مؤتمر البحرين الدولي للمسئولية الاجتماعية للشركات بدأ أمس في فندق الريجينسي، برعاية وزير الطاقة عبدالحسين ميرزا، وهو يمثل فرصة سانحة لتشجيع المؤسسات والشركات والهيئات على «تبنّي مبدأ المسئولية الاجتماعية ضمن أجندة أعمالها، ومن خلال خططها الاستراتيجية والتشغيلية، ونشر ثقافة المسئولية الاجتماعية، وإبراز دورها وأثرها في تحقيق التنمية المستدامة، وتماسك المجتمع، وتوجيه أصحاب المصالح إلى الابتكار والتنافسية، من خلال فرص وتحديات المسئولية الاجتماعية».
مصطلح «المسئولية الاجتماعية» يُستخدَم كثيراً، ولربما أنّ هناك خلطاً كبيراً في مدلولاته القانونية والأخلاقية، ولكنّه في كُلِّ الأحوال يشير المفهوم إلى إحساس الشركات بمسئوليتها تجاه المجتمع والبيئة التي تعمل فيها. وبمعنى آخر، فإنّ على كُلِّ شركة أن تلعب دورها في المواطنة الصالحة، عبر طرق شتّى تشمل عدم إيذاء المجتمع والبيئة، تدوير النفايات والحَدّ من التلوُّث، والمساهمة في البرامج التعليمية والصحية والاجتماعية والعمل الخيري التطوعي.
إنّ أكبر شركة تأسّست في البحرين في 1929 وهي «بابكو»، والتي أسّستها شركة «ستاندرد أويل كومبني أوف كاليفورنيا»، لعبت دوراً كبيراً في صوغ الاقتصاد الوطني الحديث للبحرين، وهي كانت الرائدة في التدريب والتطوير، وأيضاً في المسئولية الاجتماعية. ولربما أنّ «بابكو» هي التي روّجت لثقافة المسئولية الاجتماعية في البحرين ضمن برامجها الاستراتيجية والتشغيلية، وكانت تُنشئ ملاعب كرة القدم، وتُموِّل بناء مدارس ومراكز في مختلف المناطق والقرى، منذ منتصف القرن العشرين. وبالطبع هناك شركات أخرى لعبت دوراً مشهوداً في بناء المراكز الصحية وخدمة الناس بأساليب متعددة.
عالميّاً، فإنّ المسئولية الاجتماعية تعدَّت الجوانب التقليدية، وأصبحت هناك اتجاهات مُعولمة تدعو إلى احترام حقوق العاملين، والتأكد من أنّ مصادر السلع لم تنتج عبر تشغيل الأطفال، أو عبر دفع أجور زهيدة، أو عبر استخدام مواد مُضرَّة للبيئة، الخ.
كما ونرى حاليّاً كيف تُسلَّط الأضواء عالميّاً على دول الخليج عندما تحتضن فعاليات دولية، وذلك للتأكد من أنّ هذه الفعاليات لا تنعقد في بيئة لا تتمسّك بمبادئ سامية أصبحت تُعبِّر عن الضمير العالمي. وعليه، فإنّنا بحاجة أولاً إلى العودة إلى ممارسات مميزة للمسئولية الاجتماعية، شهدتها البحرين من قبل، وأن نصل بذلك إلى المستوى العالمي.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4961 - الأربعاء 06 أبريل 2016م الموافق 28 جمادى الآخرة 1437هـ