تحفل وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة يومياً بالكثير من الأخبار والصور ومقاطع الفيديو والمواضيع التي يعلق عليها الناس بشكل محترم أحياناً وفج في أحيان كثيرة.
التعليقات عادة ما تكون مفتوحة من دون حدود، وخصوصاً من خلال بعض الحسابات الوهمية، ما يتيح الفرصة للبعض من أجل بث الكثير من السموم والعقد.
من خلال متابعتي في الأيام الماضية لوسائل التواصل المعنية بالشأن الرياضي وبكرة السلة تحديداً استوقفني كم الكلمات الجارحة وغير المؤدبة والعنصرية التي يطلقها البعض.
كما استوقفني هذا الصراع المفتوح من دون ضوابط ومن دون احترام للمنافس وللقراء عموماً، إذ بات الشخص يتيح لنفسه كتابة ما يشاء ونقل خبراته السيئة للآخرين.
المنافسة أمر جيد ومحمود والحماس في الملعب وخارجه مطلوب لإضفاء المتعة على المنافسات الرياضية المختلفة، أما تعدي ذلك إلى كلمات جارحة ومهينة لجنس أو لون أو طائفة فهو أمر مستهجن فضلاً عن كونه منافياً تماماً لأخلاقنا وقيمنا وديننا.
في بعض الأحيان أشفق على من يكتبون مثل هذه التعليقات الجارحة، لأنها تكشف عن نفسيات معقدة تعاني كثيراً وتبحث عن متنفس في الآخرين سواء كانوا أشخاصاً أو فرقاً رياضية، كما أن دراسة بسيطة قد تبين مقدار ما يعانيه المجتمع قياساً لمخرجاته في وسائل التواصل، إذ سبق أن أجريت في مصر مثلاً دراسة على أنماط الجماهير في المدرجات وميل بعض الفئات منها للسب والشتم طوال اللقاء بسبب أو من دون سبب والتي تبين من خلالها أن الأسباب الحقيقية وراء هذه الألفاظ ووراء هذا الشتم تعود لعقد داخلية متعلقة بالإهانة التي يتعرض لها الشخص في المنزل والعمل وينفس عنها في الملعب.
كما أن بتصفح بسيط لمقاطع فيديو مختلفة على «اليوتيوب» رياضية أو ثقافية أو حتى مقاطع أجنبية نكتشف من خلال التعليقات عليها أن المتصفحين العرب متصارعون حول قضايا سياسية وطائفية وعنصرية ليس لها أي علاقة بمقطع الفيديو المعروض.
هذه الفكرة عكسها أحد الرسامين مؤخراً من خلال رسم كاريكاتوري يوضح أن التنافس الرياضي بين ريال مدريد وبرشلونة مثلاً ينقلب إلى عراك في عالمنا العربي.
ما نأمله بالفعل أن نرقى بتعليقاتنا جميعاً في وسائل التواصل الاجتماعي لكي تعبر بالفعل عن مجتمع راقٍ وحضاري يشجع التنافس الرياضي وروح التحدي من دون تجريح ومن دون إهانة أو انتقاص من أحد، سواء كان فرداً أو جنساً أو طائفة أو غيرها، لأننا جميعاً مسئولون ومحاسبون إن لم يكن في هذه الدنيا ففي الآخرة لقوله سبحانه وتعالى: «مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ» (ق: الآية 18).
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4973 - الإثنين 18 أبريل 2016م الموافق 11 رجب 1437هـ
مرحبا
الرياضة تنافس وأخلاق بين الفرق والجمهور وعلينا عدم التعصب وقبول جميع النتائج بروح رياضة عالية
اتمنى ان يقرأ مقالك كل المتعصبين الذين (دوشوا) رؤوسنا ببرشلونة الريال, كرهونا في كرة القدم وهي كانت لنا سلوة وانس من هموم الدنيا وديونها!! اليوم صرت عندما يخسر برشلونة اكره الذهاب للعمل واكره فتح هاتفي لما سألاقيه من الكلمات السوقية والتصرفات الصبيانية الغير موزونة وهو الامر الذي اصبحنا نلاحظه متبادلا بين صبية 2009 و 2014م!!
تشاپي
شكرا. .مقال اخلاقي رائع ..اتمنى من يهمه الأمر الرياضي المرور عليه والاستفادة منه..