العدد 4955 - الخميس 31 مارس 2016م الموافق 22 جمادى الآخرة 1437هـ

(Air Wheel)

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ظاهرة الـ (Air Wheel) أو كما تسمّى (Segway) أخذت في التزايد هذه الأيام، وكانت بدايتها إسعاد الأطفال عبر هذه اللعبة، ولكنّها أصبحت مصدر إزعاج لكثير من النّاس، وخاصة في المجمّعات والأماكن العامة!

هذه اللعبة يستخدمها الكبار قبل الصغار في الأماكن العامّة، وغالباً ما نشاهد بعض الحوادث أمام أعيننا، ولا من رقيب ولا حسيب على هؤلاء، وحتّى بعض الآباء لا يقبلون الشكوى على أبنائهم في حال اصطدموا بالمارة أو بالأطفال. ناهيك عما شاهدناه في بعض مواقع التواصل الاجتماعي من أمور خطرة بسبب هذه اللعبة، أوّلها احتراق النّاس أثناء استخدامها، ثانياً الحوادث عند عبور الشارع، وثالثاً الحوادث داخل الأماكن المغلقة وخاصّة المجمّعات.

بعض النّاس يظن بأنّنا ضد الحداثة عبر عدم قبولنا بهذه اللعبة، ولكن دعونا نرجع إلى الوراء. طفولتنا كانت أكثر من رائعة، عندما كانت المناطق السكنية أكثر أمناً، فكنّا نلعب (الخشّيشة)، ونلعب (الخارطة)، وعندما تُبنى البيوت يكون بجانبها كومة تراب نلعب فيها، وأخيراً السواحل الجميلة التي كانت تحيط بمناطقنا، فكنّا نسبح ونلعب ونصطاد (الشرابي). طفولة جميلة، عرفنا عن طريقها معنى الصداقة والتعاون والحب والوفاء، حتى كبرنا وفي جعبتنا ذكريات.

أبناء اليوم، إمّا أمام التلفاز يتلقّون الكثير من العادات التي لم نعهدها، ويتم غرس عادات غريبة وعجيبة في أبنائنا عن طريقه، أو أنّهم يلعبون في (البلاي ستيشن)، أو في هذه اللّعب الجديدة، وهذا أمر مؤسف، فطفولتنا كانت طفولة بحق، وطفولتهم تمّ القضاء عليها بفعل ظروف كثيرة!

كيف نستطيع التعامل مع عدم وجود اختيارات حقيقية لأطفالنا، ليس هناك تراب ولا هواء نقي ولا درّاجة عادية، خاصة البنات، لا يعرفن كيف يركبن الدرّاجة بسبب العادات والتقاليد الجديدة على مجتمعنا. عشنا فترة جميلة في البحرين إلى أن بدأنا ندخل عهد نهاية التسعينيات وبداية الألفية، فأصبح المطلوب من أبنائنا أن يُسجنوا داخل البيوت أو في المجمّعات أو في الحدائق التي يتم تخريبها من قبل البعض!

وعليه ماذا يجب أن نفعل من أجل إرجاع الطفولة لأبنائنا؟ هل هناك حل في الحصول على سواحل نظيفة؟ وبعد أن أغلقنا المجال على المرأة بلباسها الأسود هل نستطيع الحصول على ساحل خاص لها ولأبنائها؟ إذهبوا إلى السواحل العامّة، وستجدون النساء ملتفّات بالسواد، والرجال يمرحون ويسرحون بـ (الشورتات)! هل هذه عدالة؟ وإذا كانت ليست عدالةً فلابد من إيجاد البديل.

ورجوعاً إلى موضوعنا الرئيسي، نرجو من المسئولين عن الحدائق العامة وعن المجمّعات وغيرها، الانتباه إلى استخدام الـ (Air Wheel)، حتى لا نقع في حوادث خطيرة من قبل بعض المستهترين من الآباء والأمّهات. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4955 - الخميس 31 مارس 2016م الموافق 22 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 5:10 م

      ..!

      عُذراً أخت مريم، وهل انتشار الوشاح الأسود أمر غير محبّذ او أمر جديد.. عشنا طفولة جميلة مليئة بالمغامرات ولحظات السعادة ولم يقلل الوشاح الأسود من سعادتنا حينها.. عنّدما غزا التحضّر الذي هو في أصله تراجع ..أصبحنا حينها نخشى من الشوارع على أبنائنا.

    • زائر 5 | 4:38 م

      موضوع جميل و لكن

      عبارة (أغلقنا على المرأة بلباسها الأسود)...فيها استهتار بوجوب الحجاب على المرأة ..و العبارة الاخرى ان الرجل يمشي بشورت والمراة جالسة ....و لو جاء بأسلوب ..: أنه من الضروري توفير أماكن ترفيه للمرأة العفيفة المحجبة و للأطفال لكان أفضل و يظهر الفكرة بصورة معتدلة ..
      وشكرا

    • زائر 4 | 7:33 ص

      ويش فيه الوشاح الأسود ياست الحسن والدلال

    • زائر 3 | 5:41 ص

      الاسد

      الماضي رغم بساطه .. الا انه افضل مليون مره من الحاضر .. على الاقل الساحات والسواحل والاراضي موجوده والملاعب بكل مكان ... اما الان .. فقد تم برمجة الامور والقضاء على كل ما هو جميل ومهم للمواطن

    • زائر 2 | 1:48 ص

      كلام جميل

      ذكرتينا بالماضي الجميل. لكل زمان رجال ودولة

    • زائر 1 | 10:32 م

      الغريب

      Wheel Air يأخذ ابنه الى الممشاه ويتركه وسط المشايه باair wheel ..!! هل هذه التقنية تشجعه على الخمول او الرياضة ؟؟ مع لاسف ليس كل شي يأتي من الغرب مفيد

اقرأ ايضاً