الحياة من دون سكر مستحيلة، فالسكاكر على أنواعها هي الوقود الذي تستخدمه الخلايا في توليد الطاقة، وتدخر ما يزيد في صورة الدسم. وتعد الحمية الغذائية غير المتوازنة، ذات نسبة السكريات العالية، من أبرز أسباب فرط مستويات االسكر في الجسم والممهدة لنشوء السكري المكتسب، وفق ما نقلت صحيفة "الراي" الكويتية أمس الخميس (28 أبريل/ نيسان 2016).
فكيف يصبح بمقدورنا عدم تناول السكر الزائد؟
ربما كان الإقلاع عن تناول السكر بإفراط شبيها بالإقلاع عن التدخين، إذ كثيرا ما يتبدى الأمر سهلا للوهلة الأولى، ليتبين لاحقا انه ليس كذلك. البعض يذهب إلى كونه نوعا من الإدمان الفيزيائي، تصاحب الإقلاع عنه أعراض انسحاب، تماما كما لدى المدمن. ومما لا شك فيه، هو أن لكل منا تجربته في الإقلاع عن السكر.
فمن منا لم يصابر أشهرا على قطيعة السكر، وكم من عزيمة تكسرت عند رؤبة قالب من قوالب الشوكولا الساخنة، هنا خطوات قد تفيد العازمين على تقليل السكر:
أولاها الابتعاد عن قطع وعود مع نفسك من قبيل «كلا، لن أتناول هذا أبدا» وهي التي عرف عنها مرارة خرقها وعدم الالتزام بها. إذ كثيرا ما نحاول التخفيف عن يأسنا وأسانا بأي شيء أوله قطعة أخرى من الحلوى. وقد يكون من المفيد هنا إبدال صيغة النفي القطعي بصيغة تحمل طابع التخيير، كأن تقنع نفسك بأن اختيارك وقع على شيء آخر. مثال ذلك كأن تتأمل في الشوكولا التي أمامك والتي تتمنى التلذذ بطعمها فتختار الرشاقة، لتترك خيار الشوكولا لغير مرة.
ألا تنتظر يوما معينا لتبدأ بالإقلاع عن السكاكر: ما يعني أنك وإن اتخذت قرارا بالإقلاع عن السكر فحاول التقيد به مباشرة. هكذا فإن جاء قرارك مساء الثلاثاء كان به، فأنت لا تتناول السكر بدءا من مساء الثلاثاء. وبطبيعة الحال، يمكن اختيار لحظة مفصلية عند الرغبة. ومثالها لدي هو رحلة قمت بها على متن طائرة، حيث قررت وقبل الصعود أن إجازتي الحالية يجب أن تخلصني من السكر طالما كانت إجازتي الماضية قد «خذلتني» في ذلك.
ومن نجاح الإقلاع عن السكر عدم الإبقاء على ما يحتويه في البيت: إذ يجب ضمان عدم الاستسلام لرغباتك، كأن تشعر مثلا بأن فنجان القهوة أوالشاي اللذين تتنوالهما تنقصهما الكعكة التي جلبتها معك إلى البيت.
التمهل والتأمل ولو كان لـثوان فقط من الأمور الضرورية أيضا: فالتأمل يمنحك فرصة تفويض نفسك في استعدادها التضحية بمجهود صبر وإقلاع دام أسبوعين لجهة رغبة آنية يترتب عليها العودة من الصفر مجددا.
وانطلاقا من أهمية الدعم والتأييد المعنويين في هذه المرحلة، فمن الضروري وضع من تثقون بهم في صورة مخططاتكم وآمالكم المعلقة بها. كما لا ضير من تناول الفاكهة واحتساء البيبسي لايت أو الكوكا كولا زيرو عندما الشعور بالحاجة للسكر لدرجة لا تطاق مع وجوب الحذر من مضار الأسبارتام (المحلي الذي ينوب محل السكر في المشروبات الغازية). التعامل مع المأكولات الضارة على أنها غير لذيذة من القواعد المهمة عند الإقلاع عن السكر.
لما كان عدم الاعتدال أساس أغلب مشكلاتنا الغذائية وتبعاتها العضوية، كما هو الحال مع السكر، فقد توجب علينا تصحيح الأمر عملا بمقولة أن خير الأمور أوسطها. بحسب «روسيا اليوم».