من المهم تعليم أطفالنا معنى الرفق بالحيوان، وتعليمهم كيفية التعامل مع الحيوانات التي تسكن في الطرقات من كلاب ضالة وقطط متشردة وطيور وغيرها مما يصادفونه أمامهم وهم في طريقهم لهدفهم أو أثناء لعبهم.
مناسبة هذا الكلام هو ما شاهدته قبل أسبوع في إحدى مناطق البحرين، حين أحاط فتيةٌ وأطفالٌ بكلبٍ متشردٍ، كان مستلقياً عند إحدى السيارات، وربطوه وبدأوا بتعذيبه حتى كاد يموت بين أيديهم. الغريب في الأمر، أننا حين خرجنا بعد أن جاء إلينا أطفالنا يشكون ما شاهدوه، وقالوا لنا إنها المرة الثانية التي يقومون فيها بهذا الفعل حتى أنهم قتلوا الكلب في المرة الأولى، وجدنا معهم رجلاً ناضجاً كان يراقبهم بابتسامة، ومن غير أن ينهاهم عن فعلهم، وهو يراهم وقد ألقوا بالكلب في إحدى الحفر المخصصة للبنية التحتية وبدأوا يضربونه بالعصي والحجارة وهو يئن ولا يقوى على الحركة. وحين عاتبتهم وزجرتهم بعدما لم يفد العتب، ضحكوا وأخذوه وهربوا بعيداً ليكملوا فعلتهم قبل أن أتمكن من أخذه منهم!
أياً كان تبريرهم لهذا الفعل، فهو تبرير واهٍ وغير مقبول إنسانياً ودينياً وأخلاقياً. نعم، جميعنا نشكو اليوم الكلاب الضالة المنتشرة في الشوارع والتي وصلت لأحيائنا لتخيف أطفالنا فلا يقوون على الخروج، ووصلت لمزارعنا وقتلت ما قتلت من ماشية بعض البحرينيين والمقيمين، ولكن هذا ليس مبرراً لقتلها وتعذيبها؛ إذ توجد جهات مختصة يمكن الاتصال بها لتأتي فوراً، وتبعد هذه الحيوانات وقد جرّبنا هذا مراراً. لكن أن يتعلم الطفل القسوة منذ صغره والقتل وسماع أنين ضحيته، وإن كانت حيواناً وهو يضحك ويكمل فعلته، فذلك غير مستوعَب أو مقبول؛ كي لا يكبر ويعتاد هذا الفعل وربما يتطور بعد ذلك لديه. وإذا كانت امرأة دخلت النار في قطة حبستها كما في الحديث المأثور، فكيف بمن يعذّب حيواناً حتى القتل لأجل التسلية؟
وفي المقابل، وجدنا كثيراً من الأسر تربّي أطفالها على محبة الكائنات من حولها، فنجد أمهات يعلمن أطفالهن كيف يقطعون الخبز؛ ليضعوه في أماكن مخصصة في بيوتهم أو بالقرب منها مع ماء يسير كي تأكل وتشرب منه الطيور المارة من هناك، ونجد بعض الأطفال يسعون إلى أخذ الماء، وبقايا الطعام للقطط المتشردة المتواجدة بالقرب من بيوتهم، لأنهم تربّوا على الرحمة والرأفة بالضعيف. ونجد بعض مصوّرينا في البحرين قد أطلقوا حملة للحفاظ على الطيور المهاجرة بعنوان «دعوها تهاجر»، لقت صدى جميلاً لدى الكبار والصغار.
لنزرع في قلوب صغارنا محبة ما حولهم من كائنات، كي لا تنمو القسوة فيها بدلاً من المحبة، ولا نندم يوم لا ينفع الندم، فمن حق هذه الكائنات، مهما كانت مزعجةً، أن تعيش من غير عذاب مادام هناك من يستطيع إبعادها، وإبعاد أذاها وإزعاجها عنا من جهات مسئولة.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4970 - الجمعة 15 أبريل 2016م الموافق 08 رجب 1437هـ
تعليق
جميل جدا.
نعم يا اخت
الرحمه والاحسان هما من جوهر الدين ولكن لاتوجد هذه الثقافه والحس حتى عند خطباء المنابر او حتى المثقفين لم اسمع في خطبه طول حياتي موعضه تحث على الرفق بالحيوان نعم اسمع من يقارن الرجل الذميم بالكلب الاجرب ونسي ان هذا من خلق الله وهو مستضعف وهو الوفي القنوع فلا تتعجبي نحن نرى مناظر يدمى لها القلب ولااحد واذا حاولنا منعهم يسخرون منا واحيانا يهددوننا بالضرب والدليل يا اختي لم يتفاعل مع مقالك احد،قبل اسبوع شاهدت سردار عجوز ينقل ماء واكل في سباره بك اب من بقايا المطاعم للحمام مقابل مركز شرطة المعارض