لا يزال سوء التغذية موضوعا بالغ الخطورة في كوريا الشمالية التي يحتاج أكثر من ثلاثة ارباع سكانها الى مساعدة انسانية بأي شكل من الاشكال، كما اكدت الامم المتحدة اليوم الخميس (21 أبريل / نيسان 2016).
ورغم الجهود الوطنية لبلوغ الاكتفاء الذاتي الزراعي، لا تنتج كوريا الشمالية الكميات الكافية لتأمين الغذاء لشعبها، كما تقول وكالات الامم المتحدة الموجودة في كوريا الشمالية في تقرير بعنوان "جمهورية كوريا الشعبية 2016: حاجات واولويات".
وقد تفاقم وضع 25 مليون كوري شمالي من جراء موجات الجفاف التي قلصت مردود المحاصيل في العام الماضي.
وجاء في التقرير ان "أكثر من ثلاثة ارباع الشعب يواجهون وضعا غذائيا غير آمن". واضاف ان "حوالى 18 مليون شخص يحتاجون الى شكل من اشكال المساعدة الانسانية".
وأعرب معدو التقرير عن اسفهم بالقول ان "الوضع الانساني (في كوريا الشمالية) ما زال غائبا الى حد كبير عن الاهتمامات العالمية".
وما زال سوء التغذية مشكلة حقيقية لدى النساء والاطفال الذين تقل اعمارهم عن خمس سنوات. ويعد سوء التغذية احد ابرز اسباب الوفيات والامراض لدى النساء والاطفال، كما جاء في التقرير.
واكد تقرير اعدته منظمة الامم المتحدة للتغذية والزراعة العام 2015 حول انعدام الامن الغذائي في العالم ان نسبة الكوريين الشماليين الذين يعانون من سوء التغذية بلغت 41،6% خلال الفترة 2014-2016، في مقابل 35،5% للفترة 2005-2007.
واوضح التقرير ان الانتاج الزراعي يعرقله في كوريا الشمالية نقص الاراضي الصالحة للزراعة وتراجع خصوبة الاراضي بسبب استغلالها الكثيف، ونقص البزور والمبيدات والاسمدة الجيدة النوعية.
وقد شهدت كوريا الشمالية التي تراجع اقتصادها وزراعتها بعد عقود من الادارة الكارثية والموارد المخصصة للبرنامج النووي، مجاعة قاتلة في النصف الثاني من التسعينيات. فقد توفي مئات الاف الاشخاص آنذاك، كما ذكرت منظمات غير حكومية.
وتقلصت كثيرا المساعدة الدولية من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية خصوصا بسبب التوتر الناجم عن البرامج النووية والصواريخ البالستية الكورية الشمالية.