وأنا في حالة التفكير لمقالي الأسبوعي، وجدتني على ما لا يرام، وقد تبخرت الأحداث من ذهني، ولم تساعدني حالتي المنهكة على التدوين، حيث إن أسبوعي لم يكن طبيعياً، وحدثت فيه أشياء أفقدتني السيطرة على وقتي، وتمادت في العصف بمشاعري وعواطفي وتأثر معها منامي، والنوم بالنسبة لي هو الحياة والغذاء، فقد أتمكن من العيش بلا غذاء ولكنني لن أتنازل عن أخذ كفايتي من النوم، وأعتقد أن سبب الأرق هو القلق الذي بدأ يساورني تدريجياً، وقد يكون بدايةً بسبب الأحداث حينما مرض أحد أفراد عائلتي، ثم أصاب آخر وأخرى، ولكم أن تعرفوا أنهم ثلاثة أعزاء مرضوا في أوقاتٍ متقاربة من بعضها البعض، ويتعالجون في ثلاث مستشفياتٍ متباعدة من الدفاع والسلمانية والملك حمد، ومدى الأوقات التي قضيتها في التزاور (مع أنني أكره تماماً دخول المستشفيات) ومع طرق الازدحام المتعبة يومياً، والتي تطيل الطريق، إضافةً إلى القلق على صحتهم، وأنواع أخرى من المشاكل اليومية الخاصة، والتي عصفت بي أيضاً ومن دون مقدمات!
ورأيت كيف أننا نهمل أنفسنا أحياناً، ونبقى في الوحدة الداخلية نحاول مساعدة الآخرين ونحن في قمة مشاكلنا النفسية، وقد ننجح مع البعض حيث يتقبلون النصائح، وقد نفشل بنقاشاتٍ عقيمة من أجل تصحيح الأحوال للتخلص من ذلك المرض أو للتخفيف من وطأته.
وقد نفعل أشياء نندم عليها، وعلى شدة قلقنا إذا ما وجدنا أن المريضة لا تريد التجاوب والالتزام بالعلاج، وتخالف الأوامر التي تساعد على شفائها، وقد نفشل مع أنفسنا، ونبدأ بترويضها حتى لا تتمادى في العصف بنا، وأنا أرى باستغراب المستشفيات المليئة بالكوكتيل وقد تغطت المستشفيات من الأطباء والمعالجين ومن كل الجنسيات منهم من البسطاء جداً في تدرجهم وخبرتهم العلمية، ومنهم من أخذ أكثر من ذلك، وكأنني أعيش في فضاءٍ وأسماء لم أسمع عنها قبلاً، وشعرت بالغربة بينهم، ولم أجد البحريني أو الخليجي من إخوتي وأخواتي والذين تخرجنا معاً، أو ممن سبقوني أو جاءوا بعدي، هل استقالوا، أم توقفت صلاحيتهم أم ماذا؟ أم أنهم هاجروا أو تقوقعوا داخل البيوت أو عياداتهم الخارجية، ما الذي حدث ليأتونا كالطوفان، أم أننا رزقنا كنزاً للاستيراد ونبذ البحريني؟!
ما علينا، المهم الآن هو العلاج، والمهم أيضاً أنني دخلت تجربة لم أتصور أنني سأتعب منها لهذه الدرجة، كما شعرت أنني أسير بدون طاقاتي، والتي ضعفت كثيراً كما يبدو بسبب زياراتي للمستشفيات، والتي يُقال عنها إنها تحوي دائماً طاقاتٍ سلبية والتي تصاحب المرضى غالباً؛ بل وفي الحقيقة يقال إن الإنسان يمرض عندما تتسرب لطاقه الإيجابية منه وتستبدل بالسلبية، بسبب كثرة المشاكل في الحياة سواء الشخصية أو العامة، أو لعدم الاهتمام بالجسد كالتريض، والأكل الصحي أو شدة التعب الروحي والمجهود، أو بسبب الأزمات التي تصفعنا في حياتنا، فما كدت أرجع إلى البيت حتى أشعر وكأنني عدت من صعودٍ شاهق للجبل، وتغطيت بالطاقة السلبية كاملاً إلى أن أرتاح لليوم التالي حيث تتجدد تدريجياً، المهم أن الأرق والتجربة والزيارات هي جعلني منهكة، والكتابة أيضاً، وأرجو أن تعذروني.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 4957 - السبت 02 أبريل 2016م الموافق 24 جمادى الآخرة 1437هـ
...
الوجع والمرض يزداد في قلوبنا يومياً ولااحد يعرف كيف مانعانيه
دكتورة قبل أن تزوري المرضى في المستشفى حضري سيناريو بالصعوبات التي ستواجهينها وستكون عندك مناعة ضد السلبية مع تمنياتي بالشفاء العاجل لجميع المرضى
من اي الاجابية والظلم يرافقني في التوظيف والتعليم في وطني