العدد 4966 - الإثنين 11 أبريل 2016م الموافق 04 رجب 1437هـ

العلاقة باردة جدّاً!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

كم شخصاً يشعر بأنّ علاقته بشريك حياته أو حبيبه باردة؟ كيف يقيس هذا الشخص العلاقة؟ هل هناك أسباب لهذه المشاعر الغريبة الباردة بين الأزواج أو الأحباب؟ ولماذا أصبحت المشاعر باهتة مرّة واحدة؟

أسئلة طرحتها علينا إحدى النساء، وكانت تخبرنا عن برود العلاقة بينها وبين زوجها، وبعد مدّة طويلة جدّاً من الاستماع، أخبرتها امرأة أخرى عن السبب، بأنّ هناك شرخاً في العلاقة بدأ ولم يندمل، هذا الشرخ أحدث الجفاء يوماً بعد يوم، ومن ثمّ بعُد الاثنان عن بعضهما البعض، وبالتّالي أصبحت العلاقة باردة.

امرأة أخرى تقول بأنّ شريك حياتها لا يعرف شكلها من شدّة الإهمال، فهو مشغولٌ بالهاتف النقّال والعلاقات الأخرى، وليس لديه وقت لينظر إليها، ولا يستطيع التحدّث معها، فهي بالنسبة له مملّة جدّاً، مع أنها في قرارة نفسها تعرف بأنّها العكس.

وفي الجانب الآخر رجلٌ يشعر بأنّه مُهمَل، فزوجته لا تدري عنه ولا تعرف عن أمره شيئاً، فهي إمّا خارج البيت مع الصديقات، أو داخل البيت مع الهاتف النقّال، ولا تدري عن طبخ أو أطفال ولا هم يحزنون.

كثيرة هي المواقف والأسباب التي تؤدّي إلى برود العلاقة، ومهما وضعنا من الخطط لإرجاع العلاقة من الصعب إرجاعها إذا كان أحد الطرفين لا يريد ذلك، فالعلاقة لا تحدث بين الشخص ونفسه، بل هي علاقة بين شخصين، بين قلبين، وإن بعد واحد منهما بالتّأكيد سيحدث البرود في العلاقة.

أسرار العلاقات موضوع في حد ذاته شائك وحسّاس، فكل طرف يصف الموقف من زاويته، ينظر إلى نفسه بأنّه المظلوم في العلاقة، وقد يكون الطرفان سبباً في المشكلة نفسها، كلّ له أسبابه، وفي هذه الحالة لابد أن يسأل كل شريك نفسه: هل انتهت العلاقة وهل هناك مجال للإصلاح، وهل تستمر العلاقة كما هي أم الطلاق أفضل؟

وفي مسألة التفكير بالطلاق يتردّد كثيرٌ من النّاس، وخاصة النساء، لأنّ هناك عواقب كثيرة منها البيت، وإلى أين الذهاب بعد الطلاق، والأطفال سيكونون مع من بعد انتهاء العلاقة؟ وغيرها من الأمور التي لا حصر لها، والخوف يبدأ في السيطرة على جميع الأطراف، فتجد أسهل طريقة من أجل مواصلة الحياة هي العلاقة الباردة؟

من يريد أن تنشأ بينه وبين شريك حياته علاقة باردة، خاصة بعد اختياره من بين الكثيرين؟ لا أحد يريد علاقة باردة طبعاً، ولا أحد يصرّ على وجود هذا النوع من العلاقات، ولكن في بعض الأحيان الحياة ومشكلاتها، وكثرة المشكلات بين الزوجين أو الشريكين، وكثرة الانشغال عن بعضهما البعض يخلق هذا الجو البارد، الذي لا يُنتزع بسهولة.

هل تريد علاقة حميمية رائعة مع شريك حياتك؟ لا تتوقّف عن إشراكه في الأمور الصغيرة قبل الكبيرة، ولا تتوقف عن النقاش والكلام، واقتطع جزءًا من وقتك له، ولا تتردّد في الحديث معه عندما تشعر بأنّ هناك أمراً ما ليس صحيحاً أبداً، عندها ستعرف الفرق بين العلاقة الحميمية والعلاقة الباردة، وما أجمل العلاقة الحميمية مع شريك حياتك، فلقد قال الله تعالى في كتابه: «هن لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهن»، (البقرة، الآية 187)، وهو ما أوضحه المفسرون بأنه أنتم سكنٌ لهن وهنّ سكنٌ لكم.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4966 - الإثنين 11 أبريل 2016م الموافق 04 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 9:03 ص

      يقال: كلها تسكر بإبن عسكر! كما يقال: المكان عامر كما يقال عمار جمعا أي معمور بأكثر من أهله وإنما به جن أو جنانوه أو جناسوه "والإناء بما فيه ينضح".فحار جاف صيفاّ دفيء ممطر شتاءً! من التعريفات للمناخ في دول بحر المتوسط. ففتور العلاقة بين فردين أو شخصين في مجتمع متحير في أن التغيير من الآخرين يبدأ أو من من ينشد التغيّر لا لأن يتغير بل كي يتغير الآخرون ويبقى هو بدون تغيير! يعني الآخرون على صواب وأنا على خطاء. أليس كذلك؟ التقوى والتقي لا يختلف عن الشقيإلّا بشقاء يزرعه في الدنيا ويطالب به في الآخرة.

    • زائر 11 | 4:11 ص

      كيف لاتكون علاقة فاترة والدولة هي من تريد ذلك خلت الناس كلها تركض ورى المادة الاب لايرجع الى المزل الى المغرب الام تشتغل بعد وماترجع الى المغرب الاولاد مايرجعون الى الظهر والسبب الدوله يوم كنت اصغير كان الوالد يرجع الساعة وحده من الشغل وامي ماتشتغل بس ربة بيت ونرجع البيت الساعة 1 من المدرسة كلنه ملتمين على سفر وحدة ناكل ونضحك ونسولف كان هناك لمة اسرية مو اللحين مايجلي الليل الواحد بس يبي يفلت روحة على الوسادة ونام الرجال تعبان والام تعبانة الاشغال حق الاجانب ساعات افكر وقول ليش ياوطن

    • زائر 10 | 2:34 ص

      من زمان

      حجي عطية الله يرحمة من زمان يقول حب ما ميش هذاك يحب هذة و هذة يحب هذاك
      .

    • زائر 9 | 2:30 ص

      شكرا

      شكرا اختي مريم لطرح موضوع حساس لاكنه في اعتقادي شخصي ومن خبرة سنوات زواج أن الكثير يعاني من فتور من طرفين لاكن أكثر أوقات لا يتم مصارحة ونقاش فيه للأسف مما يؤدي تكبير فجوة وأكثر أوقات بسبب مشغوليات حياة وتربية للأسف الرجل ينسى نفسه في حياته العملية أو طلعات مع الربع والمرأة تنسى نفسها حتى لو كانت غير عاملة بمسؤولياتها اليومية وينسون الحب وتقارب وأوقات الحميدة مع الزمن والفجوة تقارب تكبر فتصبح الحياة مجرد تكملة العشرة للأسف طبعا هاي وفي حالات حتى مع كبر السن لاكن كأنهم في بداية زواج

    • زائر 8 | 2:21 ص

      يؤسفني القول بأن الزوجه البحرينيه بمجرد ان تستقر في البيت فان الزوج وحتي الأبناء يصبحون في المرتبه الأخيره من اهتماماتها . هدا لأننا لا نربي بناتنا ليصبحنا زوجات بالمعني الصحيح . ياريت يتعلمون من الزوجات الفلسطينيات او الأردنيات او السوريات .

    • زائر 7 | 2:02 ص

      شكرًا للوسط

      شكرًا لجريدتنا الرائدة لطرحها هذه المواضيع والتي نحن وأبناءنا في أمس الحاجة لمناقشتها لعل وعسى تنبه المعنيين بالأمر إلى طريق الصواب

    • زائر 6 | 1:41 ص

      دائما أتذكرها بالخير

      ربيت عند جدتي رحمها الله كم كانت هادئة ولا تشتكي يعود جدي من عمله مرهق تقدم الطعام يقبله حينا ويلقيه في وجهها احيانا اخرى لقد كان حاد الطباع وهي لم تكن ترفع عينها عند غضبه تكتفي برفع الطعام والخروج الى ساحة المنزل المتهاوي وهناك تسيل دمعه ساخنة امسحها بكفي وأخبرها عندما اكبر واتخرج سأعاك وسنهجر عصبيته وغضبة ويعود جدي لنا ليطلب القهوة والتمر وتعود لتقدم له يشكرها معتذرا عن عصبيته ترد بالدعاء له هكذا الأمهات اما صورة اليوم فمختلفة رحمك الله يا جدتي كانت أمي وأبي

    • زائر 5 | 1:05 ص

      أنا أعترف العلاقة مع زوجتي علاقة فتور وبرود وتوتر !!! والسبب الرئيسي الوضع المادي (الزفت) !!!!
      لذا أنا أؤمن بمقولة " إذا دخل الفقر من الباب هرب الحب من الشباك " !!!

    • زائر 4 | 12:41 ص

      للأسف

      هذة حقيقة بعد هذة التكنلوجية الهاتفية
      هي صارت على اليسار و انا على اليمين
      وهذة مشكله قائمة بين الازواج وتنتشر

    • زائر 3 | 11:57 م

      تنصحين بعدم التردد في المصارحة ..

      لكني جربت المصارحة وكانت النتيجة متعبة ومؤلمة ... الطرف الآخر حساس جدا" قام بتضخيم الموضوع وكانت ردة الفعل قوية .. لا أحد يقبل الحقيقة والمصارحة ... الآن ألتزم الصمت وشعاري :
      ( الباب اللي يجي منه الريح سده واستريح ) ..

    • زائر 2 | 11:45 م

      الموضوع الذي تتحدثي فيه موضوع متشعّب ضخم يحتاج لدراسات مطوّلة من اختصاصيين لأن هجمة اجهزة التواصل الاجتماعي وطرق الحياة المختلطة والمباشرة بين الجنسين فتّحت للناس مداخل للفساد وطالما أن الأنفس ليست محصّنة تحصين كافي يمنع الاختراق لذلك ستكبر هذه الظاهرة وتنتشر خاصة وانه لا يوجد جهات تهتم لتدمير المجتمع وهدم بيانه بينما على العكس هناك جهات تساعد على انتشار الرذيلة من مقاهي واماكن هي شبه محلّات دعارة

    • زائر 1 | 10:09 م

      نعم

      نعم كلام في الصميم ...حيث ان الزوجة عندما تتقمص شخصية غير مرغوبة لحياتها من قبل الزوج او الاولاد فهي تحطم كل ما بنت . لان الاستقرار في الحياة مهم و خاصة شخصية امها )يعني من زود المحبة لها و البر بها سوف اكون هي )

اقرأ ايضاً