تعد العلاقات التي تربط المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية علاقات تاريخية متميزة نظراً للمكانة التي يتمتع بها البلدان على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية.
وذكر تقرير لوكالة الأنباء السعودية بمناسبة الزيارة الرسمية الهامة التي بدأها العاهل السعودي إلى مصر اليوم الخميس (7 أبريل/ نيسان 2016) "انه على الصعيد العربي تؤكد الخبرة التاريخية أن الرياض والقاهرة هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي والوصول إلى الأهداف الخيرة المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج".
وشهد جبل رضوى شمال غرب السعودية أول لقاء تاريخي جمع الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود بالملك فاروق ملك مصر عام 1945م، وتم خلاله وضع السياسة الثابتة لمستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقام الملك عبد العزيز آل سعود بزيارة مصر عام 1946، وتطابقت وجهات النظر بين الملك عبد العزيز والملك فاروق تجاه الجامعة العربية، ووافق الملك عبد العزيز على بروتوكول الإسكندرية، وتمخض لقاؤهما عن موافقة الملك عبدالعزيز بشكل نهائي على انضمام السعودية للجامعة العربية، وحرص الملك عبدالعزيز من خلال مقترحاته تجاه الجامعة أن يكون ضمن ما يُتفق عليه بين الدول المؤسسة الالتزام بالدفاع المشترك عن فلسطين، وتطابقت الرؤى تماماً بينه وبين الملك فاروق بهذا الخصوص.
وشهدت العلاقات السياسية بين السعودية ومصر تطورًا قويًا منذ توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين عام 1926م، وفى 27 أكتوبر عام 1955م تم توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين.
ويشير التقرير الى أن الملك عبد العزيز آل سعود أدرك بكل وضوح الأهمية الاستراتيجية للعلاقات المصرية السعودية، وانتهى إلى مقولته الشهيرة " لا غنى للعرب عن مصر، ولا غنى لمصر عن العرب".
وفي عام 1926م عُقدت معاهدة صداقة بين البلدين، ثم وقعت اتفاقية التعمير بالرياض في عام 1939م التي قامت مصر بموجبها بإنجاز بعض المشروعات العمرانية في المملكة العربية السعودية.
وأيدت السعودية مطالب مصر الوطنية بجلاء القوات البريطانية عن الأراضي المصرية، ووقفت إلى جانبها في الجامعة العربية والأمم المتحدة وجميع المحافل الدولية.
وفى 27 أكتوبر عام 1955م وقعت اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين، ورأس وفد السعودية في توقيعها بالقاهرة الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز.
وأثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م وقفت السعودية بكل ثقلها إلى جانب مصر في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وعقب العدوان الإسرائيلي على الدول العربية "مصر وسورية والأردن" عام 1967م توجه الملك فيصل بن عبد العزيز بنداء للزعماء العرب مؤكداً ضرورة الوقوف إلى جانب الدول الشقيقة المعتدى عليها.
وتؤكد الزيارات المتبادلة بين القيادات السعودية والمصرية عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وشهدت العشرين عاماً الماضية العديد من الزيارات المتبادلة على جميع الاصعدة.
ففي مارس 1987م قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض آنذاك بزيارة الى مصر لافتتاح معرض السعودية بين الأمس واليوم في القاهرة.
وفي فبراير 2015 م قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة السعودية، التقى خلالها بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لبحث دعم العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة العربية.
وفي مارس 2015 م قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بزيارة لمصر، لحضور القمة العربية في دورتها الـ 26، استقبله خلالها الرئيس المصري.
وفى مايو 2015 م قام الرئيس المصري بزيارة للسعودية التقى خلالها بخادم الحرمين الشريفين، وفى نوفمبر من العام ذاته قام بزيارة أخري للمشاركة في أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية.
وفى ديسمبر 2015 م قام ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بزيارة لمصر، التقي خلالها بالرئيس المصري.
وفي مارس 2016 م قام الرئيس المصري بزيارة السعودية لمشاهدة العرض الختامي لمناورات "رعد الشمال" 2016، التي رعاها خادم الحرمين الشريفين.
وفي المجال الاقتصادي تضاعفت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين عدة مرات خلال فترة الثمانينات والتسعينات والسنوات الأربع الأولى من القرن الحالي، وتم التوقيع عدد من الاتفاقيات بين الجانبين.
وتشهد العلاقات العسكرية بين البلدين تعاونا كبيرا حيث تتم العديد من الزيارات العسكرية المتبادلة بين القادة والمسئولين العسكريين في كلا البلدين وبشكل دوري لتبادل الآراء والخبرات والمعلومات العسكرية والأمنية والاستخباراتية التي تهم البلدين، وقد قامت المناورات التدريبية المشتركة لجيشي البلدين مثل مناورات "تبوك" للقوات البرية ومناورات "فيصل" للقوات الجوية ومناورات "مرجان" للقوات البحرية.