عشق الشاب حسين عيسى الفن منذ كان بالمرحلة الابتدائية بعد أن قام أستاذه محمد فيحان الدوسري بتشجيعه وتنمية قدراته في هذا الجانب.

عيسى يرى أن  للرسم والنحت معه حكاية لا تنتهي، ويحدثنا عن بدايته بالقول: "بعد أن وجدت الدعم والتشجيع من قبل أستاذي المغفور له بإذن الله محمد فيحان الدوسري، قمت بالاستمرار وعملت على صقل هذه الموهبة، وركّزت على رسم "البورتريه". وكانت تأتيني حينها طلبات الرسم بمقابل مادي حتى نهاية المرحلة الثانوية سنة 1991، إلا أنني توقّفت في تلك السنة، ودام هذا التوقف 19 عاماً بسبب انشغالي بالوظيفة الرسمية إلى أن تقاعدت مبكراً العام 2010، لتكون لي انطلاقة جديدة تجاه عشقي للرسم".

وشكل الشاب حسين عيسى مع عدد من الرسامين منهم عيسى الشجار ومحمد بحرين، جماعة "أهل الفن"، وفي العام 2011 شكّل مع الرسامين منى رضي والمقابي وسوار والبدري وضيف مجموعة فنية أسموها "نلتقي لنرتقي"، كان من أبرز نشاطاتها النحت على الرمال. وتزامنت تلك المرحلة مع تولي أستاذه محمد عاشور تدريسه بشكل أكاديمي الخط والرسم والتصوير المتبع في بكالوريوس التربية الفنية بمناهج دولة الكويت، وأتم عيسى الدراسة والتطبيق في قرابة الثلاث سنوات. وفي ذلك يقول: "بعد الانتهاء من الدراسة أذن لي أستاذي بالمشاركة في أول معرض حمل عنوان (الفن عطا) وذلك كان في معرض الحداد وكيل سيارات المرسديس بنز، تحت رعاية السفارة الألمانية وبمشاركة نخبة من الفنانين منهم عباس الموسوي ومحمد بحرين".

وتوالت بعد ذلك المشاركات للشاب عيسى على المستوى المحلي حيث شارك في فعاليات "جمعية المرسم الحسيني للفنون" بالعاصمة المنامة، والمراسم الحسينية المتفرقة بمختلف المناطق، كما كانت له مشاركات واسعة في المناسبات الوطنية سواء في الرسم أو النحت.

واتجه عيسى للمشاركات الدولية، فكانت له مشاركات في مصر والمغرب والسعودية والإمارات وعمان، حيث بدأ في تطبيق دراسة النحت على الرخام الطبيعي، ومؤخراً كانت له مشاركة عالمية في النيبال برعاية الرابطة العالمية للأخشاب، وكان ذلك بافتتاح رسمي من رئيسة النيبال بمناسبة "اليوم العالمي للأخشاب". وعن تلك المشاركة يقول: "هذه التظاهرة سنوية وتستضيف نخبة من نحاتي العالم للنحت المباشر على الأخشاب أمام الجماهير، وقد قدّمت منحوتة الأسماك التي تحكي طبيعة البحرين المشتهرة بصيد الأسماك، كما قدمت إهداء منحوتة خشبية تحتوي على المبخر ومرش ماء الورد لأنها تمثل تراثنا الأصيل، بالإضافة إلى أنني قمت بنحت طوبة خشبية لتوضع ضمن النصب العالمي الكبير لجميع المشاركين وكانت تمثل الدلمونيات".

وأبدى الفنان عيسى عن فخره بأبرز أعماله التي أطلق عليها اسم "رسالة تعايش"، وقام بإهدائها إلى جلالة الملك حمد بن عيسى في شهر رمضان الماضي، حيث أعجب جلالته بالعمل وأمر بأن يعلق في قصر الصخير.

وقام عيسى بتكرار العمل (تعايش) في مخيم النحاتين في عُمان حيث المنحوتة الرخامية المتعايشة مع الخشب وإسناد كلتيهما الأخرى للإبتعاد عن المألوف، وفي ذلك يقول عيسى: "اعتمد ثبات العمل على نقطتي ارتكاز ليخدم الموضوع نفسه ويكون كطبيعة الإنسان لأنه لا يستطيع أن يعيش بمفرده دون أن يسنده أحد، وهذا ما هو مطلوب للتعايش بين الجميع بكل محبة وسلام".

ويختم عيسى حديثه بالقول: "الفن رسالة محبة وسلام، وحب ووئام، وكلما كان الفنان يحمل كل تلك الأهداف فإنه سوف يساهم بشكل كبير في ترسيخها بالمجتمع".