رئيسة البرازيل ديلما روسيف التي أُعيد انتخابها في 2014 لولاية ثانية من أربعة أعوام قد لا تستطيع الاستمرار؛ وذلك بسبب اتهامها بالفساد. الغريب كيف تنقلب الأمور ويصبح المناضل ضد الفساد، مُتّهَماً بالفساد. روسيف ناضلت في صفوف حركة المقاومة المسلحة في أوج الدكتاتورية في البرازيل، وتم توقيفها في 1970 وحُكم عليها بالسجن ست سنوات، وأفرج عنها في نهاية 1972، بعد أن تعرّضت للتعذيب الشديد. في بداية 1980 ساهمت في إعادة تأسيس الحزب الديمقراطي العمالي، وهو حزب يساري، ومن ثم انضمّت إلى حزب العمال في 1986. وبعد الإطاحة بالدكتاتورية، دخلت الحكومة وتسلّمت مناصب وزارية بين 2002 و2010.
لُقِّبَت بـ «المرأة الحديدية» لحزمها وطاقتها الكبيرة في العمل، ولصلابة مواقفها، وفي العام 2010 فازت في الانتخابات الرئاسية، لتصبح أول امرأة تتقلّد منصب الرئاسة في تاريخ البرازيل. وخلال أربع سنوات من رئاستها، كافحت من أجل إنهاء التفاوت الاجتماعي في البرازيل.
ما يحدث في البرازيل يثير الدهشة، إذ صوّت البرلمان مؤخراً لمصلحة عزل الرئيسة المُنتخَبة ديمقراطياً، ما قد يُطيح بها ويُنهي مسيرة حزبها اليساري في الحكم بعد 13 سنة شهدت إنجازات كثيرة. لكنّ البلاد تعاني من أزمة سياسية واقتصادية مستفحلة، وسط انقسام عميق واستقطاب متزايد، بسبب اتهامات بالفساد نتج عنها إقرار البرلمان إجراءات إقالة الرئيسة، وإحالتها إلى مجلس الشيوخ الذي يمكنه التصويت بالأكثرية البسيطة لمصلحة إقالتها، وبعد ذلك يمكن توجيه التهمة إليها رسمياً بمخالفة قوانين الموازنة، وإقصائها عن الحكم في انتظار صدور حكم نهائي في حقها.
ليست البرازيل وحدها في هذا الأمر، ففي نهاية الشهر الماضي صدر حكم قضائي على رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما يعتبره مذنباً بالفساد، وبانتهاك الدستور من خلال استخدام الأموال العامّة في تأهيل منزله الخاص، وألزمته المحكمة بإعادة الأموال. وفي الوقت ذاته، فإنّ «وثائق بنما» كشفت عن فساد محتمل لابن شقيق الرئيس، «كلايف خولوبوس زوما»، بشأن عملية الاستحواذ على حقول النفط. وكانت قبل ذلك قد حمّلته إحدى المحاكم مسئولية انهيار شركة للتنقيب عن الذهب.
ويمكن أن تعطى أمثلة أخرى عن مناضلين ضد الدكتاتورية والفساد وصلوا إلى سدّة الحكم في عدّة بلدان، ولكنهم سرعان ما يغرقون في الفساد، وهو ما يؤكد مقولة منسوبة لأحد المؤرّخين البريطانيين، والتي أشار فيها إلى أنّ «السلطة تدفع نحو الفساد، والسلطة المُطْلَقة تُفسد الأشخاص بصورة مُطْلَقة».
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4974 - الثلثاء 19 أبريل 2016م الموافق 12 رجب 1437هـ
كان و يكون و سيكون هكذا. النظام الذي وضعه البشر علي هذه الكرة مفسدة (بفتح الميم) و مفسدة ( بضم الميم). لذلك الفساد في كل مكان حتى الدول التي تدعي لديها حرية الإعلام و حرية الوصول الى المعلومة. لماذا الدهشة؟
من الغبن اتهام مناضله بالفساد .لقد تم اتهامها بأخفاء العجز في ميزانية الدولة .و اتخد اعدائها كل الوسائل لاسقاطها و الموقف نفسه لا يختلف عما حدث في اوكرانيا عندما و قفت الرأسمالية ضد الرئيس و دعمت معارضية لمصلحتها ما ادى الى حرب قسمت البلاد .انريكا لن تهدأ الا اذا جاءت حكومات تناصرها و حكومة ديلما ليست منها
(المناضلين ضد الفساد)
إذا كان هذا حال المناضلين ضد الفساد.. فكيف يكون حال ال...؟؟!!..
لا يوجد بلد في الدنيا به فساد مثل العراق بعد عام ٢٠٠٣ عندما وصل عملاء ايران للحكم على ظهر الدبابات الامريكية