أكد وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي بالمغرب، مولاي حفيظ العلمي، أن المشروع الجديد لمجموعة رونو، "منظومة رونو" الذي ترأس العاهل المغربي يشكل نقطة تحول في قطاع صناعة السيارات في المغرب.
وقال العلمي خلال ندوة صحافية مشتركة مع مدير العمليات لمنطقة إفريقيا- الشرق الأوسط - الهند بمجموعة رونو، بيرنارد كامبيي، إن من شأن هذا المشروع الاستراتيجي الهام أن يغير بشكل جذري نظرة مصنعي الآليات للسوق المغربي ويشجعهم على الاستقرار في المغرب.
وأشار الوزير، وفقاً لـ "شبكة الأندلس الإخبارية"، إلى أنه كانت هناك حاجة ماسة لبلوغ الحجم الحقيقي للسوق بشكل يمكن من استقطاب جميع مصنعي الآليات في قطاع السيارات، وهو ما تم تحقيقه من خلال هذا المشروع الجديد، مضيفا أن المغرب أبدى اهتمامه الكبير بالقطاع منذ حوالي عشر سنوات من خلال اعتماد مجموعة من الاستراتيجيات التي أثمرت نتائج مهمة.
وأبرز العلمي وجود نظرة واضحة للصناعة باعتبارها محركا للاندماج الشامل، مؤكدا أن العاهل المغربي حدد كتوجه رئيسي جعل الصناعة ليس فقط محفزا لتنمية البلاد وإنما أيضا قطاعا شاملا يمكن من خلق فرص الشغل وتحقيق الاندماج في الاقتصاد الوطني.
إحداث 500 ألف منصب شغل في أفق سنة 2020
وذكر بأن مخطط التسريع الصناعي كان قد حدد هدفا طموحا يتمثل في إحداث 500 ألف منصب شغل في أفق سنة 2020 ، ورفع حصة الصناعة في الناتج الداخلي الخام من 14 في المائة حاليا إلى 24 في المائة مستقبلا، والمساهمة في تقليص عجز الميزان التجاري للمملكة، موضحا أن قطاع صناعة السيارات يحتل الصدارة على مستوى حجم الصادرات خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث تمكن من تحقيق رقم معاملات ناهز 50 مليار درهم سنة 2015. وأبرز العلمي أن الدولة تطمح إلى خلق مناصب شغل جديدة والرفع من نسبة مساهمة الصناعة في الناتج الداخلي الخام، وتعزيز مساهمة الصناعة في تحسين الميزان التجاري، مؤكدا استعداد الدولة لمواكبة أي قطاع أو نشاط أو مقاولة تتماشى مع هذه الأهداف.
وبهذه المناسبة، أشاد الوزير بدينامية أعضاء الجمعية المغربية لصناعة وتجارة السيارات (أميكا) الذين كانوا سباقين إلى مواكبة مخطط التسريع الصناعي والاهتمام به، وقاموا في غضون أسابيع قليلة بإعادة هيكلة استراتيجيتهم لجعلها تتلاءم مع الأهداف التي سطرتها الدولة.
وذكر بأن مجموعة رونو كرست حضورها بالمغرب منذ عقود، مشيرا إلى أن المجموعة سجلت خلال السنوات الأخيرة "حضورا قويا للغاية"، من خلال مصنع رونو طنجة الذي يعتبر "مفخرة بالنسبة للمغرب"، وكذا معمل (صوماكا) بالدار البيضاء الذي انتقل من مجرد وحدة للتركيب إلى معمل حقيقي يصنع حاليا حوالي 70 ألف سيارة.
وأضاف قائلا "لقد قررنا معا إمكانية البناء أكثر في اتجاه تعزيز تجذر الصناعة المغربية كقاطرة حقيقية لتنمية الاقتصاد الوطني "، مشيدا بكون المملكة تمكنت بفضل مخطط التسريع الصناعي من أن تصبح واحدة من 31 بلدا فقط حول العالم ينتج ويصدر محركات السيارات من أصل 197 بلدا.
استثمارات تناهز 10 مليارات درهم
وبخصوص تأثير مشروع منظومة رونو، أكد الوزير أن هذا الأخير الذي يعبئ استثمارات تناهز 10 مليارات درهم ، يهدف إلى تحقيق رقم معاملات إَضافي يناهز 20 مليار درهم سنويا ليضاعف بالتالي بمعدل ثلاث مرات مبلغ مشتريات المصنع رونو، وقطع الغيار المصنعة بالتراب الوطني، وكذا من مضاعفة بمعدل ثلاث مرات فرص الشغل التي تخلقها الشركة بإحداث حوالي 50 ألف منصب شغل جديد قار لتحقيق معدل اندماج يصل إلى 65 في المائة.
كما حرص على الإشادة بانخراط الفاعلين الاقتصاديين المغاربة في قطاع صناعة السيارات، مسجلا أن المغرب يتوفر على "نسيج اقتصادي وطني حقيقي في هذا القطاع".
من جهته، أبرز مدير العمليات لمنطقة إفريقيا- الشرق الأوسط - الهند بمجموعة رونو، أن المجموعة حاضرة بالمغرب منذ أزيد من 75 سنة، مسجلا أن رؤية العاهل المغربي والرئيس المدير العام لمجموعة رونو مكنت من إنشاء مصنع رونو طنجة، وهو ما يعد "خطوة أولى بالغة الأهمية في إحداث فرع صناعة السيارات بالمغرب".
وأكد أن اختيار المغرب جاء بالنظر لموقعه الجغرافي الهام و"التعاون الذي أبدته السلطات المغربية"، مبرزا "أننا حددنا شروطا للمواكبة حتى نفسح المجال للمزيد من المزودين في قطاع صناعة السيارات ومصنعي قطع الغيار ليكونوا أكثر تنافسية"، مسجلا أن الحكومة المغربية ووزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي "مكنانا من الوسائل الضرورية كي نكون أكثر تنافسية".
وذكر كامبيي أن المزودين أعجبوا باقتراحات المغرب وأنهم مقتنعون بأنهم سيجدون كافة الظروف الإيجابية الضرورية من أجل تحسين رقم معاملاتهم ومستوى إنتاجهم، موضحا أن المزودين "مسرورن للغاية بالرسائل التي وجهتها لهم الحكومة المغربية صباح اليوم".
وأبرز أن المغرب "يشكل قاعدة إقليمية مهمة سترفع من حجم صادراتها وتحقق رقم معاملات يصل إلى 2 مليار أورو في غضون سنوات".
وخلص كامبيي إلى القول "نحن مرتاحون للغاية لاختيارنا المغرب، وأنا على يقين من أن الجانبين سيتمكنان من رفع التحديات المطروحة مستقبلا".
يذكر أن هذا اللقاء تميز بعرض شهادة مرئية للرئيس المدير العام لمجموعة رونو كارلوس غصن.