(كلمة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السل الموافق 24 مارس/آذار 2016)
في الفترة ما بين عامي 2000 و2015، أدت أنشطة الوقاية من السل وتشخيصه وعلاجه إلى إنقاذ حياة 43 مليون نسمة. وانخفض معدل الوفيات التي يسببها هذا المرض بمقدار النصف تقريباً. وتحققت الغاية المتمثلة في وقف انتشار السل المنصوص عليها في إطار الأهداف الإنمائية للألفية. ولكن النصر الذي تحقق في المعركة ضد هذا المرض الفتاك لا يتجاوز نصف المنشود تحقيقه. ففي هذا العام وحده، سيؤثر السل على 9.6 ملايين من الرجال والنساء والأطفال، وسيزهق أرواح 1.5 مليون شخص.
وفي العام الماضي، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وتتمثل إحدى الغايات الواردة ضمن أهداف التنمية المستدامة الجديدة في القضاء على وباء السل بحلول العام 2030. وحيث إن هذا الوباء يؤثر بصورة غير متناسبة على أفقر الفئات وأضعفها، وعلى المهمّشين اجتماعياً والذين يفتقرون إلى سبل الحصول على الخدمات الأساسية/ الخدمات الصحية، فإن إحراز تقدم في القضاء عليه يجب أن يسير جنباً إلى جنب مع الجهود الأخرى المبذولة في إطار أهداف التنمية المستدامة للحد من أوجه عدم المساواة، والقضاء على الفقر المدقع، وضمان الحماية الاجتماعية، وتحقيق التغطية الصحية الشاملة، والقضاء على فيروس نقص المناعة البشرية (الأيدز).
وسيقتضي الانتصار الكامل على مرض السل جبهة موحدة. فالقضاء على هذا الوباء يتطلب اتخاذ إجراءات تتجاوز وزارات الصحة وحدها. وحسب ما تنص عليه استراتيجية منظمة الصحة العالمية للقضاء على السل، فإن الإدارات المسؤولة عن العمل والعدالة والرعاية الاجتماعية والعلم والتكنولوجيا والشؤون الداخلية والهجرة يمكنها جميعاً أن تحدث تغييراً. وعلينا أيضاً أن نفعل المزيد من أجل التواصل مع الأشخاص المتضررين والفئات المتضررة، فضلاً عن المنظمات غير الحكومية والباحثين والقطاع الخاص.
إن المهمة الماثلة أمامنا مهمة شاقة. فالسل المقاوم للأدوية يشكل خطراً صحياً كبيراً على الصعيد العالمي. ونحن بحاجة إلى اختبارات جديدة تسمح بسرعة تشخيص حالة المصابين بالسل؛ وإلى أشكال من علاج العدوى والمرض يبدأ توفيرها في وقت أسرع، وتكون أقصر مدة وأكثر أماناً ويسراً؛ كما تلزمنا لقاحات فعالة جديدة. كذلك نحتاج إلى إزالة الوصمة المرتبطة بالمرض، وضمان حصول جميع المتضررين على الرعاية. ونحتاج إلى التأهب للحفاظ على صحة الناس في مواجهة حالات الطوارئ المعقدة والتحركات غير المسبوقة للاجئين والمهاجرين في جميع أنحاء العالم.
وفي اليوم العالمي لمكافحة السل، أدعو القادة في جميع قطاعات الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، إلى الاتحاد من أجل القضاء على السل. فمعاً يمكننا أن نكسب المعركة ونقضي على وباء السل بحلول العام 2030.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ