الدوري الذي يقيمه اتحاد اليد للفئة العمرية أقل من 14 عاماً، وهو الدوري المنتظم الكلاسيكي الوحيد من بين كل المسابقات، يستحق أن يُطلق عليه دوري الرعب الذي فيه الأولاد محاطون بظروف غير طبيعية وغير آمنة نفسياً.

الوضع الطبيعي أن يحظى اللاعب الصغير برعاية خاصة من قبل الحكم والمدرب والجمهور المتابع بما يغرس حب اللعبة فيه ويجعل القابلية لديه للبقاء والإبداع فيها أكبر ما يمكن، والوضع الآمن نفسياً أن يشعر اللاعب بالإحترام والود واللطف من الجميع.

من يتابع دوري التجمع يشاهد المأساة الحقيقية التي يلاقيها بعض اللاعبين من بعض المدربين والحكام من صراخ وتعنيف وتكشير، يشعرك المدربون أنهم يتحدثون إلى لاعبين كبار، ويشعرك الحكام أنهم يديرون دوري الكبار.

خرجت من إحدى مباريات هذه الفئة وقلت للأصدقاء إنه (لا إنسانية) ولابد من وقفة، المدرب يجب أن يكون تربوياً قبل أن يكون متمكناً ميدانياً، والحكم يجب أن يكون معلماً ومُثقِفاً لأحكام اللعبة للاعب في هذه الفئة العمرية.

هذه الحالة السلبية ينبغي أن تحظى باهتمام ومتابعة المسئولين في الأندية فضلاً عن إتحاد اليد، ولا ينبغي أن تترك ويأخذ صناع القرار موقف المتفرج، متأكد من أن المدرب والحكم هذا أسلوبه هكذا ولا يقصد أي شيء سلبي في باطنه ولكن ذلك لا يبرر مثل هذه الأخطاء الفادحة.

وإذا كان السكوت على مثل هذه التصرفات توجه صناع القرار في اللعبة، فإنه يجب عدم توجيه اللوم للاعبين الذين يعيشون جو الفوضوية منذ الصغر ويلامون على سلوكهم الفوضوي والعنيف في الكبر.

الرياضة قبل أن تكون مساحة للترفيه وممارسة ما يمتلكه الإنسان من ميول وهواية، فإنها طريقاً لغرس الثقافة السليمة القائمة على التنافس الشريف واحترام الآخرين وتكوين شخصية قادرة ومتأقلمة على التحديات وتحمل الظروف الصعبة.

آخر السطور

لم أشاهد مباراة في دوري القدم منذ فترة طويلة وأتابع مباريات المنتخب الوطني باستمرار، وبعد مشاهدتي مباراة الأهلي مع المالكية في نهائي كأس الاتحاد، أستطيع القول بأن السيد محمود جلال مكانه المنتخب ولو برجل واحدة.