(كلمة بمناسبة اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام الموافق 6 أبريل/ نيسان 2016)
ما هو الدور الذي يمكن أن تؤدّيه الرياضة اليوم في إشاعة السلام وبناء مجتمعات شاملة للجميع؟ إن هذا اليوم الدولي يتيح لنا فرصة الارتقاء بالقيم الأساسية المتمثلة في التشارك والاحترام المتبادل وتخطّي الذات والتي تجسّد الروح الرياضية. فإن الرياضة تجمعنا حول قيم إيجابية، وتتيح تدعيم ثقافة الحوار عبر الحدود الجغرافية. فتاريخ الرياضة يثبت ﻗﺪرتها على دحض الأحكام المسبقة، وعلى استشراف وتعزيز الحركات المطالبة بإعمال حقوق الأفراد وصون كرامتهم، وذلك من خلال إعطائها صدى عالمياً لهذه الحركات.
وبالنظر إلى أن الرياضة وسيلة قوية لتحقيق الاندماج الاجتماعي، والمساواة بين الجنسين، وتمكين الشباب، فإن منافعها تتجاوز ميادين الملاعب. فالقيم التي تلقَّن في مجال
الرياضة ومن خلاله - كاللعب النزيه وروح الفريق- هي قيمٌ في غاية الأهمية بالنسبة إلى المجتمع بأسره. وعليه، لا بدّ من حماية الرياضة بوصفها حيّزاً للتربية وتعليم الاحترام، وإبعادها عن الغشّ والمنشطات التي تمسّ بالأخلاق الرياضية وتضرّ بصحة الرياضيين.
وقد أسعدني قيام الدول الأعضاء في اليونسكو باعتماد الميثاق الدولي الجديد للتربية البدنية والنشاط البدني والرياضة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015. ويحدّد هذا الميثاق المنقح مبادئ أخلاقية ومعايير للجودة من شأنها أن تضمن مشاركة الجميع في الرياضة، ويشكّل خطوةً مهمةً نحو بناء بيئة رياضية تتسم بمزيد من العدل والشمول والتسامح. ويُفترض أن يساهم هذا الميثاق في دعم كلّ الذين يسعون يومياً، رجالاً ونساءً ومتطوعين ومهنيين في جميع أنحاء العالم، إلى الحفاظ على جذوة الروح الرياضية باعتبارها منبعاً لا ينضب للتجدد والحيوية في المجتمعات.
إقرأ أيضا لـ "إيرينا بوكوفا"العدد 4960 - الثلثاء 05 أبريل 2016م الموافق 27 جمادى الآخرة 1437هـ