركية، ومازالت مصدر إلهام لملايين الأشخاص الذين ينشدون الحرية ويناضلون من أجل احترام الإنسان، وصون كرامته في جميع أرجاء العالم.

وسيبدأ الاحتفال باليوم الدولي لموسيقى الجاز لهذا العام في واشنطن العاصمة، مسقط رأس الملحّن الكبير ديوك إلينغتون، بحفلة موسيقية فريدة تحييها ثلّة من كبار الفنانين في البيت الأبيض برعاية رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما وعقيلته ميشيل أوباما. وﺑﻬذا يُعيد اليوم الدولي لموسيقى الجاز هذه الموسيقى إلى موطنها بعدما جال ﺑﻬا في مشارق الأرض ومغارﺑﻬا. وسيتواصل الاحتفال باليوم الدولي لموسيقى الجاز بعد ذلك في المئات من المدن في جميع أرجاء المعمورة. ويبيّن هذا الأمر مجدداً قدرة موسيقى الجاز على تحقيق الوحدة العالمية.