في يوم الاثنين الموافق 21 مارس/ آذار 2016، أعلنت عائلة الوداعي الكريمة نبأ رحيل عميدها العلامة الكبير سماحة السيد جواد بن السيد فضل الوداعي إلى الرفيق الأعلى عن عمر ناهز 93 عاماً، قضاها بين طلب العلم والعبادة والوعظ والإرشاد وإصلاح ذات البين وصلوات الجماعة، وقضاء حوائج الناس، وتحسّس أحوال المستضعفين في كل مكان.
كان يتألم كثيراً لما يجري في العالمين العربي والإسلامي من قتل وتنكيل وتشريد وانتهاكات لحقوق الإنسان باسم الإسلام. وكان ورعاً تقياً وعالماً عاملاً بعلمه بكل صدق ووفاء، يراقب الله تعالى في كل حركاته وسكناته، ولم يخش لومة لائم في قول كلمة الحق الطيبة في كل الأحوال والظروف.
وقد تميّز رحمه الله تعالى بقلب عامر بالحب والود لكل عباد الله، لم يحمل في قلبه ذرةً من حقد على أحد من الناس. وكان رحمة الله عليه يركز في أحاديثه دائماً على تقوى الله والورع عن محارمه في كل وقت، والتوكل الواعي المستنير بالعلم، على الله في كل عمل نقوم به، بعد العمل والمثابرة الجادة وبذل الجهود الكبيرة. وكانت ثقته المطلقة بالله جل جلاله ليس لها حدود، نفسية أو معنوية أو مادية، فإذا عزم على فعل أمر معين صغيراً كان أم كبيراً، توكل على الله الواحد القهار. وكان عفيفاً كريماً عزيزاً إلى أبعد الحدود، ولهذا لم تستطع الدنيا وبهرجها وزخارفها الزائلة ميله إليها قيد أنملة.
رحل العلامة الكبير وفي قلبه أسى وألم شديدان على وطنه الذي تمتد جذوره فيه إلى الأعماق، وكانت أمنيته إلى الأيام الأخيرة من حياته الشريفة، أن يرى وطنه وكل مكوناته الطائفية والمذهبية والعرقية في أمن وأمان وسلام واستقرار في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لم يغب يوماً عن الناس، وكان حاضراً فعالاً في كل القضايا الاجتماعية والسياسية والإنسانية. وكان يحرص على التواجد بكرسيه المتحرك في أوساط الناس، رغم كبر سنه واشتداد مرضه في السنوات الخمس الأخيرة، فلهذا كان توديعه في يوم وفاته من قبل الجماهير الغفيرة كبيراً جداً، يليق بمكانته العلمية والروحية والاجتماعية. وليس بمستغرب على أبناء البحرين الأوفياء تكريم هذه القامة العملاقة في العلم والتقوى والورع، فهم يثمّنون حياته العامرة بالعطاء والنبل والشهامة وحب جميع الناس.
لقد خلف رضوان الله عليه أبناء أخياراً، يحملون صفاته وسجاياه الأخلاقية والإنسانية الحميدة، لا يسعنا إلا نتقدم إليهم فرداً فرداً وإلى العلماء الأفاضل ولأهالي رأس رمان الكرام ولعموم شعب البحرين العزيز بأحر التعازي وصادق المواساة لهذا المصاب الجلل الذي أدمى قلوب وأدمع عيون الألوف من أبناء الوطن، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه الفسيح من جنته ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. اللهم آنسه في وحدته واجعل اللهم مثوى هذا العالم البار وابن الإسلام جنة الخلد، مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وأنت خير المنزلين.
إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ
على كيفك
لا يكون انت رب العالمين تدخل الجنة على هواك
ولد الوداعي
رحمة الله عليك يا من أيتمتنا و أيتمت شعباً برحيلك
إلى رحمة الله..كان قامة كبيرة...لم نعرفها حق معرفتها حتى فقدنها...هو مدرسة بحد ذاته